اقتضت مواجهة العدوان الكوني على اليمن تفعيل مختلف الجبهات الداخلية في مواجهة آلة الفتك والدمار المصحوبة بحصار جائر وشامل وحرب إعلامية تضليلية قذرة وغير مسبوقة.
ووجدت الوسائل الإعلامية الوطنية نفسها في مهمة تنطوي على تحدي كبير، خاصة أن آثار العدوان والحصار أصابت العمل الإعلامي في الصميم، وكادت الرسالة الإعلامية في مرحلة معينة أن تكون حكراً على أبواق العدوان ومرتزقة الرياض.
وكسائر الجبهات الأخرى كان على الجبهة الإعلامية في مواجهة العدوان أن تنظم نشاطها وفقا لمهام ومسؤوليات وطنية تعزز من صمود وانتصارات شعبنا، وتبرز مظلوميته للعالم، وتواجه التضليل والتزييف المستند إلى ترسانة إعلامية ضخمة جندها العدوان في إطار الحرب النفسية على شعبنا العظيم.
في إطار الجبهة الإعلامية لمواجهة العدوان تأسس إتحاد الإعلاميين اليمنيين كإطار مدني داعم للمؤسسات الإعلامية الوطنية وللإعلاميين الأحرار، الذين انخرطوا في معركة الدفاع المقدس عن الوطن، كل من موقعه، وبحسب ما هو متوافر من إمكانات.
وبرغم الظروف والتهديدات الأمنية، وكل المعوقات الأخرى، إلاَّ أن المؤسسات الإعلامية الوطنية، حققت نجاحات كبيرة في المعركة الإعلامية، وكانت هذه المؤسسات وستظل أحد معالم الصمود والانتصار.
وعلى مدار عام من تأسيس الاتحاد، عملت اللجنة التحضيرية على أكثر من صعيد في إطار مواجهة العدوان، ونظمت عشرات الفعاليات من وقفات احتجاجية وندوات ومهرجانات تكريم، بالإضافة إلى البيانات والتقارير المتعلقة بالانتهاكات التي تعرض لها الإعلاميون والمؤسسات الإعلامية الوطنية.
ولم تكن عملية ترسيخ البناء الداخلي والقانوني للاتحاد وانتخاب المكتب التنفيذي ولجنة الرقابة مؤخرا، إلا خطوة في مضمار الألف ميل الذي ينتظر الاتحاد ككيان اعلامي لا يرى نفسه بديلا لأحد، وربما ظن بعض الزملاء أن الاتحاد بديل عن النقابة، فأرادوا أن ينظموا للاتحاد دون اعتبار للنظام الأساسي، وبدلا من أن يدخلوا البيوت من أبوابها وفي لحظة انفعال سارعوا إلى الإعلان عن كيان إعلامي آخر..وحسناً فعلوا، فميدان التنافس في خدمة الإعلام والإعلاميين مفتوح ومطلوب..وأنا شخصياً ممن يدعون إلى التعددية النقابية، أكانت مسيسة أو مهنية.
يبقى التنبيه أن نقابة الصحفيين المختطفة اشتغلت وتشتغل بانحياز فج ضد الوطن، وكان وما يزال مطلوبا من الزملاء استنقاذ النقابة وتصحيحها من الداخل، خاصة وأن شرعية مجلس النقابة قد انتهت منذ خمس سنوات على الأقل،،، فهل من مبادر؟!