في أول موقف له إزاء الحصار الكارثي الذي يفرضه تحالف العدوان الغاشم على اليمن ، قال المبعوث الأممي إلى اليمن إنه أيضاً يدعو أنصار الله إلى السماح بوصول المشتقات النفطية إلى صنعاء والمحافظات ، دعوة أراد بها منح تحالف العدوان صك براءة من الجريمة المريعة التي يرتكبها في محاصرة الملايين من اليمنيين ، متناغماً مع الأصوات النشاز التي برزت خلال الأيام الماضية والتي حاولت التلبيس في قضية الحصار والمشتقات النفطية وإثارة وتهييج المواطنين بالأكاذيب والدعايات السوداء ، وهذا الأمر درج عليه المبعوث في كل مواقفه الأخيرة.
وقد جاء موقف غريفيث في وقت تزداد فيه تأثيرات الحصار العدواني المفروض على الشعب اليمني ، وفي وقت تشتد ضراوته على حياة ومعائش اليمنيين جميعاً، وقد حمل موقف المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أبعاداً فاحشة الوقاحة ، وعكس تواطؤاً مسبقاً مع دول العدوان ، فبدلاً من أن يندد بالحصار ويدعو تحالف العدوان إلى إطلاق سفن المشتقات التي يحتجزها عرض البحر ، وجَّه دعوة مشتركة للمجرم «تحالف العدوان» ، ولأنصار الله بأن يسمحوا بوصول المشتقات النفطية.
وفي رده على المبعوث قال محمد علي الحوثي: نقول للمبعوث أبواب ميناء الحديدة مفتوحة والسفن المحاصرة حاصلة على تصاريح من لديكم ومن يمنع دخول السفن بحُرِّية هو العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي ،ومناشدة من لا يحاصِر هفوة في غير محلها وعليك بدلاً من المناشدة التواصل بالخارجية الأمريكية والحديث معها فهي من تملك الصلاحيات.
وبقدر ما في دعوته من كذب وتدليس ، فهو يغطي على جريمة إبادة جماعية ترتكبها دول العدوان بحق ملايين اليمنيين في المشافي التي باتت على وشك التوقف جراء انعدام المشتقات النفطية ، وهو أمر يعكس الدور الذي بات المبعوث يمارسه على وجه أخص في القضايا الاقتصادية والإنسانية ، فقد أصبح مكتبه جزءاً من لجنة اقتصادية تابعة للمرتزقة مهمتها تصعيد حرب التجويع والحصار، موقف مارتن جاء كاشفاً للأدوار المشبوهة للمبعوث ذاته ، وجاء فاضحاً للموقف الأممي ذاته الذي ما بات يومياً يؤكد أنه موقف منحاز وغير محايد ، وما قرار غوتريش بشطب السعودية من قائمة العار إلاَّ خرق فاضح لكل ما تنص عليه المواثيق والقوانين واللوائح التي تعمل بها المنظمة الأممية التي باتت فاقدة لمصداقيتها ومثيرة للسخرية والتندر.
لا يترك مارتن شاردة ولا واردة تتعلق بالنظام السعودي، فقد أدان ما وصفه بالتصعيد الصاروخي العشوائي، في إشارة منه إلى الضربات الصاروخية والجوية التي نفذتها القوات المسلحة على أهداف عسكرية حساسة في الرياض ، لكنه يصمت صمت القبور عن جريمة مريعة يرتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني وفي زمن الجائحة كورونا ، وما يبدو بأن المبعوث ينتهج طريق سلفه، وهو أمر لا يحتمل الشك، ذلك أن انحيازاته ومواقفه اللاأخلاقية وما ينكشف من أدوار يقوم بها ، تؤكد أنه يعمل دون قيم ولا اعتبارات وأنه ينفذ أجندات عدائية مرسومة سلفاً.
أصبح الشعب اليمني لا يثق في المبعوث ولا فيما يقول ولا فيما يطرح ولا فيما يتحدث به ، فقد تبين بأنه يتحدث عن قضايا معينة بلا دلائل أو براهين ، وأنه ينحاز إلى القتلة والسفاحين والمعتدين على اليمن بأثمان مدفوعة سلفاً ، ومواقفه هي من تؤكد ذلك.