“صحيح أنه حتى الآن لم تُسجل أي حالات إصابة في بلادنا والحمد لله ، ولكن هذا لا يعني أننا بمنأى عن هذا الخطر الداهم للعالم ، ولا يعني أن لدينا الحصانة التي تمنعه من الوصول إلينا ، إذ لا ينبغي التهاون ولا التجاهل لهذه الأخطار الكبرى، بل يجب أن نجعلها فرصة لبناء واقع جديد للأمة تكون فيه بمستوى مواجهة التحديات” والكلام لقائد الثورة يحفظه الله في خطابه الأخير.
ولعلنا جميعا معنيون بإدراك أهمية الإجراءات التي اتخذتها حكومة الإنقاذ ، ومعنيون أيضا بالتزامنا بحزمة القرارات التي أصدرتها ، وبالأخص ما يتعلق منها بالشأن العام ، ففي مؤسسات العمل والوظيفة فإن تخفيض نسبة الدوام إلى 80% ، إضافة إلى اتخاذ إجراءات الوقاية من تعقيم وغيره مسؤولية تقع على الجميع ، كما أن منع التجمعات في الأسواق وتخفيف التنقلات وغيرها ضرورة تقتضيها طبيعة المواجهة لهذه الجائحة الكارثية .. إذ أن بلدانا أصابها الوباء فتخلصت منه بالوعي وبالتزام التدابير الوقائية التي وفرت سبل السيطرة على الوضع وتفاقمه .. بينما غرقت بلدان أخرى في مأساة الموت الجماعي نتيجة الاستهتار بالتوجيهات والتعليمات والإجراءات الوقائية.
نواجه عدوا شرسا وفتاكا ، والانتصار عليه سيكون بالتزام تدابير الوقاية والاحتراز، لا باستخدام الأدوية واللقاحات.
وعلى المستوى الشخصي فإن النظافة والتعقيم ، مع اتباع أساليب العزل والحجر الصحي الذاتي في المنزل من كل شخص شعر بأعراض مشابهة لأغراض كورونا إجراء مهم ، الوقاية خير من الكارثة ، الاحتراز بإجراءات الحجر الصحي وبالتزام التعليمات والنظافة والإقامة في المنازل خير من الموت الجماعي.
التنازل عن برستيجك اليومي خير من الكارثة ، أن أكون مصابا فهذا يعني بأن أحرص ألَّا تنتقل العدوى إلى أهلي وجيراني وزملائي في العمل وإلى الآلاف من أبناء الشعب ، ألا أكون مصابا هذا يعني أن أحرص على نفسي وأدفع عنها خطر الإصابة بالعدوى ، هذه هي حكمة الإجراءات الاحترازية وهي قصتها الكاملة .. الامتناع عن بعض العادات والتقاليد يا نساءنا الخيّرات ، عدم حضوركن مناسبة “ولاد ، أو عزاء ، أو زيارة مريض” لا يعني نهاية العالم ، النهاية تكون بإصراركن على ذلك ، البقاء في المنزل خير من حرمان نفسكِ وأهلكِ ومحبيكِ وعدد هائل من العافية.
ونحن نتابع المأساة وهي تثخن بلدانا عديدة بالأموات والإصابات ، نحمد الله أننا ما زلنا في نعمة ، لا نملك الإمكانيات التي تملكها تلك البلدان ، ويمكننا أن ننتصر بوعينا والتزامنا بالإجراءات الاحترازية ، والتدابير الوقائية ، خصوصا في هذه المرحلة التي لا تتطلب منا إلا قليل من الصبر والحكمة والوعي.
وفي هذا المجال لا يمكننا ونحن نتحدث عن الجائحة ، وسبل مواجهتها مع إغفال الفاعل والمجرم الحقيقي بحق البشرية والإنسانية جمعاء ، إذ لا بد من الإشارة ونحن نتحدث عن موت آلاف البشر في عديد من البلدان إلى المجرم الحقيقي بحق البشرية.
مما لا شك فيه أن لدى أمريكا قدرات لتصنيع وتطوير الفيروسات ، ومما لا شك فيه أن الأمريكيين لم يتوقفوا عن استخدام الأوبئة حتى مع السكان الأصليين في القارة الأمريكية “الهنود الحمر” ، وفي كل حروبهم شواهد لشرورهم وهمجيتهم وبدائيتهم العفنة ، لقد مارسوا كل قبح ، لقد فتكوا بالإنسان من كل جنس وكل بلد وقتلوه بالسلاح وبالأوبئة وبالجراثيم وبالغازات السامة ، وبالأسلحة النووية والانشطارية والذرية ، وسخّروا كل علومهم ومعارفهم وتقدمهم الصناعي ، وتفوّقهم البشري في إبادة البشرية وتدمير بنيان الله الذي بناه وهو “الإنسان” ، وإهلاك الحرث والنسل ونشر الفساد في الكون.
كل الحروب ضد الإنسان هي حروب أمريكية ؛
لقد حارب الأمريكيون كل بلدان العالم التي أرادت الاكتفاء بالطاقة البديلة والنووية بحجة منع التسلح النووي ، لكنهم صنعوا الرؤوس النووية والذرية وكل أسلحة الدمار الشامل والفتاك وقتلوا به ملايين البشر ، لقد عاقب الأمريكيون بلدان العالم بالحصار والتجويع ونهبوا الثروات واستعبدوا البشر وقتلوهم وفتكوا بالشعوب ، ودمروا البنى وعاثوا في الأرض فسادا ، ثم سوقوا ﻻنفسهم كرعاة للسلام وحماة لحقوق الإنسان وكرامته وحياته ، ومدافعين عن قيم العدالة والحق ، فقالوا إن إبادة الصرب لمنع كارثة إنسانية كانت ستحدث ، وهي الذريعة نفسها لحرب فيتنام وفي العراق أيضا.
فتش عن التفجيرات التي تستهدف الناس في الأسواق والصلوات والمساجد والكنائس وفي الطرق المسبلة في طول العالم وعرضه ، ستجد أمريكا وراءها ، فتش أيضا عن المذابح التي حصلت في طول العالم وعرضه وأودت بحياة مئات الآلاف من البشر ستجد أمريكا وراءها ، ثم فتش عن الملايين من ضحايا الأسلحة الخطرة ستجدهم ضحايا أمريكا وبسلاحها ، ثم تذكر المدن التي دمرت على رؤوس الملايين من سكانها لتذكر أن أمريكا فعلت بها كل الأفاعيل ، وقبل أن يظهر كورونا ويضرب العالم كانت أمريكا تعد لحروب بيولوجية ضد الصين وروسيا كما حدث قبل عشر سنوات حينما استخدم البنتاغون الطاعون الأفريقي المصنّع في منشآت تابعة للجيش الأمريكي في جمهورية جوروجيا على الحدود الروسية وأدت إلى وفاة نحو 10 آلاف روسي .. كما تشير البيانات .. هي الطاعون وهي كورونا وهي كوفيد 19 ، وقد صدق من قال “أمريكا الطاعون والطاعون أمريكا”.
أما بالحسابات السياسية فأمريكا لن تجدها مستفيدة من سلام وأمن واستقرار بلد ما ، هي دائما تعيش على الصراعات والحروب البينية وهي مستفيدة حتما من كل حرب تحدث في بلد ما من العالم ، أمريكا لا تستفيد من تطور وتقدم ورفاه بلد ما هي تستفيد من نقيضه دائما ، هي تود أن تبقى الصراعات والحروب مشتعلة ، وأن تبقى الشعوب جائعة موبوءة ، منتهكة سيادتها مستباحة أراضيها مستلبة القرار ، وعلى هذا النحو فإن أمريكا ليست إلّا منظومة من اللصوص والأشرار وشبكة من جماعات الرعب والقتل والاغتيال ، وثكنة من جيوش وأسلحة الفتك والإبادة ، وهي رمز الشر ومصدره ومنتهاه ، فكل شر وكل جريمة وكل ضرر وكل أذى لحق بالبشرية ، هو من صنع هؤلاء الأمريكيون وبأيديهم.
لقد وصلوا ذروة إجرامهم بما يفعلونه بالبشرية اليوم ، أشرار العالم لن يدعوا البشرية تعيش في سلام وأمان ، وقد جاء في هذا الوقت ترمب وهو من يعبر عن مكنون الشر المطلق المتربص في نفوس هؤلاء الشياطين وبكل تعرية وانكشاف.
قاطعوا أمريكا وافرضوا عليها الحصار وامنعوا عنها الخروج والدخول ، ففي ذلك نجاة للعالم من خطر الأمراض والأوبئة والقتل بالأسلحة الفتاكة ، بدلا من أن تحاصر دول العالم نفسها فلتقاطع أمريكا؛ وليتحد البشر ليس لشيء بل لإنقاذ البشرية من فتك هؤلاء الطواغيت ، الذين ينطلقون من قول الشيطان فليبتكن أذان الأنعام وليغيرن خلق الله.
الإنسانية مصابة جدا من وجود هؤلاء وبسلوكياتهم المنسلخة عن السنن والقوانين الإلهية ، ولا نجاة لها إن نجت أمريكا وأعفت نفسها من كل التبعات الوخيمة.