عملية توازن الردع الثالثة التي أعلن عنها الناطق الرسمي للجيش اليمني العميد يحيى سريع،يوم21 فبراير 2020م،باستهداف شركة ارامكو في ينبع السعودية، بـ12طائرة مسيّرة نوع صماد، وثلاثة صواريخ بالستية (قدس) (وذوفقار) بعيدة المدى، والتي جاءت كرد طبيعي لاستمرار جرائم العدوان والتي كان آخرها جريمة المصلوب في الجوف.
ثلاث عمليات توازن للردع قامت بها وحدات الطيران المسيّر والمنظومة الصاروخية اليمنية، ضد اهداف في العمق السعودي، كانت بدايتها عملية التاسع من رمضان باستهداف مضخات ارامكو في الدوادمي والعفيف، وحقل الشيبة ،وجاءت بعدها عملية توازن الردع الثانية باستهداف منشآت البقيق وخريص في 14 سبتمبر 2019م،هذه العملية، التي قامت الدنيا ولم تقعد، من حيث الإدانات والشجب والاستنكار العالمي ،وتوجيه الاتهام لإيران أنها من قامت بالقصف، ولكن دون وجود دليل يثبت ادعاءاتهم.
بعد هذه العملية ومن باب الحرص على تحقيق السلام، جاءت مبادرة الرئيس المشاط في 21سبتمبر 2019م بإعلان مبادرة من جانب واحد بوقف استهداف الأراضي السعودية بالطيران المسيّر والصواريخ البالستية، لعلّ وعسى تقبل آذاناً واعية، ولكن وللأسف الشديد فإن هذه المبادرة قد قوبلت بالجحود والنكران من قبل دول تحالف العدوان وخاصة ًالسعودية، التي استمرت في غيها وغطرستها وغبائها، وارتكاب المجازر والجرائم بحق اليمنيين، واستمرار فرضها للحصار الاقتصادي، الذي زاد من معاناة ملايين اليمنيين، وإغلاقها لمطار صنعاء الذي حرم مئات الآلاف من المرضى من السفر للعلاج في الخارج ،وانتهكاها للقوانين الإنسانية الدولية بحق اليمنيين في المناطق التي تحتلها في عدن وحضرموت وشبوة وغيرها، كل هذا دليل على حمق وغباء هذا العدو، الذي لا يعرف لغة السلام، ولا يعرف الا ّلغة القوة.
وأن استخدام القوة معه هي الطريق الصحيح، والحل الأمثل لإنهاء العدوان، بل إن السلام في اليمن لن يتحقق الا ّباستمرار قصف العمق السعودي، وكذا الاماراتي، لأننا نواجه عدواً غبياً وغنياً، ولا يملك قراره السياسي ،وإنمّا هو عبارة عن أدوات بيد أسيادهم الصهاينة والأمريكان، المستفيدة من استمرار الحرب والعدوان على اليمن، من خلال ارتفاع مبيعاتها من الأسلحة للسعودية ودول الخليج.
وإن عملية توازن الردع الثالثة جاءت في وقت قياسي واستثنائي، حيث لا يفصلها الاّ أيام ٍقلائل من عملية البنيان المرصوص التي حررت نهم وصروح واجزاء من الجوف ومأرب، وكذا كان توقيتها قبل انتهاء العام الخامس من العدوان، وجاءت من مصدر قوة بعد دخول منظومات جديدة من الطيران المسيّر، والقوة الصاروخية، والمنظومة الدفاعية الجوية التي استطاعت اسقاط طائرة تورنيدو في محافظة الجوف بسلاح مناسب سيتم الإعلان عنه في الأيام القادمة.
والآن فإن الكرة أصبحت في ملعب تحالف العدوان، فإن أراد والسلام فاليد ممدودة للسلام الشامل الذي يضمن لليمن استقلاله وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه، وأن استمروا في غيهم وكبرهم وتجبرهم وغبائهم فلا يوجد لدينا ما نخسره، ولذلك فإن عمليات توازن الردع اليمنية ستستمر وأن بنك الأهداف الذي أعلنته القيادة العسكرية والسياسية اليمنية سيتوسع أكثر، وأن كل مطارات وموانئ ومدن السعودية والامارتية ومنشآتهم الاقتصادية الحيوية أصبحت أهدافا ًمشروعة لقواتنا الصاروخية ووحدات الطيران المسير اليمنية، وأن العمليات العسكرية الحدودية لن تتوقف بعد اليوم.
وما دخول المدن السعودية الحدودية الا مسألة وقت فقط، وأن أبطال جيشنا اليمني ولجانه الشعبية ينتظرون الأوامر لاقتحامها والسيطرة عليها.
وعلى الباغي تدور الدوائر.
والبادئ أظلم .
وعاش اليمن حراً ابياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.