• يطلُّ العام السادس من الصمود اليماني، مع متغيرات جذرية محلية وعربية ودولية، متغيرات عصفت بكل التوقعات وفي كافة المجالات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية، وكلها تسير في صالح اليمن الصامد الصابر المثابر الذي أثبت للعالم أن الرهان على القوة رهانٌ خاسر، وأن يَدَ الله مع المستضعفين، ماداموا مستمسكين بعروته الوثقى، ماداموا متمسكين بمبادئهم، أقوياءَ بعقيدتهم، منتصرين بالله، لا بأنفسهم ولا بما لديهم من مادّيات.
• عامٌ جديدٌ يفرض فيه اليمنُ نفسه، بعد خمسة أعوام من الصمود والمواجهة، أرغم فيها دول العدوان على أن تعيد حساباتها، وهو يكبّدها الخسائر المتتابعة، ويلحق بها الهزائم في جميع المجالات، وعلى كافة الأصعدة.
عامٌ جديد يطلُّ وقد وقف اليمن على أقدام ثابتة، أكثر من ذي قبل، ولديه من المفاجآت ما سيغير جغرافية المنطقة، ويلعب دوراً بارزاً في سياستها، باعتباره « الركن اليماني» في معادلة دول الممانعة ..
• 1825 يوماً، واليمن يصنع المعجزات، في معركة التصدي لأشرس وأخبث عدوان عرفته البشرية، فتعيد بذلك كتابة التاريخ للأجيال، وترسم دروب الحرية للشعوب المستضعفة، في كافة أقطار الأرض، التي لا تخلو من عبث تدخلات أمريكا وحلفائها.
* العمليات الميدانية النوعية
• العمليات النوعية للجيش واللجان الشعبية، صنعت من اليمن أسطورة، لا تستطيع دول العدوان إنكارها ولا تجاهلها .. وابتداءً بعملية «نصرٌ من الله» و«البنيانُ المرصوص» و«فأمكن منهم» وانتهاءً بتحرير محافظة الجوف، هذه الانتصارات العملاقة التي حققها اليمنُ برجاله المؤمنين خلال العام الخامس من العدوان، والتي أثبتت أن اليمن -بعون من الله- قادر على أن يحرر كل شبر من أراضيه، فالتقدم المتسارع باتجاه النصر يشير إلى تنامي القدرات اليمنية، مقابل تصدّع جبهات العدوان، فالقضية العادلة منتصرة مادام هناك رجال يؤمنون بها ويستبسلون في سبيلها.
• عمليات توازن الردع الثلاث، بدورها، زعزعت الاقتصاد السعودي، الذي هو عصب اقتصاد دول العدوان، كما ألحقت بدول العدوان العار والهزائم النكراء، وأثبت أن ما لديهم من دروع صاروخية دفاعية، مهما بلغت قوتها، لا تستطيع أن تقف في مواجهة الحق.
* تفوق اليمن في مجال الأمن والمخابرات
• عملية «فأحبط أعمالهم» الأمنية، أثبتت -بدورها- منعة أجهزتنا الأمنية والمخابراتية في وجه أعتى أجهزة المخابرات العالمية بما فيها أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودولة الكيان الغاصب، هذا لأن أجهزتنا تخلصت من أذرع المخابرات العالمية، متسلحة بمبادئ المسيرة القرآنية، لا متشدقة بهتافات الوطنية الزائفة، فحققت بذلك الوطنية الحقة والشريفة، وكشفت مخططات العدوان التخريبية في مراحل أعمالها الأولى، وفضحتها على الملأ عبر وسائل الإعلام، التي اخترقت الحدود، فخرقت بذلك دعايات عتاولة الإجرام العالمي بقيادة أمريكا.
* تطور منظومة الدفاع الجوي اليمنية
• الدفاع الجوي بدوره تطور، وبأيدٍ يمنية، تمتلك الموهبة والطموح، يحركها الإيمان بالله وبعدالة القضية، فألزمت طيران العدوان حدوداً لا يمكنه تجاوزها بعد أن كانت كل الأجواء اليمنية متاحة له.
وبعد أن كشفت أجهزة الإعلام اليمنية -وخاصة قناة المسيرة- بعضاً من الوثائق والتسجيلات ومقاطع الفيديو التي تثبت تورط النظام السابق، بقيادة عفاش، في تدمير صواريخ الدفاع الجوي «سام 7 وسام 8» وغيرها، إضافة إلى تفكيك أنظمة الدفاع الجوي الأكبر «سام 2»، والصواريخ الباليستية « أرض – أرض »، وهو ما قامت به أمريكا وأذنابها بمساعدة عملائهم في الداخل، ورغم ذلك كله، عمد اليمن إلى التصنيع والتطوير، وبحمد الله أصبحت لدينا القوة الرادعة من الصواريخ الدفاعية والهجومية، ما جعل اليمن- وفي غير مرة- يجبر أسراب وتشكيلات طيران العدوان على المغادرة، دون أن ينفذ مهماته العدوانية، بالإضافة إلى امتلاكنا مخزوناً هائلاً من الصواريخ الباليستية ( 1000 صاروخ -حسب تصريح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية- والتي يمكن استعمالها خلال فترة أقل من الفترة التي استعمل اليمن مثلها بالعدد ضد دول العدوان، بالإضافة إلى تفوقها من حيث السرعة ودقة الإصابة والقوة التدميرية).
* انهيار اقتصاد السعودية .. بادرة لأزمة اقتصادية عالمية وشيكة
• خلال الأعوام الخمسة الماضية من العدوان، والكيان السعودي يتشدق بما لديه من ثروات، وينفق بسخاء هنا وهناك، يشتري الذمم والسلاح والمنظمات، واليوم هاهو على شفير هاوية السقوط والإضمحلال بل والعدم، وأصبح يتصرف برعونة في مواجهة التحديات الاقتصادية، فيوغل أكثر في وحل أعماله، ومستنقع جرائمه.
لم تعد دول العالم تثق بأرامكو، بعد الضربات اليمنية المحكمة، التي زلزلت عرش الثراء الفاحش، ما دفع إلى انخفاض أسعار النفط لما يوازي تكاليف الإنتاج، الأمر الذي دفع « ابن سلمان » لاتخاذ إجراءات وقائية هشة وأخرى حمقاء، فاقمت من الأزمة الاقتصادية السعودية، وساهمت في عملية تسريع زوال نظام آل سعود، إلى جانب تلك الاحترازات التعسفية التي مارسها « ابن سلمان» في حق أقاربة – وبإيعاز أمريكي – بدافع الخشية على انسحاب العرش من تحته، ما يدفع لتفكيك الأسرة الحاكمة، وانقلاب بعضهم على بعض، وليسهل التخلص من ابن سلمان بعد أن يكون قد أفضى ما في جعبته للنظام الأمريكي والكيان الصهيوني، فيتنكرون له كما فعلوا مع «عمر البشير».
* الحرب البيولوجية الأمريكية
• عربياً ودولياً، تعرى النظام الأمريكي أكثر، بعد عجزه عن رد الضربات المؤلمة التي تلقاها من « إيران » ثأراً لدماء الشهيد « سليماني»، فعمد إلى حرب من نوع آخر، طالما مارستها الأنظمة الأمريكية المتعاقبة ضد شعوب العالم، وهي الحرب البيولوجية، بفيروس كورونا، كوصمة عار لن تغادر جبين النظام الأمريكي، حتى لو غادر هو الساحة السياسية، ولم يستهدف بها إيران فحسب، بل استهدف الصين- أيضاً- وسرعان ما تفشى الفيروس، حاصداً الآلاف في أكثر من ثمانين دولة، حتى أمريكا نفسها لم تسلم من تفشيه، وربما عمدت الإدارة الأمريكية إلى تفشيه في بلدها، حتى تقنع العالم بأن إنتاجها للقاح المضاد، جاء ضرورة حتمية للبقاء، بينما أمريكا تمتلك اللقاح المضاد حتى قبل أن تعمل على نشره.
* فضيحة أخلاقية وإنسانية
• الفضيحة الأجدّ هي تعمد دول العدوان فتح المنافذ الجوية والبرية اليمنية للمسافرين والعائدين من أبناء الوطن في هذا التوقيت بالذات، المتزامن مع تفشي «جائحة كورونا» ، بعد أن أغلقتها طوال خمس سنوات ضمن سياسات الحصار الخانق، حتى عجزت كل وساطات المنظمات والهيئات والدول في إقناع دول العدوان بتخفيف الحصار وفتح المنافذ للعائدين .. ما يعني أن دول العدوان بقيادة أمريكا والسعودية تريد قتل اليمنيين بشتى الوسائل ولو بالأسلحة الجرثومية والحرب البيولوجية.
* هل يوحد «كورونا» المجتمع الدولي؟
• لم يشعر العالم بآلام اليمنيين، طوال خمسة أعوام من العدوان، وقد ضاعف من التهاء المجتمعات البشرية عن معاناة اليمنيين إلجام المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، وعلى رأسها « الأمم المتحدة» ، بتسلط المال السعودي وسطوة الاستكبار الأمريكي وعنجهيته وصلفه، بالإضافة إلى تسيُّد وسائل إعلام دول الاستكبار، التي تحوِّل الليل إلى نهار والنهار إلى ليل، في عملية مدروسة للسيطرة على مجمل الوعي البشري وتسييره في السبيل الذي يؤدي إلى تحقيق مصالحها، ما جعل الشعب اليمني في عزلة «إنسانية» عن شعوب العالم، فهو يعاني ثم لا يشعر بمعاناته سواه، فهل سيغير وباء «كورونا» المعادلة لدى المجتمع البشري لكافة شعوب العالم، أم أن الأيدي الخبيثة التي تجيد اللعبة الاستعمارية قد احتاطت لهذا الأمر ..؟!!
وهل ستظل أنظمة العالم على صمتها تجاه أمريكا وحربها البيولوجية وتجاه جرائم عدوانها على اليمن، أم أن جائحة العقول قد سبقت جائحة كورونا..؟!!
• اليمن منتصر بالله وبمدده وعونه وتوفيقه، ومهما عمل العدوان فلن ينال من إيماننا وصلابتنا وقوتنا وثباتنا وعزيمتنا، ولا من توحدنا، فقد صرنا « كالبيان المرصوص» في مواجهته، ولو طال العدوان واستطال.. ونؤمن بالنصر، فهو بالنسبة لنا أمرٌ محتوم، وها هو يتحقق تباعاً في اتجاه النصر الأكبر، حين تتحطم الأصنام والأزلام تحت أقدام حفاة الأقدام.