بعد أن وصل الحال باليمن لوضع لا يُطاق، وأصبحت السفارات هي من تتحكم بالقرار السياسي للبلد، وضاق الحال بالمواطن من تدهور الأوضاع الاقتصادية ،نظرا لتفشي الفساد المالي والإداري، وأصبحت ثروات البلاد في يد شلة من الإقطاعيين، هنا كان لا بد من ثورة لانتشال البلاد من الوضع الذي وصلت اليه.
فجاءت ثورة 21 سبتمبر لتحدث تغييراً ليس على الواقع اليمني وحسب ولكن على مستوى الوطن العربي، قد يقول قائل- هذا كلام مبالغ فيه – ولكن هي الحقيقة التي ستثبتها الأيام.
فمن كان يصدق أن من يصفونهم بالحفاة ساكني الكهوف (أنصار الله) سيحكمون اليمن، ليس هذا وحسب بل سيواجهون العالم بأكمله عسكريا، وسيصمدون ست سنوات أمام اقوى تحالف عسكري بقيادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ومملكة بني سعود ودويلة عيال زايد وعشرات الدول المشاركة في هذا التحالف.
من كان يتوقع أنه بعد ست سنوات من الحرب والعدوان والحصار على اليمن ،السعودية تناشد العالم والأمم المتحدة والمجتمع الدولي الضغط على من أسمتهم الحوثيين بوقف هجماتهم الصاروخية والطيران المسير على الأراضي السعودية ..!
من كان يتوقع أن الحفاة المستضعفين سيحاورهم العالم وسيدخلون مبنى الأمم المتحدة في جنيف، بل وترسل لهم طائرة خاصه من الأمم المتحدة لنقلهم من صنعاء عاصمة اليمن إلى جنيف..!
أليس هذا إحدى ثمار ثورة 21 سبتمبر ..!
ثورة 21 سبتمبر أصبحت اليوم بعد ست سنوات من انطلاقها محط أنظار المحللين والسياسيين والخبراء والكتاب والصحفيين من مختلف أنحاء العالم، بل أنهم ينتظرون خطابات السيد القائد عبدالملك الحوثي، فيتم تناولها إعلاميا في جميع قنوات العالم ويتم تحليلها وتفسيرها سطرا سطرا وكلمة كلمة .
فهذه الثورة ليست كأي ثورة قامت ضد نظام حاكم وحسب، بل أنها ثورة شعب قام بها الشعب ،تحمل مشروعاً ولديها قيادتها، لم تخطط لها أجهزة المخابرات العالمية ،لم تتلق دعما خارجيا ،كان الداعم لها هو الشعب وتبرعاته والقوافل الغذائية التي قدمتها القبائل ،لم تنقلها القنوات الفضائية العالمية كثورة شعب، بل تم تشويهها منذ بدايتها، باعتبارها انقلاب عسكري.
21سبتمبر ثورة تم تشكيل تحالف عسكري دولي لإسقاطها، ووأد مشروعها في بدايته، لأن أهدافها ومشروعها ليس له حدود، وانها تحمل مشروع أمة بأكملها، ولذلك فقد تكالب عليها العالم لأن نجاحها يعني إسقاط مشروع الصهيونية العالمية.
فثورة 21سبتمبر بعد ست سنوات، لم تعد ثورة خاصه باليمنيين فقط وإن أنصارها من اليمن، بل أصبحت ثورة عربية عالمية ستتكلم عنها الأجيال وسيدونها التاريخ في انصع صفحاته، لأن نجاحها سيغير المنطقة العربية بل والعالمية، ولذلك بعد أن فشل التحالف الدولي لإسقاطها عسكريا، اصبح يعمل على انحراف مسارها من خلال تشويهها داخليا، عن طريق خلاياه التي زرعها في مفاصل الدولة والمؤسسات الحكومية لإفشالها اقتصاديا بحيث تسوء الأوضاع الاقتصادية لليمن ويزداد سخط المواطن، عندها يتم استغلال هذا الوضع لإسقاطها من الداخل ويسقط مشروعها الذي من أجله وجدت هذه الثورة.
فالعدو يحاول بشتى الوسائل والطرق لتغيير مسار الثورة، لأنها الصخرة التي تقف في طريق تنفيذ مشروعه الصهيوني .