على خطى أسلافهم من عتاولة الشرك والإجرام في قريش وهم يتأهبون لقتال النبي عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام في بدر، جمع سلمان وابنه المغرور ومعهما رموز الطغيان في العالم جحافلهم وكل إمكانياتهم وهاجموا وبكل زهو وغرور جيرانهم في اليمن عشية الـ26من مارس من العام 2015م معتقدين أنهم أمام نصر محسوم وان الأمر لن يستغرق أياما أو أسابيع في أسوأ الأحوال، فاليمن المثقل بالجراحات والخلافات يعيش أسوأ مراحله ولن تكون هناك فرصة كهذه للاستعراض والرياء والتباهي ورفع اسهم الأمير الشاب المتعطش للسلطة وللظهور في بورصة الحكم والسلطان والمضي قدما صوب العرش الملكي .
-ابو جهل ورفاقه خرجوا إلى بدر بطرا ورياء للناس كما وصفهم الله عز وجل في القرآن الكريم ورأوا في كثرتهم وزيادة عددهم بثلاثة أضعاف عدد المسلمين فرصة ذهبية لسحق المسلمين وإيصال رسائل هامة إلى بقية قبائل شبه الجزيرة، فلا يفكر احد بعد ذلك في التجرؤ عليهم أو منازلتهم، فكانت هزيمتهم نكراء وكان النصر عظيما للمؤمنين.
يقول الله عز وجل وهو يصف حال كفار قريش قبيل معركة بدر، محذرا من مغبة حذو حذوهم في الغرور والتكبر “وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ”.
-ثمة تشابه كبير بين طريقة تفكير ابي جهل وجيشه وبين تحالف سلمان العدواني العدواني مع فوارق قليلة تميل لصالح جيش قريش الذي كان فيه بعض الحكماء وتعالت من بينه أصوات تطالب بالعودة إلى مكة خاصة وان قافلة ابي سفيان قد سلمت من قبضة المسلمين، ومنهم من قال اعصبوها في رأسي وقولوا جَبُن عتبة فلا نفتح بيننا وبين قومنا حربا قد تستمر أربعين سنة، لكن جاء صوت الشيطان المشحون بالكبر والغرور والخيلاء” كلا لن نرجع قبل أن نأتي بدرا فنشرب الخمر وتعزف القيان وتتحدث عنا العرب وتسمع ببطولاتنا فتهابنا ابد الدهر” وغلب قول الباطل صوت العقل والحكمة ليقودهم إلى هزيمة مدوية ومقتلة كبرى لرموز ورؤوس الشرك في ذلك الزمان .
-تلك الحكمة وذلك الرأي السديد عند بعض مشركي بدر، غاب تماما عن تحالف سلمان ولم يكن فيه رجل رشيد، فبدأ عدوانه الغاشم على الشعب اليمني المسلم في ذلك الليل الاظلم قبل خمس سنوات، ومنذ ذلك التاريخ وإلى اليوم اقترف مئات الآلاف من الجرائم والانتهاكات بحق الأبرياء ولم يحقق من أهدافه شيئا سوى سفك الدماء وتدمير مقومات الحياة الإنسانية والكثير من الهزائم والخزي والانكسار على مختلف المستويات العسكرية والسياسية والأخلاقية ولا يزال حتى اللحظة يتجرَّع المزيد والمزيد من الذل والهوان على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية .
-ها هو تحالف سلمان ونجله يعيش اليوم أسوأ مراحله، ولا يكاد يستفيق من صفعة على وجهه حتى يتلقى الأخرى، ولم يعد أمامه الكثير من الخيارات سوى البحث عن أساليب حقيرة لإخضاع اليمنيين ولو من خلال العمل المحموم لإدخال فيروس كورونا إلى اليمن، ناسيا بأن الخالق العظيم الذي جعل من أحدث الأسلحة والمعدات العسكرية ألعوبة في أيدي المجاهدين قادر على حماية عباده من شر هذا الفيروس وإحباط مكائدهم الشيطانية “إن كيد الشيطان كان ضعيفا”.