|
خلاصة العمليات اليمنية وسلاح البحرية الجديد
بقلم/ إسماعيل المحاقري
نشر منذ: 5 أشهر و يوم واحد السبت 22 يونيو-حزيران 2024 09:11 م
تحت مرأى ومسمع المدمرات والقطع العسكرية الغربية وحاملة الطائرات الأميركية "أيزنهاور" غرقت السفينة اليونانية "تويتور"، بعد أيام من استهدافها في البحر الأحمر دون أدنى محاولة لإنقاذها وسحبها إلى شواطئ الأمان، ولا أمان للسفن المشمولة بقرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة وهي في مرمى النيران اليمنية.
الإعلام الحربي اليمني بث مشاهد لاستهداف السفينة اليونانية بزورقين مسلحين، والقوات الأميركية التي كانت غائبة أو بالأحرى عاجزة لحظة الاستهداف ظلت تراقب السفينة لأيام حتى غرقت وهذه أولى نتائج العمليات اليمنية التي أشار إليها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الجديد.
ما يزيد من خيبة القوات الأمريكية، ويفاقم الشعور باليأس وانعدام الثقة فيها لتأمين الملاحة الصهيونية واستعادة سيطرتها المطلقة على طرق التجارة العالمية، هو كشف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن تكتيك جديد في استهداف السفينة اليونانية بدءاً بهجوم الزوارق المباغت وانتهاء بصعود جنود من البحرية على متنها لتفخيخها وتفجيرها.
مشاهد الإعلام الحربي والتكتيك الجديد في بُعدهما العسكري يمثلان ضربة قوية للهيبة الأميركية وخطوة إضافية على سلم التصعيد المستمر من اليمن دعماً وإسناداً لغزة حتى وقف العدوان وإنهاء الحصار.
وكون السفينة تملكها شركة يونانية تدعى "إنفاليند شيبينغ" فهذا لا يعني أن البحرية اليمنية أخطأت هدفها، أو أنها حصلت على معلومات مغلوطة استندت إليها في تنفيذ هجومها النوعي، بل إن البحرية اليمنية أكدت حرصها على أخذ الاحتياطات اللازمة وإيصال التحذيرات لكل الشركات الملاحية عبر إيميلات تتضمن الإشعار "بأنه في حال انتهاك قرار الحظر المعلن في الثالث من أيار/ مايو الفائت في الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة سواء عبر البحر الأحمر أو عبر البحر الأبيض المتوسط سيتم استهداف السفن أيًا كانت وجهتها".
وبناء على اختراق السفينة "شيمانامي ستار" التابعة للشركة "إيفاليند شيبينغ" قرار الحظر ودخولها ميناء حيفا المحتل بتاريخ الثامن عشر من أيار/مايو، قررت البحرية اليمنية استهداف السفينة "توتيور" بأسلحة استخدمت للمرة الأولى وهي إهداء للمجاهدين في غزة وفق البحرية.
الشركات الملاحية وهي تكتوي كل يوم بنيران اليمن وترى رأي العين الجدية والجرأة في تنويع الأسلحة والأساليب والتكتيكات العسكرية لمساندة غزة، عليها أخذ تحذيرات اليمن على محمل الجد وتحمُّل كامل المسؤولية تجاه سلامة السفن وطواقمها، كما عليها أيضًا أن تفقد الثقة تمامًا في التحالف الأمريكي المزعوم، فمعارك الأشهر السبعة الماضية أثبتت أن الشعب اليمني لن يتخلى عن فلسطين مهما كانت التضحيات وأي اعتداء أمريكي أو بريطاني سيقابل برد أقوى وضربات منكلة بعون الله.
بكل لغات العالم، وعلى لسان الجميع ساسة وقادة، يعد الفشل الأميركي الإستراتيجي هو العنوان الأبرز لمغامرة الأعداء البحرية، رغم ما يمتلكونه من إمكانات هائلة وأقمار صناعية ورادارات وسفن حربية ومدمرات، ورغم القصف شبه اليومي على مناطق مختلفة في اليمن والادعاء بتدمير منصات الصواريخ ومراكز القيادة والسيطرة وزوارق ومسيّرات.
خلال الأسبوع الماضي، وتزامنًا مع أيام عيد الأضحى المبارك أكد السيد الحوثي استهداف ثمان سفن معادية بـ26 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا ومسيًرة وزوقًا ليبلغ إجمالي السفن المستهدفة والمرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني 153 سفينة وهو رقم كبير ومؤثر، ومن أبرز العمليات وفق السيد الحوثي استهداف الحاملة الأميركية "آيزنهاور" وملاحقتها بالصواريخ للمرة الثالثة شمال البحر الأحمر.
الهروب الأميركي من المواجهة، يلقي بظلاله على حركة السفن التي تكاد تنعدم خصوصًا تلك المرتبطة بكيان العدو، وإذا كان التحالف الأمريكي يشعر بعبء كبير في تنفيذ مهمة حماية أمن الكيان الاقتصادي فإن الخلاصة أو النتيجة الثانية من العمليات البحرية اليمنية أن العدو الإسرائيلي أعجز من أن يذهب إلى جبهة البحر الأحمر للقتال فيها والدفاع عن نفسه، يؤكد السيد نصر الله الذي أبدى استعداد الحزب لمعركة مفتوحة لا أسقف فيها لحماية لبنان وإسناد غزة.
*نقلا عن : السياسية |
|
|