واهم من يتصور بأن النظام الإماراتي يختلف عن النظام السعودي في شيء، فهذان النظامان كلاهما مجرمــان ومعتديــان وتلطخــت أياديهما بدمــاء الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء ورجال الشعب اليمني، ولهذا أتمنى من كل قلبي أن يتم تأديب الإمارات على يد رجال "أنصـــار الله" والجيش اليمني، كما قاموا بتأديب السعودية في الضربـــة العسكــرية النوعية التي قصــفت وأحرقت مصفاتي "بقيق" و"خريص" النفطيتين، وأوقفت نصف إنتاج وتصدير النفط السعودي.
ولهذا فإنه من بين جميع التصريحات التي أدلى بها المتحدث بإسم القــوات المسلحــة اليمنية العميد يحيى سريع قبل أيام، لفت انتباهي وأعجبني جداً تصريحه الذي يتضمن تهــديداً مباشراً للإمارات حين قال بأنه لدى القــوات المسلحــة اليمنية "عشرات الأهداف ضمن بنك أهدافها في الإمارات ومنها في أبو ظبي ودبي"، موجهاً لحكام الإمارات التحذير التالي: "إذا أردتم الأمن والسلام لمنشآتكم وأبراجكم الزجاجية التي لا تستطيع الوقوف أمام طائرة مسيــرة واحدة فاتركوا اليمن وشأنه".
تصريح العميد سريع هذا أعاد الأمل لأمنيتي بأن أرى أبراج الإمارات مدمــرة وأن أرى موانئها ومطاراتها مقصوفـــة ومخربـــة وأن أرى منشآتها الاقتصادية ومشاريعها الاستثمارية معطلـــة ومتوقفة لكي تدفع الإمارات جزءاً من ثمن عدوانهــا على الشعب اليمني وتجويعها لأطفاله، ولكي تذوق الإمارات بعضاً من المرارة التي أذاقتها لليمنيين الأبرياء، ولكي يتم ردع حكام الإمارات الظالمــين والمتغطرسيــن ودفعهم لإيقاف عدوانهــم على اليمن، ولكي يعرفوا بأن الحــرب العدوانيـــة التي قاموا مع السعودية بشنها ضد اليمن ثمنها باهظ ولا يمكن أن تمر من دون عقــاب لهم.
ولكي لا يفسر كلامي بشكل خاطئ فإنني أؤكد هنا رفضي لاستهداف المدنيين الإماراتيين.
كان من المفترض أن يتم تصنيف الإمارات كدولة معتديـــة ومجرمـــة ومنتهكة لحقوق الإنسان بسبب جرائمهـــا في اليمن، وحتى لو لم يتم تصنيفها هكذا من قبل المجتمع الدولي الخسيـــس والمتواطئ مع القتلـــة الأثرياء كمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد ومحمد بن راشد، فإنه كان لزاماً على المثقفين والكتاب والأدباء والفنانين والإعلاميين العرب والعراقيين أن يصنفوها هكذا كموقف أخلاقي وإنساني واستناداً إلى ثوابت الضمير الحي، فضلاً عن قيامهم بمقاطعتها ومقاطعة بضائعها تماماً حتى توقف عدوانهـــا، ولهذا أنا أدين هنا كل مثقف أو كاتب أو أديب أو فنان أو إعلامي عراقي ارتضى لنفسه أن يشترك في المحافل والمؤتمرات والمهرجانات والمسابقات الإماراتية الشعرية والفنية والإعلامية في ظل حـــرب الإمارات العدوانيـــة ضد الشعب اليمني، وذلك لأن دمـــاء اليمنيين الأبرياء بالنهاية ليست "ماء"، ولأن اليمني المظلوم إنسان يشعر ويتألم ويحزن ويحلم بالأمان والتقدم والرفاهية حاله حال بقية البشر، فالمشاعر والأحلام البشرية بالنهاية ليست حكراً على السعوديين والإماراتيين كما يتصور حكامهم!!.