يواصل الرئيس الأمريكي المعتوه دونالد ترامب تركيع وإخضاع الأنظمة الخليجية الواحد تلو الآخر ، وجرها نحو مربع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي والاعتراف بهذا الكيان الغاصب المحتل كدولة ، وإقامة علاقات شاملة معه ، بدءاً بالإمارات التي كانت السباقة بالسقوط في مستنقع التطبيع ، ومن ثم التحقت بها البحرين – مملكة السراب ، وكلاهما أقذر من الأخرى ، وكان من الطبيعي أن تعلنا يهودتهما وتصهينهما ، ففعالهما ومواقفهما وتوجهاتهما مشبعة بالتصهين واليهودة.
وهاهو يعد العدة ويجري اتصالاته بغية الحصول على مواقف مماثلة من قبل المهفوف السعودي الذي كان يمني نفسه بأن يتأجل موعد إعلان بلاده التطبيع مع إسرائيل إلى ما بعد تنصيبه ملكا للسعودية ، ولكن يبدو أن ترامب حسم الأمر وقرر بأن تكون السعودية التي كانت بمواقفها وتوجهاتها وسياستها هي الأقرب للتطبيع هي الدولة الخليجية الثالثة التي تعلن رسميا الطبيع مع إسرائيل ، حيث يتوقع الإعلان عن ذلك قبل نهاية شهر سبتمبر الجاري ، وسط توقعات بأن تفضي تحركات واتصالات ترامب وصهره كوشنر إلى إعلان سلطنة عمان وقطر التطبيع مع إسرائيل ، على أن يشمل ذلك السودان في قادم الأيام ، في ظل تحركات واسعة في المحيط العربي للحصول على موافقة غالبية الدول العربية على التطبيع والإعتراف بالكيان الإسرائيلي ، ومن بين ذلك ما تسمى بحكومة الفنادق والتي تدعي شرعيتها وأنها الممثل الشرعي لليمن واليمنيين ، هذه الحكومة العميلة التي كانت السباقة للتقارب مع الكيان الإسرائيلي من خلال اجتماع وزير خارجيتها السابق خالد اليماني مع رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي.
واللافت في موضوع التطبيع هو الإحتفاء الخليجي بذلك وإصرار صهاينة العرب من آل نهيان وآل خليفة وآل سعود ومن دار في فلكهم على أن التطبيع يصب في مصلحة القضية الفلسطينية ، وأنه لن يؤثر على ما أسموه ( دعمهم لفلسطين ) ولا نعلم كيف تكون الخيانة والعمالة للكيان الإسرائيلي مصلحة للقضية الفلسطينية ؟!!! أصموا أسماعنا كثيرا بالحديث عن الخطر الإيراني والمد الإيراني والدعم الإيراني المزعوم الذي وصفوه بالتهديد الخطير للهوية العربية ، فكان عدوانهم على اليمن تحت مبرر إعادة اليمن إلى الحضن العربي المختطف – حسب زعمهم – من قبل إيران ، بعد أن اشتغلوا على شيطنة إيران وتحويلها إلى عدو لدود ، وكذلك كانت مؤامراتهم على العراق وسوريا ولبنان وأحرار البحرين والسعودية تحت ذات المبرر الكاذب ، وكأن العلاقة مع إيران خطيئة كبرى !!!
واليوم هؤلاء أنفسهم يخرجون من الحضن العربي ويعلنون بكل وقاحة وقلة حياء الارتماء إلى الحضن الإسرائيلي بكل أريحية ، ولا يرون في ذلك ما يدعو للحياء والخجل بعد أن خلقوا ثقافة تدجين يهودية جعلت من إيران العدو ومن الكيان الإسرائيلي الصديق الحميم وحمامة السلام ، كمقدمة تمهيدية تسبق الوصول إلى ما هي عليه من تطبيع وتحالف معه ، هكذا كان المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي عملت مملكة آل سعود الوهابية على تنفيذه ، إلى أن وصل الحال بهم إلى الإنغماس التام في مستنقع التطبيع ، والوصول إلى مستويات لم يكن الإسرائيلي نفسه يتوقع أن يصلوا إليها بهذه السرعة وفي هذا الزمن القياسي ، مما يؤكد يهودتهم المتجذرة في نفوسهم والتي قام ترامب بنكزها وإعادة تشغيلها.
بالمختصر المفيد، تهافت بعران الخليج على الحضن الإسرائيلي ، يفضح زيف دعاويهم الباطلة بحرصهم على منع التدخلات الخارجية في الشؤون العربية ، وزعمها بأن عدائيتها لمحور المقاومة العربية ، وعدوانها على يمن الإيمان والحكمة من أجل عودة اليمن إلى الحضن العربي حد وصفها ، فالدين والعقل والمنطق يقول لنا بأن الحضن الإيراني الإسلامي أفضل لنا كعرب ومسلمين من الحضن الصهيوني الإسرائيلي اليهودي ، وأن الخطر الحقيقي الذي يتهدد الأمة ودول المنطقة يتمثل في الكيان الإسرائيلي ، أما الخطر الإيراني المزعوم فلا وجود له إلا في مخيلة الأمريكي والإسرائيلي وأحذيتهما في المنطقة ، الذين جعلوه منه ذريعة لابتزاز دول البترودولار واستغلالها لخدمة مصالحها وتنفيذ وتمرير أجندتها وفي مقدمتها (صفقة ترامب) التي تستهدف فلسطين القضية والمقدسات والدولة والشعب.
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله.