|
تباشير عام 2017م
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 7 سنوات و 11 شهراً و 22 يوماً الجمعة 06 يناير-كانون الثاني 2017 09:49 م
مع تباشير العام 2017م تكون اليمن على أعتاب مرحلة جديدة لا تشبه ما قد كان، ولكنها تصنع ما سوف يكون، فالعدوان الذي قادته السعودية كان بداية مرحلة ونهاية مرحلة، فالسعودية التي كتبت نهايتها بدماء اليمني والعراقي والسوري هي على موعد مع قدرها في هذا العام، فهي لن تسلم من التأسيس لبداية الانهيار إذ ستبدأ حالات الاضطرابات وعدم الاستقرار في بعض المناطق كالقطيف والشرقية ويبدأ الصراع في إطار الأسرة الحاكمة وهو الآن في الخفاء بعد بروز بعض أسماء الجيل الثالث كمحمد بن نايف ومحمد بن سلمان ومتعب بن عبدالله، ومحمد فهد، فالصراع الذي سيبدأ سيكون مدمراً وقاتلاً مع تداخله مع الورقة الاقتصادية وإعلان حالة التقشف وترشيد الإنفاق، والورقة الاقتصادية هي الورقة التي سوف تعجل بحالة الانفجار وبالتالي الانهيار لأنها ستفرض تحالفات وتحيزات وصراعات، وبالتالي تنازع والتنازع هو الذي يفضي الى حالة الانهيار للدولة العشائرية التي نشأت في بداية القرن العشرين وامتد بها الزمن الى بداية الألفية الجديدة وكانت تبسط نفوذها على مساحة واسعة من جغرافيا الجزيرة العربية وتوزعت سلطتها على عشيرتين نجديتين هما عشيرة آل الشيخ وعشيرة آل سعود..
وهنا مع كثافة الخطاب عن الشرعية، سوف يستيقظ سؤال الشرعية في المملكة في مقابل شيوع الفكرة وكثافتها الموازي والمواكب للنشاط العسكري في اليمن بعد أن تمس المعالجات الاقتصادية التي تلجأ إليها المملكة لسد عجز الموازنة العامة كل فرد من أفراد الشعب الذي عاش تمايزاً طبقياً ومناطقياً كان قد بلغ ذروته مع وصول سلمان الى سدة الحكم وبروز ابنه محمد في المعادلة السياسية يحمل حقداً وحسداً وحلماً وتطلعاً يقوده فيه غروره الى مهاوي الهلاك، وكذلك هي سنن الله في كونه إذا أراد أن يهلك دولة أمَّر فيها مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها العذاب فيكون الدمار هو النهاية المحتومة لتلك الدولة، والقضية هنا لها تدابيرها الإلهية التي تغيب عن حسابات البشر وتوقعاتهم لأننا وفق ما هو كائن ومقروء لا نعدم من يقول إن المملكة تحتاج عشرات السنين حتى تصل الى الانهيار وقد يغفلون عن إشارات ورموز يبعثها الواقع، لكنهم يتماهون مع زخرف الباطل وقوته وكثرة أتباعه وغلبة صوته وارتفاعه، فيظنونه باقياً ومستمراً وانهياره من المستحيل، بيد أني أرى في مؤشرات الصراع الأمريكي الروسي، واتهام أمريكا لروسيا باختراق المنظومة الالكترونية للحزب الديمقراطي ومساندة ترامب وأرى في الخطوات التصعيدية التي لجأت اليها إدارة أوباما في أيامها الأخيرة وقيامها بطرد عدد من الدبلوماسيين الروس خوفاً من حالة التقارب بين الرئيس الأمريكي المنتخب وبين الروس وقطعاً لطرق التواصل، كما أن الخطوات الإجرائية لتسليم السلطة في أمريكا بين الديمقراطيين والجمهوريين تمر بعراقيل عدة.
هذا بالإضافة الى قدرة روسيا على فرض وجودها في الشرق الأوسط وتدخلها المباشر في سوريا مما قلب السيناريو الأمريكي رأساً على عقب، كل تلك المؤشرات دالة على وجود حالة تنازع في السياسة الأمريكية قد يفضي بالضرورة الى الفشل وفقدان مفردات وجودها الدولي، وقد يتوارى الدور الأمريكي أو يبدأ بالتواري مع تباشير عام 2017م ليفسح المجال للدور الروسي للحضور بقوة، وبحضور الدور الروسي بقوة الجديد، وتواري الدور الأمريكي يضعف وأخطاء القديم، تختفي المنظومات الارهابية بشكل متدرج وهي منظومات رأت فيها السياسة الأمريكية وسيلة من وسائل إدارتها للعالم، فهي تنشئ الحركات الارهابية ثم تقوم بفرض أجندتها تحت غطاء الارهاب، ومع تورط بعض الأنظمة العشائرية في منطقة الجزيرة والخليج بدعم الجماعات الارهابية وبدء حديث المجتمع الدولي عن السعودية وقطر ودعمها للارهاب بل ذهبت بعض الأصوات ذات التأثير الى القول بضرورة تغيير الأنظمة التي تنتج الارهاب بالقضاء عليها.
وتلك المؤشرات ستفرض بنودها في المستقبل الأمر الذي يجعل الأنظمة العشائرية في مهب التغيير والتبديل، كما أن مؤشرات السياسة الأمريكية لا تبدو ذات تناغم مع الأنظمة العشائرية، فالطاقة لم تعد تشكل هاجساً لدى الأمريكي وهي كذلك لدى الروسي بمعنى ورقة العلاقة الاحتياجية أصبحت مفقودة وبالتالي تكون الأنظمة العشائرية في السعودية وقطر والبحرين والإمارات في مثلث الرعب القادم الذي سوف نشهد بدء تفاصيله مع انبلاج شمس 2017م. |
|
|