في الذكرى السنوية الأولى للرئيس الشهيد الصماد رحمة الله ورضوانه عليه التي نعيشها هذه الأيام علينا كشعب يمني ان نوطد علاقتنا بهذا الشهيد العظيم وان نأخذ العبر والدروس من شخصيته المثالية وان نترجم حبنا ووفاءنا له واقعاً في الميدان في مختلف جوانب الحياة وفي مختلف جوانب الصراع مع الأعداء نستلهم منه الروح الجهادية والإحسان والصدق والوفاء ونجسد انتماءنا له سلوكاً وعملاً في ما يرضي الله ويخدم الحق ويتصدى للباطل.
الصماد قبل ان يكون رئيسا كان مواطناً يمنياً صالحاً وصادقاً ويتمتع بروح عملية وقبل ان يكون شهيدا كان مجاهداً مخلصاً يتمتع بروح المسؤولية الصماد كان ولا يزال وسيبقى نموذجاً راقياً للإنسان المؤمن مثالاً للحركة والنشاط والجد والاهتمام وشاهداً حياً على الرجل الواعي المثقف والسياسي المحنك والجندي المخلص لله وللقيادة والقدوة في ميدان النزاهة والوطنية الصماد كان ولا يزال منظومة من العمل القائم على الإيمان بالله والثقافة القرآنية والتسليم للقيادة فكان ناجحاً وموفقاً في كل أعماله وكان محبوباً عند الجميع لحرصه وصدقه واهتمامه.
الصماد كمجاهد كان شجاعاً بطلاً مقداماً وقبل أن يكون كذلك كان يتحلى بالوعي والثقة المطلقة بالله ويستشعر التقصير دائماً ويسعى إلى ان يعمل بكل ما يستطيع إلى أن يبلغ الله بإيمانه أكمل الإيمان وكان هدفه الوحيد هو أن يحصل على رضوان الله بذل ماله ونفسه في سبيل الله من اجل الحق والعدل ورفع راية الاسلام ونصرة المستضعفين ومقارعة الطاغوت بدون أي أهداف او مقاصد شخصية فكان يحظى بتوفيق إلهي في مسيرته الجهادية.
الصماد في مؤسسات الدولة تحرك من واقع الحرص والمسؤولية على تغيير الواقع من الأسوأ الى الأفضل على الرغم من حجم الاحداث والصراع والمتغيرات والمشاكل والفتن لكنه تحمل العبء وانطلق معتمداً على الله وخاض غمار التحدي في مواجهة الصعاب على المستوى الداخلي والمستوى الخارجي وفي مسيرة عمله السياسي كرئيس للمجلس السياسي الأعلى لم يغتر بالمنصب والجاه والسلطة بل تحرك بحرص وإخلاص ولم يغرق في ذاته حتى يجعل من نفسه امبراطوراً يؤسس له كياناً او يبني له قصراً او يجمع ثروة طائلة إلى درجة انه استشهد وهو لا يملك مثقال ذرة من هذه الدنيا سوى اعماله الصالحة والعظيمة التي أوصلته الى اعلى المقامات عند الله شهيدا.
الصماد كان انساناً بمعنى الكلمة ورجلاً من رجال الله الصادقين ومجاهداً ومثقفاً وسياسياً واجتماعياً وهكذا في مختلف المجالات كان رجلاً فريداً من نوعه قوياً في حبه لله وقوياً في شخصيته وقوياً في مواقفه وقوياً في إيمانه وثقته بالله وقوياً في اعماله وقوياً في تسلميه وطاعته للسيد القائد.. الصماد يوم كان حياً في الدنيا يعيش بيننا كنا نلمس آثاره ومواقفه واعماله في الواقع تتجسد في الميدان قوة وصلابة ووعياً وحكمة وحين صار شهيداً في جوار ربه تجسدت عظمته بشكل أكبر حين بقي حاضرا بيننا بعنفوانه وصموده وصبره لم يذهب منه إلاّ الجسد فقط لكن روحه بقيت تسكن في جوارحنا تلهمنا الصمود في مواجهة العدوان وتوصينا بالصبر والاستمرار.. الصماد كان ولا يزال نموذجاً للمجاهد المرتبط بالله وقدوة للمسؤولية والعمل المثمر والفعال فسلام الله ورضوانه ورحمته عليه وعلى جميع الشهداء الأبرار.