شاهدت مقاطع عديدة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص يحتفلون باستشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته ومحافظ أذربيجان الشرقية وآخرين كانوا على متن المروحية، وهي حادثة محزنة جداً لنا كبشر وللأمة الاسلامية أجمع. الرحمة على أرواحهم الطاهرة.
لقد حزن الجميع على هؤلاء الشهداء، ما عدا البعض ظهروا يحتفلون عبر مقاطعهم وكتاباتهم بمصيبة وشهادة أفضل وأشجع من أنجبتهم إيران.
رسالتي لكل من احتفل وفرح وتمسخر بشهادة وحزن أهالي وشعب إيران: أنتم لستم بشرا، ولستم رجالاً أبداً، لقد جردتكم الصهيونية من رجولتكم وإنسانيتكم وشعوركم. لقد انتزعت منكم قيمكم وشرفكم وكرامتكم، هذا إذا كان لديكم بالفعل ذرة شرف وكرامة ورجولة.
أيضاً تمكن العدو من أن يغرس فيكم الحقد والخبث والرخص والذل. من متى الإنسان المسلم يفرح ويحتفل لموت أخيه الإنسان والمسلم؟! هذه التصرفات والسلوكيات الخبيثة والحاقدة التي تقومون بها لم تكن متواجدة وحاضرة في ثقافتنا. ولم ترد في ديننا وقيمنا وتعاليم ديننا الحنيف، وإنما هي تصرفات طارئة، وثقافة دخيلة ومستحدثة على ثقافة شعوبنا ودولنا وديننا ويقف خلفها العدو الصهيوني، وهو من نشرها وغرسها فيكم خلال السنوات الأخيرة، بعد أن دخلت بعض الدول العربية في نزاعات وحروب عدة، وكانوا أيضا هم سببها، وهم الممولون للحروب في المنطقة وزرع مثل هذه السلوكيات والثقافات الخبيثة.
في ثقافتنا وديننا وقيمنا، إذا كنت تنوي إقامة حفلة عرس لابنك، وحدث موت لأحد السكان القاطنين في الشارع والحي الذي أنت فيه، فإنك تتؤجل العرس والحفلة وتذهب تشارك أهالي الميت حزنهم وتنتظر حتى يكملوا فترة عزائهم وحزنهم ثم تقيم حفلة عرسك. وهذا يتم بعد أن تتحدث وتتشاور مع أقارب المتوفى. وللأسف ما قام به أشباه الرجال عملاء الصهيونية كان شيئاً مخزياً ووقحاً وبلا أخلاق، وهم يحتفلون بموت رئيس إيران ومن معه (رحمة الله على أرواحهم الطاهرة جميعا).
إذن، لا تستغربوا أفعالاً وتصرفات غير أخلاقية وحقيرة كهذه؛ فـ«إسرائيل» اخترقت أغلب الأنظمة والشعوب بسياستها وثقافتها الشيطانية القاتلة والخبيثة، وجعلت البعض ينظر إلى إيران بأنها عدوة وأخبث من «إسرائيل»!
«إسرائيل»، وهي العدو الحقيقي والخطير والخبيث على ديننا وشعوبنا وثقافتنا، جعلت نفسها في ثقافة هؤلاء دولة مسالمة وصديقة، وليس ذلك الكيان المجرم الذي قتل الآلاف من الأطفال والنساء في غزة وفلسطين وغيرها.
أقسم إنها قمة الوقاحة والتراجع والغباء الذي أصاب البعض من العرب. لذلك تجدهم يخرجون يتشفون ويحتفلون بكل مصاب يحدث لإيران. وليس ذلك فقط، بل وأيضا يشوهون وينشرون الإشاعات والزيف ضد الجمهورية الإسلامية في إيران وشعبها العظيم الذي يواجه العدو ويذيقه الويلات. أيضا أي عمل قوي وأخلاقي ودعم تقدمه إيران للشعوب الأخرى يستنقصون ويقللون منه.
إنهم أشباه الرجال الذين يحتفلون بموت وشهادة رئيسي ورفاقه، ولو كانت هذه الحادثة وقعت مثلاً للمجرم نتنياهو ومسؤولين صهاينة فستجد هؤلاء صامتين وحزينين على نتنياهو؛ لأن العدو انغرس وانزرع فيهم علينا.