عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
الرأسمالية وفسادُ العالم
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 3 سنوات و 9 أشهر و 26 يوماً
الأحد 24 يناير-كانون الثاني 2021 07:03 م


منذُ كتب بريجنسكي كتابَه «بين عصرين» والذي تحدث فيه قائلاً: إن الرأسماليةَ تواجهُ هزيمةً أيديولوجيةً وفكريةً كبيرة جِـدًّا، ويأتي في سياق كتابه ذلك أن الحلَّ الوحيد هو إحياء ما أسماه «الأصوليات الدينية» ودفعها للتصادم مع المنظومة الشيوعية والاشتراكية وحركات التحرّر عندها -حسب رؤيته في مضمون كتابه الصادر في مطلع عقد السبعينيات- سوف تُهزم الشيوعية والاشتراكية بقوة الأصوليات الدينية، وهزيمةُ تلك المنظومة سيوفرُ للرأسمالية الأمريكية فرصاً استراتيجيةً كبرى لإعادة تنظيم العالم تحت قيادتها.. ووفقاً لهذا المنطلق النظري تبنت السياسةُ الأمريكية منذ عهد كارتر الذي رأس أمريكا في الفترة من «1977-1981» خطةً استراتيجيةً لدعم الأصوليات الدينية، ليس حباً في الدين وإنما من باب كراهية الشيوعية وحركات التحرّر، ورغبة في حماية المصالح الاستراتيجية لأمريكا.

والملاحَظُ أنه في فترة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان والممتدة من «81-1989م» تعاظَمَ المَدُّ الأصولي وقويت الحركاتُ الأصولية الدينية «الإسلامية واليهودية والمسيحية والهندوسية» في العالم كله، وذلك النشاط المستعر والمحموم أَدَّى إلى تحقيق أهمِّ الخطوات التمهيدية للسيطرة على العالم وذلك لتفكيك المنظومة الاشتراكية وإزالة العقبة الشيوعية، وإشعال أَو استنزاف وشرذمة حركات التحرّر في الأقطار العربية، وفرض شروط الاستسلام للصهيونية في فلسطين.

في نهاية عقد السبعينيات، وصل الإمام الخميني للحكم في إيران وبرز في نفس الفترة المجاهدون الأفغان، ويومذاك استثمرت أمريكا الصراعَ، وتأصلت في المعتقدات الأصولية فكرةُ أن انتصارَ أي دين مرهونٌ بدحر بقية الديانات وليس عبر التعايش السلمي بينهم.. ومن يعود إلى مرجعيات تلك الحقبة الزمنية يجد ذلك شائعاً في الخطاب الثقافي والسياسي والإعلامي، ومن نافلة القول إن الهدفَ من تلك الاستراتيجيات التي كانت تتبناها دوائر صُنع القرار الأمريكي «الكونجرس والبنتاجون بكل منظومته الأمنية والعسكرية والاستخبارية» هو تفتيت وتفكيك الأمم على أُسُسِ ما قبل الدولة الوطنية لتسهيل السيطرة عليهم، وذلك عن طريق العصبيات الطائفية والعِرقية والحضارية لكون أمريكا وصلت إلى مرحلةِ الشيخوخة وأصبح نظامها الرأسمالي عاجزاً عن توفير احتياجات امبراطوريتها وما لم يتم تمزيقُ الأمم لتغذية الخلافات والصراعات بينهم، فهي تدركُ أنها ستكون عاجزةً عن السيطرة على الموارد، وبالتالي تزداد أزمتُها البنيوية اتِّساعاً؛ ولذلك سعت إلى القضاء على محركات الثورة كالحركة القومية العربية، وأعلنت حربها على العراق في مطلع عقد التسعينيات وكان حزب البعث هو حركة التحرّر التي تهدّدها بعد انهيار الاتّحاد السوفييتي؛ لذلك أشعلت الفتنَ الطائفية في العراق وحروب الأديان حتى تستطيع فرضَ نمط يخلّصُها من الصراعات ويبعدُها عن شبح الانهيارات، وهي اليوم كما هو واضح للعيان قد ساهمت في خلق “إسلام سُني” يواجِهُ بكُلِّ رباطة جأش الإسلام الشيعي ولم نعد نسمع عن الأزمات الاقتصادية التي كانت تبدو كشبح يهدّد بنيتها الامبراطورية بالفناء والتلاشي والاضمحلال، بل كادت تتجاوز تلك الأزمات بفضل حركة الدمار الشامل التي يقودها المسلمون ضد بعضهم، وبعد أمد لن يطول يصبح التوفيق بين المسلمين مستحيلاً، وتسعى الصهيونية العالمية إلى أن تكون المواجهة بين المعسكرين السني والشيعي أبدية لتصل إلى مرحلة التدمير الشامل، وبحيث يتحول العرب والمسلمون إلى كتلة تاريخية محاربة لا تحب السلام والاستقرار تحَرّكهم الأحقاد والعصبيات والثارات، وهي حالة لا تنسجم مع حالة العالم ولا مع مصالحه، وعند هذه النتيجة قد ينشأ توافقٌ عالمي على ضرورة القضاء على الإسلام؛ باعتبَاره الحلَّ الوحيدَ لإنقاذ العالم من شروره.

مثل هذه الرؤى ليست من نسج الخيال ولكنها استراتيجيات مدركة وواعية أفصحوا عنها في خطابهم الثقافي والإعلامي، بَيْـدَ أن العرب قوم لا يفقهون ولا يقرأون وهم يتعرضون لتلك المؤامرات بل كاد البعض أن يستغرق ذاته في العدوات ويمعن فيها وقد تم تخصيص فضائيات لتنمية تلك العدوات مهمتها التفكيك وتسفيه المعتقدات والنيل من الرموز الدينية، وفي ظنهم أنهم يحسنون صُنعاً ويخدمون الإسلام ولم يعلموا أن سعيهم قد ضل ضلالاً كَبيراً، والمشكل الأكبر أن ذلك يتم بأموال المسلمين في الجزيرة والخليج.

 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
شارل أبي نادر
هل انطلقت المواجهة الروسية - الأميركية باكراً؟
شارل أبي نادر
عبدالمجيد التركي
ترامبيون
عبدالمجيد التركي
عبدالرحمن الأهنومي
مهلا أيُّها الأمريكيون : فأنتم مجرمون وإرهابيون ودجالون وهذا ما فعلتموه في اليمن
عبدالرحمن الأهنومي
أنس القاضي
المخابراتُ الأمريكية والعملياتُ القذرة
أنس القاضي
شارل أبي نادر
الإستفادة من الممرات البحرية.. رد يمني استراتيجي على التصنيف الأميركي
شارل أبي نادر
عبدالملك سام
أنت أولا
عبدالملك سام
المزيد