يشن جيش العدو الصهيوني عدواناً وحشياً يوميا على قطاع غزة على مدى عشرة أشهر على خلفيات السياسة العدوانية الصهيونية في شن الحروب ومدى الاستهانة بأرواح البشر حيث يمارس جيش العدو في القطاع إبادة جماعية وتصفية عرقية بحق السكان، ويتربص بالنازحين الفلسطينيين والعالقين لقتلهم تحت أي ذريعة.
ويرصد جيش العدو الصهيوني حركة مرور النازحين والعالقين في قطاع غزة بعد أوامر الإخلاء الصهيونية، فيقصف الطيران الحربي الصهيوني والمدفعية النازحين قبل أن يتم مغادرتهم لبيوتهم أو مراكز إيوائهم أو حتى في الشوارع التي يمرون بها ولا يدرون الى أين يتجهون، وكثير من العائلات لا تتمكن من النزوح بسبب الغارات العنيفة المتواصلة التي يشنها طيران العدو ومدفعيته على مناطق القطاع ومحيطها في الوقت نفسه.
ومع ذلك فليس هناك أي خيار أمام العائلات الفلسطينية إلا النزوح، فتحاول العائلات الفرار تحت قصف طيران العدو الصهيوني الحربي وقذائف مدفعيته التي تتساقط عليهم من كل حدب وصوب أثناء النزوح.
وفي شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، لم تتمكن العائلات من النزوح بعد "أوامر الإخلاء" الجديدة التي أصدرها جيش العدو الصهيوني، الاثنين هناك، بينما يواصل غاراته العنيفة وقصف مدفعيته على المنطقة ومحيطها، ويستهدف جيش العدو العائلات في الشوارع أثناء عملية النزوح في ظل قصف العدو المتواصل على شرق خانيونس.
وكشف تقارير فلسطينية أن هناك الكثير من العائلات المتواجدة في المنطقة الشرقية وحتى بيوت إيواء وكلهم تحت خطر الذبح والجوع والعطش في مدرسة عبسان الكبيرة الابتدائية ".. مؤكدة أن كل من ينزح أيضاً مُعرض للموت، والعائلات النازحة لم تسلم وتم استهدافها وفقا لشهود عيان.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيان له: إن 150 ألف شخص نزحوا من خانيونس يوم الاثنين فقط.. مشيرا إلى أن كل "أوامر الإخلاء الصهيونية" تقلب حياة الناس رأساً على عقب".
وأكد أن "أوامر الإخلاء" التي أصدرها جيش العدو الصهيوني في وقت قصير جدًا عن طريق إرسال منشورات قبل الهجوم "يزيد من المخاطر على حياة الناس".. لافتاً إلى أن "الناس اضطروا إلى الفرار دون أن يأخذوا أي شيء معهم"، ومبيناً عدم وجود بنية تحتية في المناطق التي توجه إليها النازحون.
فيما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" حديث لطفل فلسطيني جريح يشرح ما تعرضت له عائلته أثناء نزوحها من بني سهيلا إلى دير البلح، حيث استهدفتهم قذائف العدو الصهيوني فقتلت والدته وأصابته وأصابت أخته.
وقال الطفل يونس قلة البالغ من العمر (10 سنوات) وفق وكالة "وفا": "هربنا من بني سهيلا وتوجهنا لدير البلح وفي الطريق قصفوا سيارتنا وقتلوا أمي وأصابونا".
وبلغ عدد الشهداء في شرق خانيونس أكثر من 80 شهيدا ومئات الجرحى في استهداف قوات العدو الصهيوني للبيوت وللعائلات النازحة يوم أمس.. وقالت مصادر محلية فلسطينية: إن أكثر من ألف مناشدة وصلت فرق الإنقاذ لمساعدتهم في الإخلاء.
وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد مواطن فلسطيني صباح الثلاثاء عند مفترق بني سهيلا، بعد استهدافه من قناصة الاحتلال الصهيوني.
ونزح عشرات الآلاف من المناطق المهددة شرق مدينة خانيونس (عبسان الكبيرة والصغيرة والزنة وخزاعة وبني سهيلا والفخاري وشرق القرارة، والشيخ ناصر والكتيبة والقرين والسلام وجورة اللوت والسطر) إلى مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وطالب العدو الصهيوني من النازحين التوجه إلى "المنطقة الإنسانية" المستحدثة في المواصي، علما أنها مكتظة ولا تتسع لنازحين جدد.
وأعرب الكثير عن ترددهم في التوجه للمواصي خاصة بعد المجزرة التي ارتكبها العدو في 13 يوليو الجاري وأسفرت عن استشهاد 92 مواطنا فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 300، أغلبيتهم أطفال ونساء.
وعلى طريق النزوح للمرة الـ14 أو الـ15 أو ربما أكثر، امتلأت الشوارع المتربة بين الأنقاض بآلاف المواطنين الفلسطينيين على دراجات وعربات تجرها حمير وبعض السيارات المحظوظة التي حصل أصحابها على بعض الوقود أو راجلين يحملون ما تيسر من أمتعتهم القليلة.
وتعرضت منطقة شرق خانيونس لأكثر من هجوم صهيوني كان آخرها أوائل يوليو الجاري.. كما شهدت مجازرا ودمارا واسعا خلال الاجتياح البري وهجوم العدو الصهيوني الواسع على محافظة خانيونس الذي بدأ في يناير وانتهى في أبريل الماضي.
وأسفر العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، عن أكثر من 129 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن عشرة آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
ويواصل العدو الصهيوني، حربه العدوانية الوحشية جواً وبراً وبحراً على قطاع غزة متجاهلا قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
* نقلا عن :سبأ نت