إلى أين وصل قرار بنك مركزي عدن؟! هل أحد من الذين دعوهم يودعون الزلط القديمة للبنوك أودع عندهم؟! لا. حتى اللحظة لم يودع أحد عندهم. أولا: لأنهم لا يثقون بسلطة الارتزاق بعدن. ثانياً: ليش هو عاد باقي معهم عملة قديمة عشان يمنعوا التعامل بها؟! ولو افترضنا أنه باقي عملة قديمة، كم ستكون هذه المبالغ؟! قليلة جداً، وكانوا يقدروا يسحبوها عبر صراف واحد من السوق، ما بوش داعي البنك يفعلها قرار وزمبليطة معتبراً ذلك تهديداً وورقة ضغط على صنعاء! وبعدين هل هو قادر يسبحها؟!
قرأت تعليقات عدة لموطنين على القرار، أحدهم قال: يا ريت والعملة القديمة موجودة عندنا! (يقصد في مناطق المرتزقة)...
وأضاف بقوله إنها كانت لها قيمة وأفضل من الجديدة، لكن قد هي كلها بصنعاء.
وأكمل تعليقة بأن ذلك “قرار فشنج، لا معنى له، وقرار فاشل أيضا يؤكد استمرار انهيار العملة الى ما لا نهاية”!
والقرار هو عشان يشلحوا المواطن ما تبقى معه من العملة القديمة. وهذا جاء واضحا بدعوة البنك للأفراد والمحلات التجارية والشركات والجهات الأخرى والمؤسسات المالية والمصرفية ممن يحتفظون بنقود ورقية من الطبعة القديمة ما قبل العام 2016 ومن مختلف الفئات سرعة إيداعها خلال مدة أقصاها 60 يوماً من تاريخ الإعلان.
الوقاحة أن يلجؤوا إلى توظيف العملة والاقتصاد في الحرب وفي خدمة أهدافهم الشخصية، مفتكرين بذلك أنهم يحاربون صنعاء، بينما هم يحاربون ويقتلون الشعب بقرارات حقيرة كهذه، “ارحبي يا جنازة فوق الأموات”.
ألا يكفي الوضع الكارثي وارتفاع الصرف في مناطقكم والأسعار نار وثلاثة روتي بحجم البيسكي بـ200 ريال، حتى تتخذوا قرارا وأنتم لا تعلمون أنه كارثة على معيشة ووضع المواطنين عندكم؟! ألا يكفي الجحيم الذي يعيشه المواطن بسبب فسادكم وقراراتكم؟!
أمانة هذا الصراع والجدل الدائر حول قرارات بنكي صنعاء وعدن، تذكرت حكاية شهيرة ومتداولة من أيام حرب 94 بين الشمال والجنوب، حين سأل مراسل قناة (MBC) أحد المهاجرين الصوماليين في لحج عن مجريات الحرب. قال الرجل: “والله هذي حرب ما ترحم؛ أحمر يضرب، وأبيض يضرب، وأسود يموت” (يقصد علي صالح الأحمر، وعلي سالم البيض).
الآن، بنك عدن يضرب، وبنك صنعاء يضرب، والمواطن يموت!
حكومة الشرعجية لا تصرف رواتب ولا تبني مناطق سيطرتها، فقط جالسين يتروفلوا وينهبوا ويبنوا فلل ويزايدوا على الشعب بقرارات فاشلة لإثبات أن لديهم أوراقا اقتصادية يضغطون بها، ونسوا أن لدى حكومة صنعاء قوة وتخوض معارك ضد داعمهم الكبير في البحر، وتستطيع قوات صنعاء رد الصاع صاعين بكم صاروخ لأرامكو وتتراجع الرياض، وقد وجه السيد عدة رسائل تهديد للسعودية، إن والله فهمت وراجعت حقها المرتزقة بالداخل وإلا ستكون في مرمى الصواريخ والمسيرات ونحولها إلى سعودية سوداء، والسيد القائد إذا حذر لا يخلف، والأيام بيننا.