نسمعُ كَثيراً عن مصطلح تنمية، سوى تنمية اقتصادية، أَو تنمية بشرية، أَو تنمية مستدامة، ولكن كُـلَّ هذه المصطلحات التي جاءت من دول الاستكبار الهدف منها هو إبعادُنا عن المعنى الحقيقي للتنمية، وما هو المقصود بالتنمية، وكيف تكون التنمية الحقيقية؟
الشهيد القائد تحدث في ملزمة (اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً)، عن معنى التنمية وماذا يقصد أعدائنا بالتنمية فيقول: التنمية هذه التي تسمع عنها، تنمية، هل تعتقد أنها تنمية حقيقية؟ هم يحذرون من أن يعطوك تنميةً حقيقية تعطيك بنية اقتصادية حقيقية تقف على قدميك فوق بُنيانها أبداً.
لا تخرج تنميتهم عن استراتيجية أن تبقى الشعوبُ مستهلكة، ومتى ما نمت فلتتحول إلى أيدٍ عاملة داخل مصانعهم في بلداننا، لإنتاج ماركاتهم داخل بلداننا، ونمنحها عناوين وطنية [إنتاج محلي] والمصنع أمريكي، المصنع يهودي، والمواد الأولية من عندهم، وحتى الأغلفة من عندهم. التنمية لهم هنا، وفروا على أنفسهم كَثيراً من المبالغ؛ لأَنَّ الأيدي العاملة هنا أرخصُ من الأيدي العاملة لديهم في بلدان أُورُوبا وأمريكا وغيرها من البلدان الصناعية، إذاً فليكن [الدخان] هنا منتجاً محلياً [صُنع في اليمن]..
هذه التنمية التي يريدها لنا الأعداء كما عرّفها الشهيد القائد، أن نكونَ سوقاً مفتوحةً لمنتجاتهم، نأكُلُ من مزارع الحبوب الأمريكية والاسترالية، حتى المصانع التي توجد في البلدان العربية ومنها اليمن ليست سوى فروع لمصانعهم، مواد خامها من عندهم، عائداتها لهم، المحلي هو الأيادي العاملة فقط؛ لأَنَّها أرخص من الأيادي العاملة في بلدانهم.
هذه التنمية التي يريدها الأعداء.
ولكن مَـا هِي التنمية الحقيقية، بمعناها الصحيح الذين من خلالها نكون دولة مستقلة دولة حرة مكتفية ذاتيا ً، دولة قوية، هي التنمية التي تعتمد في الأَسَاس على بناء الإنسان، بناءً دينياً وتربوياً، ووطنياً نغرس في قلبة الإيمان وحب الوطن ويتم تربيته تربية قرآنية ومن بعدها يتم بناؤه علمياً، نكسبه الخبرة والمهارة، ليكون إنساناً منتجا ً، هنا تكون البداية نحو التنمية الحقيقية هي تنمية الإنسان، بعدها تأتي تنمية المؤسّسات من خلال التوجّـه الجاد للحكومات بمختلف مؤسّساتها في استغلال ثروات وموارد الدولة الاستغلال الأمثل والصحيح، ومنها الثروة الزراعية والتي تعتبر هي قمة التنمية وهي أَسَاس التنمية والبناء، من خلال استصلاح الأراضي الزراعية، وزراعة الحبوب والفواكه والخضار، وإيجاد سياسة زراعية متكاملة وسياسة تسويقية وغيرها، فمتى ما أصبحنا نملك قوتنا الضروري، نأكل من خيرات أرضنا، ونلبس من مصانعنا، ونتعالج داخل بلداننا وعلاجنا محلي الصنع، وكل حاجياتنا يتم صناعتها محلياً بمواد خام محلية وأيادٍ محلية وعائدات هذه المصانع تعود للوطن، وبدأنا نصدر للخارج هنا نكون قد حقّقنا معنى التنمية، ووصلنا إلى التنمية الحقيقية، أما غيرها، فيعتبر كذباً على شعوبنا وتزييفاً للحقائق، ونبقى مرتهنين للخارج، ومنفذين لسياستهم ومخطّطاتهم ومشاريعهم ومستعمرين لهم، فمن لا يملك قوته لا يملك قراره.