بعد مضي أكثر من نصف قرن من الزمن على طرد آخر جندي بريطاني من أرض اليمن وإعلان الاستقلال مازلنا نبحث عن الحرية والسيادة والاستقلال الحقيقي.
ظلت بريطانيا محتلة لجنوب اليمن ١٢٩عاما ً، مارست القتل والإرهاب والتعذيب والاغتصابات والتنكيل بأبناء الجنوب، وعملت جاهدةً على تغيير هوية اليمنيين وأبعادهم عن هويتهم وثقافتهم وعاداتهم وأعرافهم وأسلافهم ،وعملت على استخدام سياسة (فرِّق تسدّ)،من خلال زرع الفتن والمشاكل والانقسام المناطقي، فقسمت الجنوب إلى اكثر من عشرين مشيخة وسلطنة، وظلت هي حاكمة لعدن وبعض المناطق الساحلية، ورغم كل محاولات بريطانيا إلا ّ أنها أرغمت على الرحيل من أرض الجنوب اليمني تحت ضربات المقاومة المسلحة من قبل الثوار الأحرار الذين أعلنوا انطلاق ثورة ١٤اكتوبر ١٩٦٣م من على جبال ردفان الشماء، متأثرين بثورة ٢٦سبتمبر ١٩٦٢م في شمال اليمن، فكانت شرارة ١٤اكتوبر التي أرغمت بريطانيا على الرحيل، ولتعلن استسلامها وهزيمتها وفي ٣٠نوفمبر ١٩٦٧م تم إعلان استقلال جنوب اليمن.
واليوم ونحن نحتفل بالذكرى الـ53 لعيد الاستقلال 30 من نوفمبر فإننا ما زلنا نبحث عن الاستقلال الحقيقي، فجزء من أرضنا وللأسف يقبع تحت وطأة الاحتلال السعودي الإماراتي أذناب وأدوات الاحتلال القديم بريطانيا، فالمحافظات الجنوبية محتلة ومسلوبة الحرية والإرادة ،ثرواتها تنهب وبيئتها تدمر، وآثارها تسرق وتاريخها يطمس، وأبناءها يقتلون ويعذبون ويغتصبون في سجون سرية للإمارات والسعودية، المحافظات الجنوبية تتعرض لممارسات قذرة من قبل أدوات وأذناب أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ، السعودية تعمل على فصل المهرة وحضرموت عن اليمن ، والإمارات تسعى لجعل سقطرى الإمارة الثامنة التابعة لحكمها، مخططات استعمارية ، ومشاريع صهيونية لتحويل المحافظات الجنوبية إلى قواعد عسكرية أمريكية إسرائيلية .
فكيف نحتفل بعيد الاستقلال وجزء من أرضنا محتل ؟
ماذا يعني لنا الـ30 من نوفمبر مادام الاحتلال موجوداً ؟
ماذا سنقول لآبائنا وأجدادنا الثوار الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم في سبيل طرد بريطانيا ونيل اليمن الحرية والاستقلال ؟
فإذا لم نتحرك لتحرير المحافظات الجنوبية من دنس بعران الخليج فإن لعنة التاريخ ستصيبنا، والأجيال القادمة ستلعننا، والآباء والأجداد سيلوموننا لأننا لم نحافظ على استقلال أرضنا، ولأننا خنا الأمانة التي أتمنونا عليها، ولأننا فرطنا في دماء الشهداء الأحرار.
فالثلاثون من نوفمبر تم الغدر به، وتم سلب الاستقلال ونزع الحرية، وتم تكبيلنا بقيود عودة الشرعية، وإنهاء التمرد المزعوم.
فعلى كل القيادات الثورية والسياسية والعسكرية والأحرار والشرفاء من أبناء المحافظات الجنوبية وكل أبناء اليمن، وأبطال القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية التحرك لتحرير المحافظات الجنوبية وكل شبر من أرض اليمن، ليتم إعادة الاعتبار لثورات ٢٦سبتمبر ، و١٤اكتوبر، و٣٠ نوفمبر، ونبدأ صفحة جديدة عنوانها اليمن يتسع لجميع أبنائه الشرفاء والمخلصين الوطنيين الأحرار، والجلوس على طاولة الحوار تحت سقف الجمهورية اليمنية، ومظلة الوحدة اليمنية، ولنمض في بناء اليمن الجديد، دولة العدل والمساواة والحرية، دولة المؤسسات والنظام والقانون.
وعاش اليمن حراً آبياً والخزي والعار للخونة والعملاء.