لقاء الرئيس مهدي المشاط بأمين العاصمة والمحافظين يعد الخطوة الهامة على صعيد القضاء على ما تبقى من المركزية التي كان يشكو منها بعض المحافظين ، والتداخل في المهام والصلاحيات بين المحافظين والمشرفين ، حيث وضع الرئيس المشاط النقاط على الحروف ، وقطع حبال المبررات والأعذار ، وجعل الكرة في ملعب أمين العاصمة و محافظي المحافظات ، حيث اتسمت كلمته التوجيهية بالشفافية والمكاشفة والمصداقية والجرأة ، على اعتبار أن المرحلة لا تحتمل الإتكالية والتكاسل والفتور في العمل ، وتقديم الخدمات للمواطنين في عموم محافظات الجمهورية ، ويجب أن يلمس المواطن اليمني أثر مشروع بناء الدولة الذي أرسى مداميكه الرئيس الشهيد صالح علي الصماد رضوان الله عليه ( يد تحمي ويد تبني ) في حياته ومجتمعه وواقعه المعيشي.
“المحافظ يعتبر رئيس الدولة ووجه الدولة في المحافظة وعليه مسؤولية خدمة المواطنين في محافظته” ، هكذا تحدث الرئيس المشاط ، بمعنى لا سلطة داخل المحافظة على المحافظ ، وهو المسؤول عن النجاح والفشل في المحافظة ، كل الصلاحيات بيده ، وما عليه سوى العمل بجد وإخلاص ، وهو دينامو البناء والتنمية في المحافظة والمديريات ، إذا ما تحرك وقام بتفعيل السلطات المحلية والمكاتب الحكومية وأشرف على مستوى الأداء ، وفق ما هو متاح من إمكانيات ، وما قد يتمكن المحافظ من توفيره من أوجه دعم ، سواء من المنظمات أو القطاع الخاص ، أو عبر المشاركة المجتمعية ، في المناطق التي يرتفع فيها مستوى دخل الفرد.
لا مجال للأعذار والمبررات للتقاعس والخمول وعدم التحرك في مختلف مجالات العمل الخدمي ، خدمة لهذا الشعب العظيم ، الوفي الصابر الصامد ، الكل يدرك الظروف التي يمر بها الوطن ، وحجم المؤامرات التي تحاك ضده ، والشعب لا يريد منا تبليط البحر ، الشعب يريد توفير ما هو ضروري من خدمات أساسية متاحة وغير مستحيلة ، وهذه لا تحتاج إلى نقاش وأخذ ورد بشأنها ، المواطن لا يستطيع الإستغناء عن خدمات المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والنظافة والنقل والأمن ، وهي خدمات إمكانياتها شبه متاحة ، ويجب العمل على تحسينها ، والتغلب على العوائق والعقبات التي تحول دون ذلك ، وهي مهمة المحافظ في محافظته ، ومدير المديرية في مديريته.
المحافظ هو المسؤول الأول عن حل كافة الإشكاليات في سلطته المحلية ، هذا من صميم عمله وخصوصا في هذه المرحلة ، لا يحتاج الأمر إلى لجان مركزية من صنعاء ، هناك محافظ بصلاحية رئيس في المحافظة ، عليه حل كافة المشاكل ، والتواصل مع القيادة في حال تطلب الأمر تدخلها ، ومن لا يمتلك القدرة على ذلك فليعتذر ويترك المجال لغيره ، الرئيس المشاط كان صريحا فخاطب المحافظين قائلا : ( لقد حملنا المسؤولية في هذه الظروف الصعبة، من يستطيع أن يتحملها فمرحباً به ومن لا يستطيع فليخبرنا بذلك وأضاف : (العمل في هذه المرحلة التاريخية فرصة عليكم اقتناصها لبناء رصيدكم عند الله وعند الشعب ) ، وفيما يتعلق بضعف الإمكانيات أشار إلى ذلك بقوله : ( ضعف الإمكانات لا يجب أن يكون عائقًا أمامنا، ولا نريد أن نجعل من الصعوبات شماعة نعلق عليها فشلنا ).
إذا المرحلة بالنسبة للمحافظين هي مرحلة تقييم وإثبات الذات والتنافس على تقديم الخدمات وتجاوز إفرازات اللوبي المأزوم الذي يتواجد في بعض المحافظات بهدف تثبيط قيادات المحافظات وتأليب المجتمع ضدها وإدخالها في حسابات وصراعات ضيقة على حساب المهام الموكلة إليها المرتبطة بخدمة المواطنين وحل مشاكلهم.
بالمختصر المفيد، الرئيس المشاط طلب من المحافظين أن ( يتديولوا ) بمعنى يشعروا المواطنين بأن هناك دولة ترعى مصالحهم وتعمل على توفير الخدمات لهم رغم كل الظروف ، المحافظ اليوم رئيس داخل محافظته ، والنجاح في الأداء يحسب له ، والفشل يحسب عليه ، ولا مبررات ولا أعذار بعد اليوم ، أنت الدولة ، أنت الرئيس سيدي المحافظ ، الكل تحت سلطتك ، الفاسد والمقصر والمتهاون والمتلاعب لا حاجة لك وللمحافظة إليه ، لا تحتاج إلى مجاملة هذا أو ذاك ، أو تعمل حساب لهذا المسؤول أو ذاك في تقييمك لمستوى أداء المسؤولين في محافظتك ، القرار قرارك ، والسلطة سلطتك ، والدولة دولتك ، قدم لأبناء محافظتك ما يترك لك أثرا طيبا في نفوسهم يخلد ذكرك ، ويرفع قدرك عند الله ، وراقب الله في عملك ورعيتك ، وخاف منه ومن تقييمه ، وكن حريصا على أن يكون التقييم الإلهي إيجابيا ، تماما كحرصك على إيجابية تقييم مكتب الرئاسة وهيئة مكافحة الفساد وجهاز الرقابة والمحاسبة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.