اليمن وفلسطين: نسائم الفتوحات والجهاد المقدّس
o لأنها قضيته الأولى والمركزية، برز الموقف اليمني التاريخي الاستثنائيّ دعماً وإسناداً وتضحيةً وفِداءً للقضية الفلسطينية، قضية الصراع بين الخير والشرّ، القضية القرآنية التي قسّم الحقُّ تبارك وتعالى الناسَ بشأنها في كتابه الكريم إلى فسطاطين من حقٍّ وباطلٍ لا ثالث لهما، ليغدو اليمن الأبيّ الوفيّ شاهداً على تداعياتها، وشهيداً على طريق قُدسها الشريف.
o أتى هذا الإصدار التوثيقي كجزءٍ ثانٍ لسلسة ترصد المشهد الراهن لتداعيات عملية "طوفان الأقصى" المباركة ، صدر الجزء الأول منها تحت عنوان:"عملية طوفان الأقصى..من الانطلاقة إلى الهدنة الأولى 7 أكتوبر - 30 نوفمبر 2023 "، ليأتي هذا الإصدار التالي راصداً وموثّقاً لمسيرة الوعد الإلهيّ على ضوء معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" من حيث توقّف "الأوّل" إلى مسافة "الهدنة الثانية " من انتصار "غزة" بتوقيت الأقصى الشريف، وعلى وقع خُطى رجال الله في ميدان الوغى بغزّة الجريحة، ووفقاً للتكتيك القرآنيّ وهو يرسم اليمن نوافذ وعدٍ قد أطلّت نسائم فتوحاته، وجهاداً مُقدّساً اشتعل أوارهـ تحت قيادة عَلَم الهدى، حكيم عصرهِ ، ثاقب الرؤية ، معراج البصيرة، ذا القول السديد، والفعل الرشيد، السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه وصوّب رميتهُ الفتّاكة بكل عدوٍّ لله ورسوله والمؤمنين.
o ورغم كل الضغوط والتحديات التي يواجهها الشعب اليمنيّ ، فقد أدرك الجميع بأنّ دور اليمن في نصرة القضية الفلسطينية تجاوز ثقافة الشعارات بآلاف الأميال، وترجم دوره العظيم بأفعالٍ ملموسةٍ عمليّةٍ على مستويات متعددة: سياسياً، عسكرياً، شعبياً، مادياً، رغم الحصار والعدوان الذي يعاني منه لعقدٍ من الزمن، إلا أن الشعب اليمني وقيادته الحكيمة أبدوا تكاملاً مرصوداً وتفانياً مشهوداً في نصرة الشعب الفلسطيني، ومساندتهم العمليّة منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى" وحتى اللحظة من "الهدنة الثانية"، وإلى ما يشاء الله من جهادٍ مقدّسٍ وفتحٍ موعود.
o لهذا تتجلّى أهمية هذا الإصدار في معرفة أبجديّة فاعليّة وتأثير هذه النُصرة على الهيمنة "الصهيوأمريكية" التي تعرّضت لهزائم متكررة على يد أبطال القوات المسلحة اليمنية، ولم يكن تأثيراً عسكرياً وحسب، بل أيضاً تأثيرات اقتصادية وسياسية عميقة الأثر، أعادت الأمل للشعوب المستضعفة بأن النصر الكبير قادم لا استحالة في ذلك طالما والنفوس الزكيّة تجرّدت من ضعفٍ مُتعمّدٍ أُحيط بها منذ عقود، جرّاء الهيمنة الاستكبارية التي لطالما اعتبرت ذاتها الهشّة قوة لا تُقهر.
o كما يهدف هذا الإصدار التوثيقي إلى رصد وتحليل دور اليمن في دعم القضية الفلسطينية، من خلال تسليط الضوء على الأبعاد المتعددة لهذا الدعم القيادي والرسمي والعسكري والشعبي والإعلامي، مع إبراز الأبعاد الإيمانية والأخلاقية لهذا الموقف النبيل، وكيف أسهمت جميعها في تعرية العدوّ "الصهيوأمريكي" والتنكيل به، وكيف عزّزت الوعي بالقضية الفلسطينية، ومدى أهمية وأثر هذه المواقف في سياق التحديات الإقليمية والدولية.
o لقد كان وما يزال على وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ، أن تستمرّ في أداء واجبها مواكبةً ورصداً وإحاطةً وتقديماً للقارئ الكريم لكل ما يعنيه من تطورات المرحلة ومجريات أحداثها وتداعيات مآلاتها، التزاماً منها بواجبها الصحفيّ والإعلاميّ المقدّس تجاه القضيّة المركزيّة.
o ختاماً: نتوجّه بالشكر للزملاء في مركز البحوث والمعلومات ، وإدارات الأخبار المحلية والصحافة الإلكترونية والتحرير السياسي، على هذا الحصاد الهامّ لمرحلةٍ زمنيّة عصيّة واستثنائيّة من تاريخ أمّتنا الإسلامية، رصداً نورانيّاً، وتاريخاً مُشرقاً، ومواكبةً جادّة لمسيرة معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" وهي ترسم مسارات الفعل القرآنيّ، وتفتح آفاقاً ربانيّةً للخلاص من جرثومةٍ طال جُثُومُها على مَوَاطِن الإسلام، وأفرَز تغلغلها في مفاصل أمّتنا إلى كوارث متعددة، لا حلّ معها إلا باجتثاثها، والعمل على زوالها، وذاك أمر الله النافذ ذات نصرٍ لن يطول.
وإلى إصدارٍ قادمٍ بعون الله .
محمد عبدالقدوس الشرعي
نائب رئيس مجلس الإدارة – نائب رئيس التحرير
حجم الملف :29 ميقابايت