حفيد سيد الأولين والآخرين وسليل العترة المطهرين وحليف الذكر المبين وقدوة المستبصرين وقائد الثوار والمجاهدين فلذة كبد الإمام زين العابدين وحفيد الإمام الحسين رمز من رموز الدين وعلم من أعلام الهدى ،الإمام زيد بن علي عليه السلام هو أحد عظماء أهل بيت النبوة وأحد أعلام هذه الأمة إمام الجهاد والبصيرة والاستشهاد، حليف القرآن وحفيد المصطفى والمرتضى والحسين وابن سيد الساجدين وقائد ثورة إسلامية ضد طغيان هشام بني أمية ، جعل من الأمر بالمعروف مبدأ ومن النهي عن المنكر هدفا وغاية ، استل سيفه ومضى مستجيباً لله مجاهداً في سبيله تماماً كما فعل جده الحسين عليه السلام وبنفس الطريقة لقي الله شهيداً في ميدان التضحية في سبيل رب العالمين.
الإمام زيد ثورة ضد الظلم والظلام والطاغوت والفساد وجهاد في سبيل الله والمستضعفين وخروج على الظالمين، الإمام زيد وعي وبصيرة وجهاد وتضحية وشهادة في سبيل الله ، حرص على الأمة واستشعار للمسؤولية ونهوض بقيم ومبادئ الإسلام وحرب على التدجين والتحريف والفسوق والعصيان ، صاحب مبدأ الخروج على الظالم ومبدأ البصيرة ثم الجهاد ، قائد من قادة الإسلام والمسلمين، بطل شجاع مقدام لا يخاف في الله لومة لائم ، صاحب أعظم وأشمل وبلغ رسالة لعلماء المسلمين ( رسالة الإمام زيد إلى علماء الأمة ) أقام عليهم الحجة ووضح المنهج وكشف الحقيقة وأحق الحق وأنكر المنكر، حمل في قلبة ثقافة القرآن وفي يمينه سيف الجهاد وخرج ثائراً ضد طغيان بني أمية لا هم له ولا هدف سوى إصلاح أمر أمة جده والعمل بتوجيهات ربه.
دعا إلى كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وآله، وإلى جهاد الظالمين والدفاع عن المستضعفين ، صدع بالحق في وجه سلاطين الجور وتحرك لإقامة العدل في واقع المسلمين ، الإمام زيد جاهد في سبيل الله بالسيف والقلم والكلمة والموعظة والدعوة، جاهد التدجين والتحريف والانحراف والضلال والإفساد والظلم والطغيان ، خرج ضد طغيان دولة بني أمية بقيادة هشام بن عبد الملك بن مروان في أحلك الظروف وفي منعطف خطير جداً مرت به الأمة ولم يستسلم للواقع الذي فرضه بنو أمية بل تحرك واثقاً بالله متوكلاً عليه من منطلق الشعور بالمسؤولية التي تقتضيها المرحلة ويفرضها الواجب الديني والإنساني والأخلاقي والقيمي.
الإمام زيد هو القائل: “البصيرة البصيرة ثم الجهاد” ، وهو القائل: “والله ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا” ، وهو القائل: “من أحب الحياة عاش ذليلاً “، وهو القائل: “والله ما كذبت كذبة منذ أن عرفت يميني من شمالي وما انتهكت لله محرماً منذ أن عرفت أن الله يعاقب عليه “، وهو القائل: “لوددت أن يدي ملصقة بالثريا ثم أقع من حيث أقع فأتقطع قطعة قطعة وأن يصلح الله بذلك أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله”، وهو القائل: “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت”، وفي ساحة المعركة وميدان الجهاد قال: “الحمد لله الذي أكمل لي ديني والله لقد كنت أستحي من جدي رسول الله صلى الله عليه وآله أن أرد عليه يوم القيامة ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر” ، وهو القائل حين أقبلت عليه الشهادة في سبيل الله: “الشهادة الشهادة الحمد لله الذي رزقنيها”.
الإمام زيد عليه السلام امتداد لسيرة نبوية علوية حسينية جهادية من بدر وحنين والنهروان وصفين وكربلاء الحسين إلى معركة الكوفة التي خاض غمارها الإمام زيد في مواجهة جيش هشام ابن عبد الملك ابن مروان وسطر فيها أروع الملاحم البطولية حتى لقي الله شهيداً بعد أن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وجاهد في سبيل الله وصدع بالحق وقارع الظلم وسطر لهذه الأمة دروساً تربوية إيمانية جهادية عملية تبدأ بالوعي والبصيرة والخروج والثورة على الظالمين والتضحية والشهادة في سبيل الله ، فكان ولا يزال مدرسة جهادية ثورية تنهل منها الأمة الدروس والعبر والمواقف القوية الجهادية في معركة الحق ضد الباطل.