خسرت الساحة الثقافية اليمنية والعربية خلال الأيام الماضية إحدى القامات الثقافية والإبداعية الكبيرة ،ممن لها رصيدها الكبير في ساحة الثقافة.
إنه الشاعر الكبير حسن عبدالله الشرفي الراحل عن دنيانا بعد رحلة عطاء وإبداع خلاّقة على مدى ستة عقود حافلة بالإبداع المتميز والشعر المدهش والحضور الثقافي الفاعل والمثمر.
إن الشاعر الكبير الراحل حسن عبدالله الشرفي من شعراء اليمن والعرب الكبار في هذا العصر، وصاحب تجربة شعرية وإبداعية متميزة وأحد أعلام الأدب والثقافة في اليمن ،ممن أثروا المكتبة اليمنية بالعديد من الأعمال الإبداعية والشعرية التي حملت ملامح وخصوصية الشاعر الكبير الراحل ،ومثلت علامة فارقة في مسيرة ورحلة تطور الشعر اليمني وازدهاره.
إن الابداع الشعري للشاعر الراحل يعد منجزاً شعرياً فذاً في رصيد الإبداع الشعري اليمني والعربي.
وهذا الإبداع يحمل ملامحة الخاصة ولغته ورؤاه وقاموسه ومعانيه وقضاياه التي ميزته عن غيره من شعراء عصره ، وجعلت له مكانته البارزة وحضوره العميق والقوي في خارطة الشعر اليمني المعاصر.
الشاعر الكبير الراحل حسن عبدالله الشرفي كان صاحب تجربة شعرية متميزة، وقصيدته كانت وما زالت معبِّرة عن واقعها وتطلعاته، ونابضة بوجدان الناس وأحلامهم ومواجعهم .. فقد كان الشاعر الراحل قريباً من أبناء مجتمعه معبَّراً عن قضاياهم صائغاً ماهراً لكل تطلعاتهم ومترجماً مبهراً لكل أحاسيسهم ومشاعرهم ،وكانت قصائده هي ترجمان قلوبهم وضمائرهم.
ولد الشاعر حسن الشرفي سنة 1944م في مدينة الشاهل بمحافظة حجة شمال شرق اليمن، وبدأ كتابة الشعر في سن مبكرة عام 1958م.
وقد ساعده إتمامه لحفظ القرآن الكريم ودراسة متطلبات اللغة العربية على التخرج من المدرسة العلمية والالتحاق بدار المعلمين في العاصمة صنعاء حتى قيام الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م.
خلال السنوات السبع المضطربة التي تلت الثورة اشتغل بالتدريس مع القليل من الأعمال الحرة حتى عام 1970م.
التحق بعد ذلك بالسلك الحكومي ضمن وزارة الإدارة المحلية في عدة وظائف آخرها مديراً لمديرية أفلح اليمن في محافظة حجة.
منذ عام 1994م تفرغ للكتابة والأدب؛ فانتقل إلى صنعاء كباحث في مركز الدراسات والبحوث حتى عام 2002م، حين تقاعد عن العمل الحكومي.
أصدر الشاعر حسن عبد الله الشرفي ديوانه الأول «من الغابة» بعد خمس سنوات من كتابة الشعر.
أهم ما كُتب عن الشاعر: كتابان أحدهما بعنوان «الوطن والوطنية في شعر حسن عبد الله الشرفي « للدكتور مصطفى أبو العلا، «من أغوار الخفاء إلى مشارف التجلي – دراسة لعد شعراء – د. عبد العزيز المقالح»، «حسم الموهبة – دراسة لعدة أدباء – عبد الرحمن طيب بعكر»، رسالة ماجستير – عبد الرحمن الشريف، رسالة ماجستير – عبد الإله خازندار، رسالة ماجستير – عبده عبد الكريم عبد الله، والعديد من الدراسات لمثقفين وأدباء من لبنان والعراق وسوريا والسودان، والتي أشار إليها الشاعر في المجلد السابع من أعماله الكاملة (شعر شعبي) صادر عن دار عبادي للدراسات والنشر -2005م.
مُنح الشاعر الراحل درع وزارة الثقافة في شهر ديسمبر 2019م، كما حصل على العديد من الجوائز، وتم الإعلان عن تكريمه في أكثر من مناسبة من قِبل وزارة الثقافة وبيت الشعر اليمني وبعض الجامعات المحلية، لكنه اعتذر عن المشاركة فيها لإيمانه بأن التكريم الأنسب للمثقف يجب أن يتم عبر توفير أعماله للقارئ والباحث والناقد وتسهيل وصول المهتمين لتلك الأعمال.
من مؤلفات الشعرية المطبوعة: “من الغابة” 1978م دار العودة – بيروت، «أصابع النجوم « 1979م- دار العودة –بيروت،» ألوان من زهور الحب والبن» 1979م- دار العودة –بيروت، «سهيل وأحزان الجنتين» 1985م- مطابع عكرمة-دمشق، «البحر وأحلام الشواطئ»1985- مطابع عكرمه –دمشق» تقول ابنتي «1989م- دار آزال –بيروت، «الطريق إلى الشمس «1989- دار آزال –بيروت، «وكان حفر الباطن»1994- دار الثقافة –بغداد، «الهروب الكبير» 1996م- مطابع التوجيه المعنوي-صنعاء، الأعمال الكاملة (1) -1996م- مجد للدراسات والنشر –بيروت، الأعمال الكاملة (2-3) -1997م- مجد للدراسات والنشر –بيروت، «عيون القصيدة» 2000م- مطابع معين –صنعاء، «أقواس علان» (1-2) -2000م- مطابع المفضل –صنعاء، «عيون القصائد» 2001م- الهيئة العامة للكتاب-صنعاء، «شعب المرجان» 2001م- مؤسسة الإبداع –صنعاء، «بنات الثريا» 2002م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، «صهيل الورد» 2002م- مؤسسة الإبداع –صنعاء، “كائنات الوصل” 2002م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، الاعمال الكاملة (4) -2003م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، الأعمال الكاملة (5) -2004م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، الأعمال الكاملة (6) -2005م- الهيئة العامة للكتاب-صنعاء، الأعمال الكاملة (7) -2005م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، «نصف المعنى «2005م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، ديوان البردوني -2006م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، الأعمال الكاملة (8) -2008- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء.
* نقلا عن الثورة نت