أعلن الدكتور طه المتوكل وزير الصحة العامة والسكان عن اكتشاف أول حالة مؤكدة مصابة بوباء كورونا في العاصمة صنعاء لمهاجر صومالي توفي أثناء إقامته في أحد الفنادق بالعاصمة ، حيث تحركت فرق الترصد الوبائي إلى الفندق وقامت بأخذ عينة من المتوفى وأظهرت نتائج التحليل والفحص المخبري عن إصابته بفيروس كورونا المستجد ، وأشار الدكتور المتوكل إلى أن المصاب كان يعاني من أمراض مزمنة بالفشل الكلوي والتهاب مزمن في الكبد ، وأن فرق التقصي الوبائي قامت بالتحفظ على الجثمان وتم بعد ذلك تنفيذ إجراءات التعقيم والتطهير للفندق الذي كان فيه وتم الحجر على المخالطين اللصيقين للحالة ، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية للتأكد من سلامة الحالات المقيمة في الفندق وتلك المخالطة للحالة والتي أنا على ثقة مطلقة بأنها من الحالات التي قدمت عبر عدن، وهنا يكمن الخطر .
الخطر التي يتمثل في المهاجرين الأفارقة المتسللين إلى عدن والمخا بطرق غير شرعية والذين لا يخضعون للحجر الصحي ، ولا قيود على تحركاتهم وتنقلهم بين المدن اليمنية ، والتي يسرحون ويمرحون فيها براحتهم دونما مضايقات يتعرضون لها ، والأكثر خطورة في هذا الموضوع أن هناك الكثير من هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين من أثيوبيا والصومال يتم تجنيدهم من قبل السعودية والإمارات للقتال في صفوفهما ومرتزقتهما بعد تلقيهم تدريبات عسكرية في قواعد عسكرية بأريتريا وجيبوتي والصومال قبل أن يتم نقلهم للقتال في الحدود والجبهات مقابل المال السعودي والإماراتي المدنس والذي حولهم إلى وحوش مفترسة ومعاول هدم وتخريب وأدوات للارتزاق .
الخطر اليوم محدق بنا جميعاً وعلينا أن نتحلى بالمسؤولية وأن نكون أكثر حرصاً على سلامة أنفسنا ومن حولنا ، وأن نكون الأكثر حرصاً على التقيد بالنصائح والإرشادات الصادرة عن وزارة الصحة واللجنة العليا لمكافحة الأوبئة ، وخصوصاً في العاصمة صنعاء وعلى وجه التحديد في الأسواق والمواقع المزدحمة ، والعمل على الحد من التجول في العاصمة إلا للضرورة ، فالوضع دخل مرحلة الخطر ولا مجال للدعممة واللامبالاة والتجاهل ، اليوم تم الإعلان عن أول حالة مصابة بهذا الفيروس ، وقد تكون هذه الحالة قد تسببت في نقل الفيروس لآخرين ، وهنا حان الوقت بأن نحمي أنفسنا بأنفسنا وأن نكون شركاء في مواجهة هذا الوباء .
بالمختصر المفيد.. إلى هنا ويكفي عناقاً ومصافحة ، وازدحاماً في الأسواق والشوارع والمولات والمراكز التجارية ، إلى هنا ويكفي استهتاراً وتهاوناً في التعاطي مع الإجراءات الاحترازية المعلن عنها ، فالعواقب ستكون وخيمة وكارثية ومدمرة ، وآن الأوان بأن نتخلى عن السلبية الراهنة التي تطغى على السواد الأعظم من اليمنيين الذين لم يستوعبوا حتى اليوم خطورة هذا الفيروس الذي أرعب العالم ، فيما نتعامل معه بسخرية وتندر ودعممة ، سندفع ثمنها غاليا ، علينا أن نعي بأن الوقاية خير من العلاج ، وأن سلامتنا وأطفالنا وأسرنا ومجتمعاتنا مرهونة بوعينا ومدى التزامنا بتنفيذ الإجراءات الاحترازية وعدم تجاوزها .
صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً وعملاً متقبلاً وإفطاراً شهياً.. وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.