رأينا عملية إطلاق «حاطم 2»، صاروخ فرط صوتي صُنع في اليمن، لا يمكن اعتراضه.
بضع ثوانِ اختصرت المشهد كاملاً. ما لم نره هو عملية التصنيع، وهذا مشهد لا يمكن اختصاره.
سنوات طويلة سبقت تلك الثواني، والسواد الأعظم لا يعرف هذا، الجميع مشغول بالنتيجة، بينما الذهول كله يكمن في المعادلة.
النتائج مهمة إذا أردت اجتياز الاختبار؛ لكن إن أردت أن تضع الاختبار فعليك تعلم صنع المعادلات، وهذا ما يفعله اليمن.
هذا الصاروخ ليس مجرد جسم معدني ينفث النار. هذا الصاروخ يتكون على الأقل من خمسة أجزاء شديدة التعقيد، وهي: نظام التحكم والتوجيه، الرأس المتفجر، المحرك، الوقود الصلب، وقاعدة الإطلاق.
كل جزء فيه يملك خط إنتاجه الخاص، وكل خط إنتاج له مراحل عدة، وكل مرحلة لها طاقمها المخصص، وكل طاقم يحمل عبء قسم ما قطعه لشخص ما.
هذا ليس صاروخاً يا سادة؛ هذه معادلة صنعتها التضحيات الضخمة؛ دعوات أمهاتنا، دماء شهدائنا، المنازل الفارغة، الصور التي على الرفوف...
هذه سنوات حياتنا، بمرها وحلوها، في الصورة. هذه مائة ألف محاولة ومائة ألف تجربة ومائة ألف ساعد ومائة ألف فشل...!
ما ترونه أكبر من صاروخ. ما ترونه تضحيات جسيمة قام بها كل يمني طيلة 9 سنوات متواصلة.