بسام شانع
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
بسام شانع
‏"عصر الصمت والخذلان..وحشية بلا حدود وجرائم بلا عقاب"
وعد جن
حق التوحش ضمن قانون الغاب
يأتيك من جند علّام الغيوب النبا
يأتيك من جند علّام الغيوب النبا
‏"مخابرات واستخبارات"
بعض المشاهد في منصة
بعض المشاهد في منصة "تويتر"
فلسطين كامل تحت مرما
لا فجر يوم القيامة
بدت بصرخة وانتهت لا صواريخ
‏ما لك ومن يتبع توكل كرمان

بحث

  
حين ينتصر الصمود على الطغيان
بقلم/ بسام شانع
نشر منذ: يوم واحد و 8 ساعات و 44 دقيقة
الثلاثاء 28 يناير-كانون الثاني 2025 11:12 م


في عالمٍ يتصارع فيه الضوء والظلام، ويقف فيه الحقُّ عارياً إلا من إيمانه، والباطلُ متسربلاً بجحافل قوته، يأتي الصمود كالنور الذي يشقّ قلب العتمة، مُعلناً أن النصر لا يُصاغ من الحديد والنار فقط، بل من الإيمان الذي لا يخبو، ومن إرادةٍ تُحطم القيود مهما كانت ثقيلة.
حين ينتصر صمودٌ لا مثيل له، على خذلانٍ يعصف كرياح الخريف، ويواجه طغياناً أسود، كوحشٍ يتغذى على أرواح الأبرياء، وحشٍ لم تعرف له صفحات التاريخ شبيهاً، طغيانٌ لا يعبأ بقوانين السماء ولا بشرائع الأرض، ولا يرى في وجه الإنسانية سوى قناعٍ هشٍ، فإنه لا يكون انتصاراً عابراً، بل يكون انتصاراً يعلو فوق كل انتصار، ويُحفر في ذاكرة الزمن بمداد من نور.
غزة، تلك البقعة الصغيرة التي تبدو كزهرةٍ نبتت وسط صخور القهر، تغدو في لحظات المواجهة أسطورةً تمشي على الأرض، بأسلحتها المتواضعة، التي لا تزيد عن أغصانٍ هشة في وجه أعاصير البطش، تصمد وتقاتل، ورغم الحصار الذي يحيط بها كغلافٍ من نار، ورغم خذلان القريب والبعيد، ورغم الإبادة التي تتساقط عليها كحممٍ من جحيمٍ مصبوب، ترفع رأسها عالياً.
غزة، بضعف إمكاناتها، تقف وجهاً لوجه أمام قوىً تملك من الحديد والنار ما يكفي لإبادة مدن بأكملها، تملك طائراتٍ تحلّق كنسورٍ جائعة، وسفنٍ تجوب البحار كوحوشٍ مفترسة، وأقماراً تجوس السماء لتقتنص كل حركةٍ وكل نفس، لكنها، برغم كل ذلك، تنحني أمام إرادة غزة، إرادةٍ لا تسكنها الهزيمة ولا تعرف الخوف.
إن انتصار غزة ليس مجرد انتصارٍ عسكري، بل هو شهادةٌ على قوة الروح البشرية حين تتسلح بالإيمان والحق. هو إعلانٌ أن القوة الحقيقية لا تُقاس بحجم السلاح، بل بقدرة القلب على الصمود، وبإصرار العقل على المقاومة، وبعزيمةٍ تأبى الانكسار.
ففي كل مرة تصمد غزة، تُعيد تعريف معنى الانتصار والهزيمة. انتصارها ليس نصراً لها وحدها، بل هو رسالةٌ لكل ضعيفٍ في هذا العالم، بأن الصمود قوة، وأن النصر يولد من رحم المعاناة. هزيمة أعدائها ليست مجرد سقوط، بل هي سقوطٌ للقيم التي ادّعوا حملها، وانكشافٌ للزيف الذي لبسوه.
غزة، تلك العنقاء التي تنهض كل مرة من رمادها، تُثبت أن العظمة لا تكمن في حجم الأرض، بل في قامة من يدافع عنها، وأن التاريخ يكتب صفحاته بأيدٍ لا تعرف الاستسلام، وإن كان لهذا الزمن أن يشهد أسطورةً حقيقية، فإن أسطورة غزة هي أعظم ما سيُروى.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
هل اقتربت ساعةُ أنصار الله؟ قراءة معكوسة
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
هاشم أحمد شرف الدين
‏بين التولي لله والتولي لأمريكا
هاشم أحمد شرف الدين
مقالات ضدّ العدوان
مراد راجح شلي
"ما أعظمها من كلمة وما أعظمه من خطاب"
مراد راجح شلي
عبدالفتاح علي البنوس
أنصار الله والإرهاب الأمريكي
عبدالفتاح علي البنوس
حمدي دوبلة
التصنيف..!!
حمدي دوبلة
المزيد