السعودية والإمارات تبحثان عن مخرج من المستنقع اليمني الذي وقعتا فيه، بما يحفظ لهما ماء وجههما، فكان اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي المدعوم اماراتياً وبين هادي وحكومته المدعوم سعودياً هو البداية لإخراج السعودية وتحالفها من هذا المستنقع .
فبعد فشل التحالف السعودي الاماراتي في حسم المعركة العسكرية لصالحه في اليمن طيلة الخمس سنوات، رغم الفارق الكبير بين ما يمتلكه التحالف من عتاد وما حشد من جيوش وما جنّد من مرتزقة يمنيين، وبين ما يمتلكه الجيش اليمني ولجانه الشعبية من أسلحة تقليدية، إلا ّأن هذا لم يشفع للتحالف السعودي الاماراتي تحقيق انتصار عسكري، وبعد التحولات العسكرية التي شهدها ميدان المعركة والتفوق العسكري لصالح الجيش اليمني ولجانه الشعبية من خلال امتلاكه منظومات متطورة من الصواريخ البالستية بعيدة المدى سواء ًما تم تطويره أو صناعته في اليمن ،ودخول وحدة الطيران المسير يمانية الصنع أجواء المعركة، وهي التي قلبت موازين القوى لصالح الجيش اليمني والبدء في تنفيذ عمليات توازن الردع باستهداف الرياض وابوظبي وكذا قصف معامل ومنشآت شركة ارامكو في حقل الشيبة والبقيق وخريص التي تعتبر عصب الاقتصاد السعودي، كل هذا جعل الرياض وابوظبي تعيدان حساباتهما وتبحثان عن مخرج، خاصة ًبعد الخسائر التي تلقتها السعودية عسكريا ًواقتصاديا ًوسياسياً.
فبعد عجز السعودية عن حماية حدودها وفشل دفاعاتها الجوية في اعتراض الصواريخ اليمنية والطيران المسير اليمني، ولتحافظ على منشآتها ومدنها ومطاراتها من استهداف الجيش اليمني، جاء اعلان اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي وحكومة هادي، والذين بموجبه سيتم توحيد قوات المجلس الانتقالي وقوات هادي والذي تم تجنيدهم مسبقا من قبل الامارات والسعودية لقتال الانقلابيين (الحوثي) حسب وصفهم، بحيث يقوم التحالف بدعمهم بالمال والسلاح، وتزويد قوات هادي بالسلاح الجوي طائرات إف 16 وإف 15 والاباتشي خاصة ًبعد تدريب طيارين يمنيين في الامارات على قيادة طائرات f16, f15 والاباتشي وتزويدهم بالدفاعات الجوية باتريوت، وتقلع هذه الطائرات من داخل اليمن من قاعدة العند ومن حضرموت وتقصف صنعاء والحديدة وإب وصعدة وغيرها من المحافظات التي تحت سيطرة المجلس السياسي وحكومة صنعاء، تحت عنوان استعادة الشرعية وانهاء الانقلاب، يعني حرباً أهلية يمنية يديرها التحالف السعودي الاماراتي، كما هو الحال في ليبيا بحيث تلتزم بتقديم الدعم السياسي لحكومة هادي الى جانب الدعم العسكري والمالي.
وعندها يعلن التحالف السعودي الاماراتي وقف غاراته الجوية على اليمن وانتهاء عاصفة الأمل، وهنا تخرج السعودية والامارات من المستنقع اليمني منتصرة من وجهة نظرهم بعودة حكومة هادي الى عدن وممارسة مهامها من هناك وإن كان صوريا ًلأن الحاكم الفعلي سيكون السفير السعودي.
فهذا هو ما تسعى السعودية الى تحقيقه من اتفاق الرياض، وعجزت عن تحقيقه طيلة خمس سنوات بقوة السلاح.