نظرا ًللموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به اليمن والذي تطل على البحرين الاحمر والعربي واشرافها على مضيق باب المندب ،وأهميتها ملاحيا ًوتجاريا ً،وهو ما جعلها منطقة يصعب الانفراد بها أو تحكم طرف دون بقية الأطراف وما يتعرض له اليمن من عدوان وحرب اجرامية بقيادة امريكا واذنابها مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد الهدف منها احتلال هذه المنطقة الاستراتيجية والتحكم بها، ولكن رغم طول أمد هذه الحرب والتي اوشك عامها الخامس على الانتصاف وضحاياها تجاوزت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من اليمنيين الأبرياء وحصار اقتصادي بري وبحري وجوي ضاعفت من معاناة ملايين اليمنيين وهو ما ينذر بحدوث اكبر مجاعة في العالم، وكل هذا يحدث في ظل غياب وصمت لصوت العدالة الدولية، وانفراد صوت التكبر والغطرسة والهيمنة الأمريكية واذيالها السعودية والامارات.
فلم يستطع تحالف الشر السعوصهيوامريكي تحقيق اهدافه، بل أن المعادلات تغيرت ومجريات الاحداث تبدلت لصالح محور المقاومة، في اليمن بعد دخول القوة الصاروخية اليمنية والطيران المسير اليمني ميدان المعركة وأصبح زمام المعركة بيد الجيش اليمني وقواته الصاروخية وطيرانه المسير والتي باتت لها القدرة على الوصول الى عمق الاراضي السعودية والامارتية واصابة أهدافها بدقة عالية وتحييد منظومة الباتريوت الامريكية، بل أن أجواء المملكة أصبحت مفتوحة أمام الطيران المسير يسرح ويمرح كيف يشاء، وهو ما جعل جميع المطارات والقواعد السعودية وموانئها ومنشآتها الحيوية تحت مرمى القوة الصاروخية اليمنية والطيران المسير اليمني، وهو كذلك بالنسبة لمطارات وموانئ الامارات التي لم تُعدّ في مأمن بعد الآن، وهو ما استدعى دول العدوان وخاصة الامارات الاستنجاد بالدب الروسي للتدخل لدى حكومة صنعاء بعدم استهداف مطاراتها وموانئها، والبحث لها عن مخرج آمن من المستنقع اليمني الذي وقعت فيه، وهو ما جعل موسكو توجه دعوة لرئيس الوفد اليمني محمد عبدالسلام لزيارتها، وهو ما تم بالفعل، والذي رحب بالدور الروسي في ايقاف العدوان والحرب، وتحقيق السلام الشامل في اليمن، رغم أن روسيا ظل موقفها سلبياً من العدوان والحرب على اليمن طوال الفترة الماضية، خاصة في مجلس الأمن وقرارته الجائرة والظالمة بحق اليمن والمؤيدة للعدوان، بخلاف دورها في الملف السوري، فالتدخل الروسي اليوم في الملف اليمني يأتي مرتبطا ًباحلال السلام في المنطقة بشكل ٍعام وايقاف حدة التوترات التي تشهدها منطقة الخليج والبحر الاحمر ومضيقي هرمز وباب المندب بين امريكا وايران بعد خروج امريكا من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات ضد إيران وهو ما نتج عنه من حشود عسكرية في المنطقة واسقاط إيران لطائرة امريكية مسيرة، وكذا تفجيرات ناقلات نفط في الفجيرة ومضيق هرمز واحتجاز بريطانيا لباخرة نفط ايرانية في جبل طارق وقيام إيران باحتجاز ناقلة نفط بريطانية، فكل هذه الأحداث مترابطة وتنذر بحدوث حرب عالمية لن يسلم منها أحد ،وهو ما جعل من روسيا ان تصل الى قناعة ان الحل في الخليج وايقاف اشعال حرب البحار والممرات المائية، وأن حماية وتأمين البحر الاحمر ومضيقي هرمز وباب المندب لن يتم إلا ّبوقف العدوان والحرب على اليمن، وان أمن واستقرار اليمن جزء لايتجزأ من أمن واستقرار الخليج والمنطقة العربية بشكل ٍعام، وهذا هو ما نادت وتنادي به القيادة السياسية اليمنية منذ بدء العدوان.
فعلى روسيا اليوم أن تقوم بدورها في تحقيق التوازن العالمي وعدم ترك امريكا وحلفائها اللعب بالنار في المنطقة، وتعريض الأمن والسلم الدوليين للخطر.