قلق أممي حيث غريفيث وسفراء أوربيون يتوجهون إلى صنعاء بلا مناسبة، صمت إماراتي حيث يشاع قصف طائرات إماراتية لمواقع إخوانية في الجوف ومأرب، تجاهل سعودي للأخبار المؤلمة الآتية من أطراف صنعاء جهة الشرق، ما الذي يجرى؟
حيرة يمنية فالأخبار من الجبهة الشرقية وهي واحدة أو اثنتين من بين أكثر من 30 جبهة داخل وخارج حدود الدولة شمالا وجنوبا كثيرة ومتسارعة وجديرة بالمتابعة على مدى الـ24 ساعة في اليوم خلال الأسبوع الماضي على الأقل.
من جهة الشرعية المفترضة وكتائب طارق والإخوان لا تمني نفسك بخبر مسؤول، فرجالهم ونساؤهم على جبهات المواقع الافتراضية يقومون بعمل اللازم في صناعة الوهم والأكاذيب وبث روح الارتزاق والعمالة والخيانة في متابعيهم.
أما من جهة صنعاء والحوثي والجيش واللجان في داخل اليمن وربما خارجها من ينتظر ظهور (العميد سريع) ليقول شيئا أى شيء ولكنه أبطأ هذه المرة، وعرفنا أنها توجيهات من السيد، يبدو أن شيئا كبيرا جدا قد حدث وأن ضغوطا ضخمة تمارس، وأن صفقات مهمة يجرى تنسيقها وأنها لم تتم.
هادي وحكومته كالعادة بشر افتراضيون غائبون وليست هذه أول مرة، فهم لا يظهرون إلا إذا كان الكلام عن أموال أو نهب أموال أو معونات وتغييرات حكومية أو تعينات في وظائف، كيف سيظهرون وهم مقيمون في خارج العاصمة التى اختاروها لأنفسهم؟!
تناثرت الأخبار هنا وهناك ولكن بلا مرجعية رسمية، كل اليمنيين يعرفون كل شيء (شعب عجيب يحكى وينشر وكأنه مع المقاتلين) ورغم ذلك كلهم ينتظرون أي كلمة من المتحدث الرسمي الذى أعلن قبل يومين عن بيان سيذاع خلال ساعات ولكنه تراجع نظرا للمستجدات الهائلة القادمة من الجبهات.
ما هذا؟!
أخيرا ظهر اليوم يحيى سريع وبكلمات سريعة صاخبة وبيان عسكري حماسي، قال في دقائق ما يقوله الآخرون في ساعات، لم يصف ولم يعرض أو يستعرض ولكنه قال إننا سمحنا للآلاف بالفرار حتى لا نقتلهم.
ما هذا؟ لا أجد له تعريفا إلا أن يكون تسامى وتعالي وشرف وأخلاق إنسانية وتفوق عسكري وظهور سياسي لا مثيل له. وقال إن قوات صنعاء استولت على أسلحة 17 لواء و20 كتيبة في جبهة الجوف ومأرب عدا عن عدة ألوية أخرى وكتائب في جبهات أخرى، بمعنى أن عددا لا يقل عن 40 ألف مقاتل فروا أو قتلوا أو أسروا في مساحة 2500 كيلوا مترا.
ما هذا؟!
دولة في صنعاء يقولون عنها حوثيين فليقولوا وزعيم في صنعاء يقولون إنه يعيش في كهف فليقولوا، وفيها أيضا كتائب من الحفاة تتحدى عروشا فلينتصروا، وشعب من الجائعين المحاصرين فليفرحوا. وليبق ما قلناه قبل سنين، لا بديل عن وقف الحرب والتفاوض وترك اليمن لليمنيين، ففي صنعاء أيضا رجل يستطيع أن يوقف الحرب أو أن يستمر في القتال حتى يزهق الباطل.