إستعار إعلامي وأوراق متطايرة.. ما عبَّر عنه «مارتن وبيان الخارجيات المشتركة» وما لم يعبَّر!
يستنفر تحالف العدوان أبواقه ومرتزقته ويستنطق كل ما يمكنه استنطاقه بدءاً من مجلس الأمن الدولي وأعضائه الممثلين لدولهم ، إلى الأمين العام للأمم المتحدة ، ومبعوثه الخاص إلى السفراء العشر والرباعية، إلى الخارجيات التي أصدرت بياناً مشتركاً ، فيما يشبه النكف الأممي لإنقاذ مرتزقة العدوان وإرهابييه من الانهيار الوشيك في مدينة مارب ، وهو أمر يعكس صعوبة الموقف الذي عليه تحالف العدوان والإرهاب في ظل تقدمات أبطال الجيش واللجان الشعبية المتواصلة.
يوم الثلاثاء الماضي قدَّم المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي ، وبعد الإحاطة بيوم واحد وزعت وسائل الإعلام تصريحاً لأمين عام الأمم المتحدة «غوتريش» بذات المضامين ولنفس الأهداف طبعاً ، والقصة لم تنته عند هذه الحدود، فبالإضافة إلى أن التصريح والإحاطة؛ يتساوقان مع التصريحات البريطانية والأمريكية الكثيفة التي تعبر عن قلق أمريكا وبريطانيا البالغ جداً على مارب التي يعتبرها التحالف العدواني بقيادة أمريكا خط النهاية جاء بيان الخارجيات المشترك يوم الخميس ليزيح عما في المشهد من قلق يعكس المأزق الذي تعيشه منظومة العدوان والإرهاب إثر التقدمات التي يحرزها المجاهدون الأبطال في معارك استعادة وتحرير مدينة مارب من قبضة المرتزقة والغزاة.
ما يجمع دول أمريكا وبريطانيا وأوروبا والغرب المنافق ، هو التنافس في ممارسة النفاق بالتعبير عنه بدبلوماسية بالغة في ادعاء الإنسانية والحرص على حياة البشرية ، والسعي لإسعادها ، وذروة مبلغ النفاق تجسدت في البيانات والتصريحات الكلامية التي استعرت منذ السبت الماضي حتى اليوم حول مارب ، وهي في حقيقتها نكف أممي ودولي للمرتزقة وللإرهابيين وللجيوش الجرارة التي يقاتل بها التحالف العدواني على اليمن ، لتعزيز جبهات تحالف العدوان المنهارة في مارب.
التحالف العدواني المارق بقيادة أمريكا وبإشرافها وبأسلحتها ، وبإدارتها ، وإرادتها ، وبتمويل السعودية وأموالها ونفطها ، يواصل الحرب العدوانية على اليمن دون هوادة منذ مارس 2015م ، وبإشراف وموافقة وتواطؤ الأمم المتحدة ومجلس الأمن وبإجماع كل أعضائه الدائمين والمتقطعين ، وهو من تسبب في المأساة التي حلت بالشعب اليمني والفقر والفاقة والحاجة التي أصيب بها ، وهو من قطع المرتبات ، وهو من أخاف الأمن وسرق الأمان وقتل الصغير والكبير في المنزل والمدرسة والمشفى والطريق ، وفي الأتراح والأفراح ، وهو من دمر البلاد بما فيها من بُنى ومنشآت ، أكان منها ما هو خاص بالتعليم والتطبيب والمياه والكهرباء ، أو مخازن ومصانع للغذاء والدواء أو غير ذلك ، وكل ما له صلة بحياة الإنسان ومعيشته دمره العدوان التحالفي عمداً وقصداً ، وعن سوابق إصرار وترصُّد.
العدوان «الأمريكي الصهيوني البريطاني الأوروبي الخليجي» التحالفي ، الذي ارتكب من الجرائم ما تشيب له الرؤوس لفظاعتها ، هو من أحال حياة الملايين من اليمنيين إلى معاناة وجوع وأوبئة وأمراض وموت بالآلاف ، هو المجرم الذي يحتجز سفن الدواء والغذاء والوقود عرض البحر ، ويحاصر شعباً بأكمله ويمنع عنه ضروريات الحياة والعيش ، هو الإرهابي الذي ذبح بالطيران الحربي والمروحي ألوف الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في حلِّهم وترحالهم ، وهو من هدد بتوقيف المرتبات على لسان السفير الأمريكي ، وهو الذي أوقفها فعلاً ، وهو التحالف العدواني والإرهابي الذي فشلت كل مساعيه لإسقاط صنعاء والحديدة واحتلالهما ، وهو اليوم يزيد في حقده بتشديد الحصار الغاشم ، ومعاقبة الشعب اليمني بملايينه لأنه وقف ضد عدوانه وإرهابه ، وتصدى وقاوم بشجاعة واستبسال.
ولعل أكثر ما في النفاق الذي تابعناه قُبحاً هي الدعاوي المبالغ فيها حول الأوضاع الإنسانية في اليمن ، مع تجاهل تام لفعائلهم التي صنعت تلك الكارثة الإنسانية ، وفي معركة مارب وخارجها فإن أمريكا وبريطانيا والموظفين الأمميين وأوروبا لن تغير جلدها ووجهها القبيح ، أما القلقون ضمن جوقة “البيانات المشتركة” من غير المشتركين عسكرياً أو لوجستياً في العدوان على اليمن ، فلو كانوا يمتلكون ذرة من إنسانية لأسمعونا دعواتهم للمعتدين بأن أوقفوا حربكم على اليمن قبل اليوم مثلاً لعلنا نطمئن إلى سلامة نواياهم ومقاصدهم ، وعلى كل حال، فإن إصدار بيانات مملوءة بالنفاق لن يُحسِّن صورة القاتل والمجرم ولن يغيّر في حقيقته شيئا.
ما عبَّرت عنه تلك البيانات يعكس حجماً كبيراً من القلق الأمريكي والغربي ، ويرتفع منسوبه كلما تقدم أبطالنا نحو مدينة مارب ، المعارك الأخيرة استنطقت هؤلاء مجتمعين ومختلفين ومفترقين ، والنكف الأممي والدولي هو تعبير عن صعوبة الموقف الذي يعيشه تحالف العدوان والارتزاق ، وما تخفيه تلك البيانات والتصريحات وإحاطة المبعوث هو أن الطرق أمامهم باتت مسدودة ، وألاَّ خيارات متاحة ، والبؤس هذا نتيجة طبيعية للصمود الذي يسطره شعبنا طيلة حربه مع العدوان الأمريكي الصهيوني.