لفت انتباهي ما أشارت إليه صحيفةُ «لوتون» السويسرية الناطقة بالفرنسية، من أنَّ اليمن اليوم بالنسبة للسعودية، بمثابة فيتنام سابقا للولايات المتحدة، حَيْثُ لم يستطعْ وليُّ العهد السعودي محمد بن سلمان أن يحقّق أيَّ إنجاز حتى الآن سوى «الإخفاقات المدوية» عسكرياً وسياسياً، وارتكاب الجرائم بحقِّ المدنيين.
وبالرغم من عدم التكافؤ بين قواتِ تحالف العدوان وقواتِ الجيش واللجان الشعبيّة، إلا أنَّ الأخيرةَ استطاعت أن تمتلك ترسانةً عسكرية متفوقة تمكّنها من شنِّ هجمات نوعية مؤثرة على العمق السعودي، كهجوم الـ14 من سبتمبر الماضي على منشآت وحقول «بقيق» و«خريص» التي أثّرت بشكلٍ كبيرٍ على الاقتصاد السعودي.
وكمواطنة عربية، وفي محاولة لاستشرف المستقبل، أقول: إنَّ «مصيراً فيتنامياً» ينتظر الرياضَ التي «تندفع بحماسة المطامع على أمل أن تحقّق ما لم يكن بمقدور أسلافها تحقيقه»، وعليها أن تتذكر مصير القوات المصرية وقبلها العثمانية التي سُحقت عن بكرة أبيها في اليمن.
«عاصفة الحزم» التي مازال تحالفُ العدوان على اليمن مستمراً بها منذ 5 سنوات، شبيهة بالغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان، فقد أكّدت الصحيفة أنه «بالرغم من أن التحالف يخوضها منذ 4 سنوات، لكنه لم يتوصل إلى تحقيق أيٍّ من الأهداف المقرّرة سلفاً حتى اللحظة».
فعلى الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي والاستراتيجي «لم تتمخض أهداف ومطامع ولي العهد السعودي في اليمن سوى عن سلسلة من الإخفاقات المدوية والكوارث المحقّقة»، والنتائج جاءت عكسية لتحالف العدوان، إذ إن «الهجمات اليمنية على الأراضي السعودية باتت تصبح أكثر من ذي قبل، كما أنّ تأثيرها على أرض الواقع لم يعد محدوداً، بل أصبح يطال العمقَ السعودي».
وقوات الجيش واللجان الشعبيّة «لم تعد ذلك الطرف المغلوب على أمره، بل غدت واحدةً من أكثر القوى العسكرية رهبة»، وأنها باتت تشكل «كابوساً حقيقياً أمام الجيش السعودي...
الذي تم تدريبه وإعداده منذُ زمن ليس بقريب من قبَل الولايات المتحدة الأمريكية وعلى أعلى المستويات».
اليمانيون «تمكّنوا من تضييق دائرة عدم التكافؤ بينهم وبين عدوهم المعزّز بترسانة عسكرية تفوق مثيلاتها في الدول الأوروبية، من خلال سلسلة من الهجماتِ التي ينفّذونها بطائرات الدرون ذاتيةِ التحكم».
كما أضافت الصحيفة السويسرية أن وليَّ العهد السعودي محمد بن سلمان «يستمرّ في تنفيذ أفكاره الإجرامية على الأراضي اليمنية دون أي عوائق، وبعيداً عن أية إمْكَانية للوقوع في شرك العقاب»، موضحةً أن سببَ ذلك يعود إلى «أنه يتلقّى الحماية والدعم اللازمين من قبَل الولايات المتحدة الأمريكية»، إضافةً إلى أنَّ «المجتمعَ الدولي يفضّل ـ بكلِّ جرأة ووقاحة ـ أن يمارسَ سياسة المداراة وغض الطرف إزاءَ المآسي الإنسانية الحاصلة في اليمن والجرائم البشعة التي ترتكبها طائراتُ التحالف بحقِّ الشعب والمدنيين».
وأشارت إلى أنَّ تحالفَ العدوان ينوي الاستمرارَ بالحرب إلى ما بعد هذا العام برغم العدد الكبير من الضحايا، مستشهدةً على ذلك بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «بزيادة الدعم المقدّم للرياض من خلال إرسال 3 آلاف جندي إضافي، ونشر منظومة باتريوت المضاد للطائرات».