وأنا أتابع المسلسلات الرمضانية اليمنية التي تعرض على شاشات القنوات اليمنية المتعددة، فلم أجد أي مسلسل يقوم بنقل ثقافة وتاريخ وعادات وتقاليد اليمن وأعرافه وأسلافه القبلية، أو أي مسلسل ينقل الوجه الحضاري المشرق للمجتمع اليمني، للشعوب الأخرى التي تتابع هذه المسلسلات عبر القنوات اليمنية.
لقد عجزت الدراما اليمنية عن تقديم رسالتها الاجتماعية المناطة بها، في تثقيف المجتمع، وإيجاد حلول للمشاكل المجتمعية، فللأسف فإن أغلب المسلسلات اليمنية، قامت بنقل صورة سيئة للمجتمع اليمني، بل أنها عملت على تشويه للمجتمع اليمني، وأنه شعب متخلف، ليس له تاريخ أو حضارة.
إن الدراما اليمنية رغم أنها موسمية تأتي فقط في رمضان،وقليلة جداً كذلك، إلاّ أنها لم ترتق للمستوى المأمول منها ،لتقديم رسالتها، ومناقشة قضايا المجتمع وما يتعرض له الشعب اليمني من حرب وعدوان وحصار،وموت يومياً، وكشف مخططات الأعداء ونقل قضية ومظلومية الشعب اليمني عن طريق الدراما ،فأغلب هذه المسلسلات تعتمد على النكتة والضحك،وكأن لا يوجد في المجتمع اليمني أي مشاكل أو قضايا تبحث عن حلول، ولا يتعرض الشعب لعدوان وقتل ودمار بشكل يومي منذ خمس سنوات،بل إن بعض هذه المسلسلات ذهبت إلى ما هو أبعد وأفظع من ذلك وهو التبرج والخلاعة وظهور الممثلات اليمنيات بمظهر لا يمت للمرأة اليمنية وهويتها اليمنية الإيمانية بأي صلة،بل هو تقليد أعمى، بعيد كل البعد عن المرأة اليمنية المسلمة المحتشمة المحافظة المتدينة وتشويه لها أيضاً.
فالدراما اليمنية لم تستفد من الدراما المصرية والسورية والأردنية التي استطاعت أن تنقل لنا تاريخ وثقافة وعادات وتقاليد وأعراف بلدانها،وأن تساهم في نقل الوجه الحضاري والمشرق لهذه الدول ،وأن تعمل على حل الكثير من المشاكل والظواهر السلبية التي كانت موجودة في مجتمعاتها.