يمضي مجاهدو الجيش واللجان الشعبية في تحقيق الانتصارات المتوالية في أكثر من جبهة وميدان، وكما تحقق الانتصار في القضاء على من أشعلوا الفتنة ضد أبناء البيضاء في الأشهر الماضية بدعم التحالف العدواني ذاته، تحقق الانتصار اليوم على القاعدة وداعش الإرهابيتين في البيضاء ذاتها والتي حركها تحالف «العدوان والإرهاب» لذات الأهداف وبالسياقات نفسها التي دفع بأوراقه السابقة لتحقيقها، وبحمد الله تمكنت القوات المسلحة واللجان الشعبية من دك أوكار الإرهابيين وتطهير قيفة ويكلا من عناصر القاعدة وداعش، وقتل وأسر أعداد كبيرة منهم بينهم أجانب ومن جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى اغتنام كميات كبيرة من الأسلحة إضافة إلى كمية من المعلومات التي تكشف المخططات وتثبت علاقة النظامين السعودي والإماراتي بهذه الجماعات الإرهابية وقاتلت في صفوفهما منذ اليوم الأول وحتى اليوم استمرت تقاتل اليمنيين بسلاح الإمارات والسعودية، وهذه الانتصارات تؤكد للمعتدين بأن الشعب اليمني منتصر وماض في تحرير الأرض وبسط السيادة على كل شبر في الوطن.
وفي هذا السياق لم يكن تحريك «القاعدة وداعش» في البيضاء والدفع بالإرهابيين لمواجهة الجيش واللجان الشعبية ليغير من مفاعيل الهزائم التي يتلقاها حلف العدوان والبغي شيئاً، وبقدر ما أعطى الدفع بها مدلولاً إضافياً على الفشل والعجز والوهن الذي أصيبت به منظومة العدوان والإرهاب وكشفت عن حقائق ربما جهلها الكثير في أن القاعدة وداعش كلها جماعات إرهابية تمولها السعودية وأمريكا وأحلافها المعادية وتقاتل بها في أكثر من جبهة وفي أكثر بلدان المنطقة، فقد أضاف انهيارها السريع والمدوي في بعض مديريات البيضاء رغم الإسناد الجوي والدعم اللوجستي من قبل تحالف العدوان درساً إضافياً للحلف ذاته ، الذي يحترق ويتساقط أمام عمليات القوات المسلحة وفي طريقه إلى الاندحار.
من استخدام كل أنواع الأسلحة إلى استجلاب الجيوش والمرتزقة وشركات القتل والإجرام والمخابرات، إلى الدعم المتواصل للإرهاب، إلى العدوان المباشر بالطائرات والبارجات العديدة، إلى فرض الحصار الغاشم والتدمير الممنهج، للبنى التحتية، إلى التضليل الإعلامي والإرهاب النفسي والمعنوي، والضغوط السياسية والتحالفات العشيرينية، سلسلة لا متناهية من الحرب التحالفية لم تحقق شيئاً من الأهداف والأجندات المشبوهة التي استحال فرضها على الشعب اليمني العظيم، الذي أسقط كل الرهانات وأحرق كل الأوراق ودمر القوة الغاشمة التي كانوا يتنمرون بها في بداية الحرب، وقد استحالت اليوم إلى حسرة وبؤس عليهم، فمن يزرع أشواك الإرهاب ويشعل الحروب لا يحصد عنب السلام والاستقرار، ولن يحقق طموحات الهيمنة والتسيد على المنطقة، سيجني فقط مغبة جرائره وجرائمه وأفاعيله، وعليه أن يتحمل ارتداداتها ويدفع أثمانها.
لم يترك تحالف العدوان سلاحاً قذراً ومحرماً وفتاكاً إلا واستخدمه في حربه الفاجرة التي يشنها على اليمن، ولم يدع جماعة أو منظمة إرهابية أو إجرامية إلا واستأجرها، وسواء أكانت في شكل جماعات تدّعي الانتساب للإسلام كالجماعات التكفيرية والإرهابية وأبرزها القاعدة وداعش، أو في شكل شركات أمنية ومثلها جماعات القتل الأمريكية كشركة بلاك ووتر وبوكو حرام، أو في شكل جيوش مستأجرة جلبها تحالف العدوان بعناوين عديدة لكنها في المحصلة كانت عبارة عن استئجار وتأجير، علاوة على الألوف المؤلفة من المرتزقة والعملاء اليمنيين الذين ارتضوا لأنفسهم الهوان والذل، وخانوا الوطن والإسلام والعشيرة فقاتلوا وقتلوا وجرحوا في صفوف تحالف البغي والخطيئة مقابل أموال مدنسة يحصلون عليها كأجر يومي ثمناً لقتالهم، وقد فعل تحالف العدوان كل ما فعل ليفرض على الشعب اليمني العظيم مخططاته وأجنداته ويحوِّله إلى شعب خانع وذليل وبدون أي قرار.
لقد جاءت العملية التي أعلن عنها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة يوم أمس، وما سبقها من عمليات كبرى لتعكس معادلات القوة والصمود التي فرضها أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية، إلى جانبهم القبائل وشرفاء اليمن الأحرار، وهي إذ تؤكد لتحالف العدوان أن الفشل سيبقى ملازماً لكل المخططات التي حاول فرضها، تضيف درساً مفاده أن قوة الإرادة التي قهرت العدوان والحصار ستقهر الإرهاب حتماً..وهي كفيلة بتبديد أوهام القتلة وإسقاط رهاناتهم وإحراق أوراقهم وبالشكل الذي لا يمكنهم توقعه.