أهلاً وسهلاً بـ "مايو" عيدِنا الأبدي
ويومِ ميلادِنا المنقوشِ في الخَلَدِ
يا عيدَ وحدتِنا الغرّاءِ قِفْ عَلَماً
رفرفْ مَهيباً مهيباً في سما البلدِ
وما تزالُ عيونُ البعضِ في عَمَهٍ
عنّا فداوي الذي فيها من الرّمَدِ
ألقِ القميصَ على بلوى غِشاوتِها
حتى ترى الغَزْوَ في أثوابهِ الجُدُدِ
وقُلْ لِمَن يدعو للتّشطيرَ: إنّهما
رُوحانِ ذابا معاً في داخلِ الجَسدِ
سيفانِ واتّحدا في كلّ معركةٍ
ولن يفلّا بإذن الواحدِ الأحدِ
ستنبتُ الوحدةُ العصماءُ في دمِنا
ويذهبون من التاريخِ كالزّبَدِ
لن يستطيعَ الأعادي طمسَ وحدتِنا
وإن أتوا بعتادِ الأرضِ والمَددِ
وليس ثمّةَ فرقٌ بيننا أبداً
فإنّنا إخوةٌ في القُربِ والبُعُدِ
من سفحِ صنعاءَ مسرانا إلى عدنٍ
ومن رُبى صعدةِ الهادي الى الجَنَدِ
من حُوف من حضرموت الطّيبِ من سبأٍ
ومن سُقطرى إلى ميدي إلى العَنَدِ
من كلّ ساقيةٍ خضرا ورابيةٍ
إلى تهامةَ أرضِ الخيرِ والرّغَدِ
شعبٌ توحّدَ يأبى اللهُ فُرقَتَهُ
يا شعبُ فامدد حِبالَ الوصلِ واتّحِدِ
يا إخوةَ اليمنِ الدّامي كفى عبثاً
عودوا إلى حكمةِ الإيمانِ والرّشَدِ
ألم تروا الغربَ كادونا بفتنتِهم
ومزّقوا شعبَنا من شدّةِ الحسدِ
عودوا إلى أُمِّكم صنعاءَ أجمعُكم
فإنّ صنعاءَ ما زالت على العَهَدِ
وإنّ صنعاءَ حتى الآن فاتحةٌ
أبوابَها فادخلوها اليوم قبل غَدِ
مدّتْ لكم يدَها من دون واسطةٍ
فصافحوها وضُمّوها يداً بيَدِ
فمنذُ عشر سنينٍ وهي ترقبُكم
كما تراقبُ أُمٌّ عودةَ الوَلدِ
ماذا تبقّى لكم من بعدما اتّضحَتْ
كلُّ الحقائقِ وانحلّتْ كما العُقَدِ؟!
ماذا تبقّى لكم من بعد ما قُصِفَتْ
وحُوصِرَتْ وحدَها غَدراً بلا سندِ
ماذا تبقّى لكم من بعدما فتحتْ
أبوابها رغم مافيها من الكَمدِ؟
ورغم ما كان من غدرٍ ومن ألمٍ
ورغم أحزانها الكبرى بلا عددِ
جاءتْ تعانقُكم حرّاءَ قائلةً:
أهلاً وسهلاً بكم يا فلذةَ الكَبدِ
ولا تخافوا طريقُ الحقِّ آمنةٌ
وبابُ صنعاءَ لم يُغْلَقْ على أَحَدِ
والشّعبُ يهتفُ من صنعا الى عدنٍ
: تعيشُ وحدتُنا الغرّاءُ للأبدِ...
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين