طاهر محمد الجنيد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
طاهر محمد الجنيد
الاغتيالات الإجرامية الصهيونية
بين سلام الشجعان وسلام الإجرام
الحسين شهيد الحق والعدالة والإيمان
رهان تفكيك الوطن العربي أساس لضمان أمن إسرائيل
الانتصار لغزة انتصار للعزة والكرامة
حب الدنيا وكراهية الموت.. استمرار العون من الله
بعض الحقائق التاريخية في الصراع مع اليهود
حروب الإبادة والتهجير للشعب الفلسطيني
المقاومة والجهاد والأمم المتحدة
أنظمة الخليج..بين التشدد والتفسخ والانحلال

بحث

  
طوفان اليمن
بقلم/ طاهر محمد الجنيد
نشر منذ: 4 أشهر و 23 يوماً
الخميس 11 يوليو-تموز 2024 08:59 م


قدمت اليمن معادلة سهلة ومفهومة وبسيطة، للعالم أجمع ولمصلحة حماية الأمن والسلم الدوليين، تتخلص المعادلة في: “أوقفوا جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، واسمحوا بدخول المساعدات للمُعتدى عليهم في غزة، ولن يتعرض أحد لسفنكم التجارية”، لكن أمريكا والمتحالفين معها أخذتهم العزة بالإثم، وأرادوا -حسب قولهم- معاقبة اليمن بعد أن فشل الحلف المأمور في القيام بذلك خلال العشر السنوات الماضية، وكأنهم أرادوا أن يجربوا حظهم ويثبتوا أن لديهم القدرة والجرأة والإمكانيات حتى لو كان ذلك على حساب جثث الشهداء والنساء والأطفال العزل من أبناء فلسطين.
من بين أكبر (14) دولة تستورد بضائع إسرائيل، هناك خمس دول في آسيا (الصين، والهند، وهونج كونج، وكوريا الجنوبية، واليابان)، والتسع الدول الأخرى في أوروبا وأمريكا، بمعنى أن معظم تجارتها بعيدة عن الحظر المفروض، والدول المستوردة هي من أكبر الداعمين لها في إجرامها (أمريكا، وبريطانيا، وهولندا، وألمانيا، بلجيكا، تركيا، فرنسا، البرازيل، إسبانيا)، ومع ذلك أمريكا شكَّلت حلفاً مهمته –حسب قولها-: “حماية الملاحة، والتجارة الدولية”، والجامعة العربية –أدانت اليمن بأنها في تصرفاتها تُهدد الملاحة الدولية- وهي فقرة في بيان الجامعة صاغته الدول العربية المطبِّعة مع العدو الصهيوني والتي منحت حاخامات إسرائيل بعض شركاتها ختم الكاشير لقيامها بتصدير بضائعها لكيان الاحتلال بدلاً عن غزة المحاصرة –جوعاً، والمراد إبادتها- أرضاً وإنساناً.
اليمن طوَّر إمكانياته البحرية والجوية والبرية بجهود ذاتية، وبادر بتنفيذ ضربات “طوفان البحر” أصابت أهدافها بسهولة، وأدهشت العدو، وأنجدت المعتدى عليهم، وهنا صاح المرجفون لماذا تقفون في وجه أمريكا –وهي شرطي العالم؟- فكان الرد: نقف ضد الظلم ومع الحق، فالحق أحق أن يُتبع –وهو مبدأ أكد عليه الإمام علي –كرم الله وجهه-: “إعرف الحق تعرف أهله”-، وهي سنة من سنن الله أكد عليها القرآن الكريم: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)، وقد سبقتها الآية: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة: 216).
المطبِّعون والخونة والعملاء اشتروا أحدث الأسلحة من مصانع الغرب والشرق، واحتفظوا بها مكدسة في مخازنهم لحماية عروشهم، وقتل جيرانهم وأبناء عشيرتهم، وسخروها خلافاً لأوامر ربهم وخالقهم، ولم يكتفوا بذلك، بل نقضوا كل أوامره، وعملوا ما نهى عنه، عقدوا المعاهدات مع أعداء الله سراً وجهراً، من أجل أن يستأثروا بالبقاء والدوام على كراسي الحكم إلى الأبد، ولذلك جعلوا من الحلف الصليبي الصهيوني إلهاً يُعبد، خانوا أشقاءهم إرضاءً لأعداء الله، ونشروا الفتن والخراب والدمار، وقننوا الفساد، وأحلوا ما حرم الله، مستغلين ما أنعم الله به عليهم، وما استولوا عليه من ثروات، ولم يقوموا بواجب الدعم والمناصرة للمستضعفين في أرض غزة وفلسطين الذين يتعرضون لجرائم الإبادة.
“طوفان اليمن” في تطور مستمر للمسيَّرات والصواريخ والزوارق البحرية دفاعاً عن قضايا أمته ودينه، وتنفيذاً لأوامر الله، والحلف الصهيوني الصليبي يستنفر كل إمكانياته لحماية الإجرام والقتلة، والظلم والطغيان، ويعمل جاهداً على شن الغارات على اليمن لمساعدة الصهاينة في إتمام واستمرار جرائمهم، كالتزام واجب، كما جاء في وصف الرئيس الأمريكي نيكسون: “إن التزاماتنا نحو إسرائيل عميقة جداً، فنحن لسنا مجرد حلفاء، ولكننا مرتبطون ببعضنا أكثر مما يعنيه الورق –ارتباطاً أخلاقياً، ولن تسمح أمريكا لأي كان بالتعرض لإسرائيل وتدميرها”.
ورغم معرفة وإدراك ساسة أمريكا –أن تحيزهم لصالح الكيان الصهيوني يؤثر على أمريكا وزيادة كراهيتها، كما جاء في تقرير رئيس لجنة الشؤون الخارجية: “العرب والمسلمون يكرهون أمريكا بسبب أفعالها وسياستها المنحازة لإسرائيل ضد الفلسطينيين، وأكثر من (99 %) من العرب والمسلمين ليسوا إرهابيين، وحتى الذين يقفون ضد أمريكا بسبب إرادة الانتقام من جرائمها، وإذلالها للمسلمين”، سواء بالتعاون مع القوى الأخرى، أو مباشرة –والملاحظ هنا أن الكاتب يصنف من يدافع عن كرامته وعزته بالإرهاب، استغلت أحداث 11 سبتمبر لتفرض سلطانها وهيمنتها على العالم، وصنفت (أفغانستان، وكوبا، وإيران، والعراق، وليبيا، وكوريا الشمالية) دولاً راعية للإرهاب- دمرت العراق بموجب قراراتها، وأفغانستان، وليبيا، وسوريا، وتعمل الآن على تدمير السودان مستعينة بالإمارات والسعودية.
أما الدول الأخرى (كوبا، وكوريا الشمالية، وإيران) فلم تحرك جندياً ضدها؛ لأنها تريد السيطرة على ثروات الأمة العربية والإسلامية، واستبدال أنظمتها بأنظمة عميلة وخائنة.
وخلاصة القول: إن دفاع اليمن عن مظلومية الأشقاء في فلسطين سيظل مصدر فخر واعتزاز لكل إنسان حر يرفض الظلم والطغيان عربياً كان أو مسلماً، وكل يمني مهما كان انتماؤه أو توجهه، بخلاف أبواق العمالة وأذناب الاستعمار، فذلك لا يعني لهم شيئاً، ويصدق عليهم قوله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ).

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
طه العامري
فلسطين: التغريبة والملحمة والخيار المر..
طه العامري
عبدالفتاح حيدرة
من وعي كلمة السيد القائد في ذكرى الهجرة النبوية 1446ه
عبدالفتاح حيدرة
رشيد الحداد
الرياض تعاكس حلفاءها: توجيهات باحتواء التصعيد الاقتصادي
رشيد الحداد
رشيد الحداد
صنعاء تواصل عملياتها: تضرّر الشحن في «المتوسط»
رشيد الحداد
علي الدرواني
رهان الرياض على واشنطن.. انتهاء الوهم
علي الدرواني
طه العامري
غزة فلسطين .. عار العرب والمسلمين والإنسانية..!
طه العامري
المزيد