كان خطاب السيد بمناسبة ذكرى الشهيد القائد خطابا عالميا توجه فيه السيد لمخاطبة شعوب الأمة العربية والإسلامية وشخص فيه العلة التي تعاني منها الأمة وقدم العلاج الصحيح .
وفي هذا وردت نقطة هامة للغاية لو استوعبها جميع المسلمين لعطلت كثيرا من مؤامرات أمريكا وإسرائيل ضد الأمةْ، وهي أن أعداء الأمة يركزون على استهداف الساحة الداخلية بينما المشروع القرآني يركز على تحصين الساحة الداخلية.
الهجمة الأمريكية الإسرائيلية تستهدف ساحتنا الإسلامية لتفريقنا ثم السيطرة علينا ويتحركون لتنفيذها بأدوات داخلية كالتكفيريين والأنظمة العميلة مثل النظامين السعودي والإماراتي ويرفعون لها عناوين سياسية ودينية مخادعة ومضللة.
بينما المشروع القرآني يركز على توحيد ساحتنا وتحصينها من الأعداء من خلال عدة أمور أولها:
توجيه العداء تجاه اليهود " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود".
وثانيها " لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء " وثالثها " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ورابعها " تحقيق الوحدة ونبذ الصراعات والخلافات الهامشية التي يزرعها الأعداء " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا " وخامسها " ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" وغيرها من التعليمات التي تعلمنا كيف نسد كل الثغرات التي يستغلها الأعداء لصالحهم.
ولو نأتي لواقعنا اليوم لوجدنا أن النظام السعودي والإماراتي والتكفيريون يرفعون شعارات دينية لكنهم يتحركون كأدوات لأمريكا وإسرائيل في استهداف الساحة الداخلية للمسلمين.
ففي حين يدعو القران إلى معاداة اليهود يعملون على إقامة العلاقات معهم ويعادون أبناء الإسلام كإيران وحزب الله وأنصار الله والجهاد. وفي حين يدعو القران إلى تحقيق الوحدة والاعتصام بحبل الله تجدهم يعتصمون بأمريكا وإسرائيل ويسعون لنشر التفرقة بين أبناء الإسلام تحت عناوين دينية ومذهبية.
وفي حين يدعو القران إلى نبذ الخلافات تراهم يسعون لنشرها وتعميقها بين أبناء الإسلام ويخلقون في أوساطهم الحقد والكراهية وبالمقابل ينشرون التسامح مع إسرائيل.
وفي حين يأمر القران بإقامة المعروف والنهي عن المنكر تجد أفعالهم عكس ذلك فتراهم ينشرون المنكر ويحاربون المعروف.
وفوق كل ذلك يتحركون ضد كل من هو في الموقف الصحيح ويشنون عليهم حروبا عسكرية وحملات إعلامية لتشويه صورتهم في أوساط الأمة، ليس لأنهم خالفوا القرآن، بل لأنهم خالفوا أمريكا وإسرائيل.
هكذا يتحرك التكفيريون والنظام السعودي والإماراتي لتفكيك الساحة الداخلية بشعارات دينية ويصدقهم الكثير لانهم افتقدوا الوعي القرآني الذي يحصن الإنسان من خداع وتضليل أعداء الأمة ويحافظ على الساحة الإسلامية من اختراق أعداءها.