عندما تفشل الجيوش والقوة العسكرية في تحقيق أهدافها، رغم ما رافقها من حرب إعلامية وفبركات ودعايات كاذبة، ولم تنفع المدافع والدبابات، وقصف وضربات الطائرات ،تحضر السياسة، والدهاء والحكمة ،وصدق الموقف، وعدالة القضية ،وعندها ينتهي الكذب والدجل والتضليل الذي لن يجد له مكاناً أو ميداناً، ويبدأ لسماع صوت المنطق وبلاغة القول.
وهذا هو حال تحالف العدوان على اليمن، رغم ما حشد له من جيوش وما عد ّله من عتاد وعدة، وما سخر له من إمكانيات إعلامية، إلا ّأنه لم يستطع تحقيق أهداف حربه وعدوانه ،فالأيام تثبت عدالة القضية اليمنية وصدق الموقف اليمني، فالمتتبع لسير ومجريات الحوارات السياسية التي جرت بين وفدنا الوطني برئاسة محمد عبدالسلام وبين وفد حكومة الرياض بدءا ً بجنيف والكويت وظهران الجنوب ومسقط والسويد يلاحظ سياسة وحكمة ودهاء وفطنة وفدنا الوطني وبراعته في مجارات من يحاور ،على الرغم أن وفدنا الوطني يحاور كبريات الدول العالمية الذين يمتلكون خبرة سياسية طويلة ،ولهم صولات وجولات في الحوارات واستخدام المكر والحيل ولغة الترغيب والتهديد في تحقيق اهدافهم ومآربهم ،ولكن كل هذا لم ينفع في حضور السياسة اليمنية الحكيمة ،التي استطاعت الثبات، ونجحت في كبح جماح العدو، واقنعت العالم بعدالة القضية اليمنية، وكشفت زيف اهداف تحالف الأعداء،
والذي كنا نسمعه في بداية الحرب والعدوان من وزير خارجية بني سعود آنذاك عادل الجبير الذي كان محط أنظار واسماع القنوات والاذاعات بتصريحاته ومؤتمراته الصحفية وكذا المدعو احمد عسيري ناطق تحالف العدوان فكلاهما كانا يحظيان بمتابعة العالم ،ولكن بعد انكشاف كذبهما وبطلان زيف ادعاءاتهما ،وفشل سياسة تحالفهم، وزيادة جرائمهم بحق اليمنيين، أصبحت الانظار والأسماع تتجه صوب تصريحات ومقابلات رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام الذي يتكلم بلغه الواثق وينطق بصدق المنطق ويتحدث من مصداقية وعدالة ومظلومية القضية اليمنية، وهو ما جعل من تصريحات ومقابلات محمد عبدالسلام محط انظار واهتمام جميع القنوات والصحف والاذاعات العالمية ،وكذا تصريحات ومؤتمرات الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني العميد يحيى سريع الذي أصبح الاعلام العالمي يتابعها باستمرار وينتظرها بفارغ الصبر ويأخذها بمحمل الجد ,
فكل هذا يدل ّعلى صدق المنطق وفصاحة وطلاقة اللسان اليمنية ،والتي تنبع من عدالة القضية ومصداقية الموقف ونجاح وحكمة السياسة اليمنية، التي تُعدّ مدرسة ينبغي الاستفادة منها وتدريسها للأجيال القادمة والتي سيسجلها التاريخ في انصع صفحاته وانقاها.
وعاش اليمن حرا ًابيا ً،والخزي والعار للخونة والعملاء.