• تصاعدت وتيرة قصف العدوان السعودي الأمريكي في الأيام الأخيرة على المدنيين في منازلهم، فقتلت وأصابت منهم العشرات .. وكذا على المنشآت المدنية، والممتلكات الخاصة والعامة، ظناً منه أن ذلك قد يدفع حكومة صنعاء إلى الحد من استهداف معسكراته وأهدافه العسكرية والسيادية المشروعة لقوتنا الصاروخية والطيران المسيَّر.
• الأمر الذي لا يعلمه العدو الجبان أن اليمن سيكثف من ضرباته الموجعة أكثر من أي وقت مضى، حتى يجبره على التخلي عن استهداف المدنيين، فمرحلة ( الوجع الكبير) لم تبدأ بعد، ولا وزن لضرباته الجبانة في حسبان قيادتنا السياسية والعسكرية، كما أن كل صغير وكبير في هذا الشعب العظيم يقف خلف القيادة الحكيمة التي تقاتل لانتزاع حريته وكرامته وانعتاقه من التبعية للمرتمين في أحضان الصهاينة والأمريكان، على حساب شعوبهم وثرواتها ومستقبلها وكرامتها، بل ودينها.
إفلاس أخلاقي ومعلوماتي
• إن استهداف المدنيين والأهداف المدنية لا يعبِّر إلا عن الإفلاس بشتى صوره، ويقع الإفلاس الأخلاقي في واجهة هذه الصور، إضافة إلى أن العدوان لم يعد له إلا اجترار الهزائم، بعد انتصارات أجهزتنا الأمنية والمخابرات على جواسيسه، فلم يعد له من أهداف عسكرية، بعد أن ألقت أجهزتنا القبض على شبكاته التجسسية، ما سبَّب له الهزيمة في حرب المعلومات، فيعوض ذلك بصب غضبه الهستيري على المدنيين.
مضاعفة آثار الحصار
• من ناحية أخرى، فإن استهداف مخازن المؤسسة الاقتصادية، ومخازن البضائع يوضح بجلاء تعمد العدوان السعودي الأمريكي مضاعفة آثار الحصار، ما يؤكد تعمده استهداف وقصف الأهداف المدنية، وكل هذه الضربات تعتبر جرائم حرب، وفق نصوص ومواثيق القانون الدولي، بينما يزيد الجبهة الداخلية تماسكاً، بالتفاف الشعب حول القيادة الشجاعة التي نرى أفعالها تسبق الأقوال، لا كما نشاهد عبر الفضائيات من ثرثرات قادة دول العدوان ومتحدثيها، وعلى رأسها السعودية التي تتناقض تصريحات مسؤوليها ووسائلها الإعلامية، في تخبط وعشوائية يعكسان مدى ما وصلت إليه نفسياتهم من انهزام بعد كل هزيمة ميدانية يتجرعونها على أيدي رجال صدقوا الله فصدقهم.
جرائم حرب
• باعتراف المتحدث الرسمي للعدو السعودي تتوثق الجرائم التي ارتكبتها طائراته- طوال يوم وليل الأربعاء- على كل من صنعاء العاصمة والمحافظة، وصعدة وحجة وغيرها .. إذ برر الإعلام السعودي ذلك القصف- الذي تعدى 57 غارة على صنعاء فقط- باستهدافهم مصنع الطائرات المسيرة اليمنية، ونقول لهم : إذا كنتم تقولون ذلك، فمن أين ستستمر غارات طائراتنا المسيَّرة على منشآتكم العدوانية، في القريب إن شاء الله.
• إن مصانعنا الحربية بعيدة عن عقالاتكم وقبعات أسيادكم الصهاينة والأمريكان، ولا نتحداكم بقوتنا، بل بالله نفعل، وتعلمون جيداً نواياكم من عدوانكم، وأحلامكم الأسفة من أعمالكم، ثم خدمة لمن تقتلون وتنهبون وترتكبون كل هذه الجرائم بحق اليمن شعباً وأرضاً وتاريخاً ومقدرات، فلستم سوى عبيد، لا تملكون حتى قراركم، الذي تحكمون به بلدانكم.
• إن ما تقوم به السعودية ودول العدوان من غارات انتقامية على أهداف مدنية لا يشبه إلا أعمال عصابات إجرامية، فالدول التي تحترم كيانها لا تستهدف المدنيين ولا المنشآت المدنية، فعبر التاريخ البشري هناك ما يسمى ( أخلاق الحرب )، وطبعاً لن يفهم العقال الداعشي هذا المبدأ ولو سبق ميلاده بعشرة آلاف عام، لأن عقولهم المتحجرة تقاوم العلم والمعرفة والدين والمبادئ، كما يقاوم الحجر ماء المطر، وصدق الله العظيم القائل فيهم ( الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ).
النَّفَسُ الأخير
• إن ما تفعله دول العدوان من جرائم حرب بحق المدنيين والممتلكات المدنية في اليمن ليس إلا هستيريا النَفَس الأخير، فـ ( الكيان السعودي ) الذي هو شريان حياة ( الكيان الصهيوني ) يلفظ أنفاسه الأخيرة، والمنهزم دائماً لا يقاتل بعقل، بل بتشنج وجنون وعصبية، وذلك من أهم أسباب هزيمته المحتومة، بينما يحدد اليمن أهدافه في العمق السعودي بكل دقة، من حيث تجنب المدنيين والمنشآت الخاصة، ويستهدف فقط أهدافاً عسكرية وسيادية، ليس خوفاً من المنظمات الدولية المنافقة والبائعة ضمائرها بالمال السعودي، بل لأن الأخلاق هي ما نقاتل من أجله، وهي ما افتقده العالم المتفرج الذي سلبوه إرادته وأخلاقه بوسائل إعلامهم التي حولت الكائن البشري إلى كائن آخر، كائن لا يمت إلى البشرية بأي صلة.
حرب أخلاق
• حين ينتصر الدم على السيف.. فلسفة لا يدركها المنفوخ باستكباره، المغرور بماديّاته، من أسلحة وثروات وأحلاف.
• أن تنتصر الأخلاق على القوة المادية، ذلك ما لا يؤمن به أعداء الأخلاق، ولذلك يعجبون كيف لليمن الذي يحاصرونه بقواتهم المتحالفة أن يبني جيشاً يرعبهم، ويذيقهم الهزائم النوعية، بعد أن هيكلوه حسب مواصفاتهم، وتحت إشرافهم.. ثم كيف يصنع ويطوِّر أسلحة نوعية تصيبهم بالجنون، وتلقنهم الدروس تلو الدروس !! .. لا يعلمون أن اليمن لم يستخدم في دفاعه عن أرضه وشعبه إلا ما لا يكاد يُذكر مما لديه من أسلحة لا تخطر لهم على بال، صنعها اليمن، لكي يظل شامخاً حراً كريماً، له سيادته ويمتلك مقدراته وقراره، لا كما سَوَّقَهُ نخّاسو السياسة، في أسواق المزادات، وسيعلم كل حر في العالم كم هو اليمن عصي على كل من نوى به سوءاً، حين يكسر أنف العدوان، ويدوس العقال الملكي حفاة الأقدام.