يومٌ واحدٌ فقط يفصلنا عن بدء العام السابع من هذا العدوان الكوني الغاشم الذي تقوده السعودية والإمارات على بلادنا..

تبدو معادلة الحرب وقد تغير الكثير من مفاعيلها وقبل أن نقيم الى أين وصلنا بعد ست سنوات من الصمود وأين وصل تحالف الشر بعد ست سنوات من الحرب العدوانية الفاشلة علينا أن نحدد بوضوح وبدون رتوشٍ أو أقنعةٍ منهم الاطراف الحقيقة الفاعلة في هذه الحرب التي دمرت البلاد وأهلكت العباد..

ما صار الجميع يعلمه دون مواربةٍ أن السعوديين والإماراتيين ليسوا أكثر من أدواتٍ بيد الأمريكي والغربي والصهيوني ينفذ عبرهم مشاريعه الهدامة في بلادنا والبلاد العربية التي اجتاحتها قذارة ما يعرف بالربيع العربي..

الحديث عن مبادرة سعودية لانهاء هذا العدوان هو نوع من السخرية من الذات والمغالطة للنفس والهروب من دائرة الفشل فمن يحاربنا بالأساس هم الأمريكان والغربيون والصهاينة وما هؤلاء الأعراب إلا قفازات متسخة يستخدمها الأمريكي والصهيوني متى شاء وسيخلعها متى شاء..

على أعتاب العام السابع للعدوان نحن بحاجة لمبادرة أمريكية بريطانية للاعتراف بأن الأمريكان والبريطانيون هم العدوان فواشنطن ولندن هما من تديران هذه الحرب علينا ولا داعي للمغالطات وسلوك دروبٍ باسم السلام الزائف لن تؤدي إلا الى المزيد من المعاناة لهذه الأمة اليمنية العظيمة الصابرة والصامدة..

يجب ان لا تزيغ الأبصار وتنبهر بالضوء الخافت للمبادرة المزعومة..

على انغام المبادرة السعودية الزائفة لانهاء الحرب العدوانية على بلادنا تعهدت بريطانيا اليوم بالابقاء على أنظمة الدفاع الجوي الطارئ التي استقدمها الى السعودية للتصدي لما تسميه بهجمات الحوثيين على المملكة..

ونقلت شبكة الـ”بي بي سي” اللندنية عن وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة أنه يأمل أن تسهم المبادرة السعودية في تجنيب اليمن مآسي أكبر كارثة إنسانية محدقة..

أليس تزامن توقيت التصعيد البريطاني الأمريكي مع الحديث عن مبادرة سعودية لانهاء الحرب على بلادنا غريباً أم أنه متوقعٌ بالفعل لأن هؤلاء هم من يعمل على إطالة أمد الحرب وهم فاعلوها الرئيسيون..

كيف ترحب لندن بمبادرةٍ لإحلال السلام وتؤكد على استمرار تدخلها وبقوة في حربٍ ليست حربها ولا ناقة لها فيها ولا جمل سوى أنها تتجار فيها بدماء الأبرياء وتنمي صادراتها من الأسلحة وتعمل على إطالة أمد الحرب الذي يعني بالضرورة الاستمرار في ابتزاز خزائن أحفاد الشيطان النفطية..

توجهٌ يؤكد بأن الحرب على بلادنا هي أمريكية بريطانية بالدرجة الأولى وأن الرياض وابوظبي ليستا أكثر من أدوات لتنفيذ المشاريع الصهيونية الأنجلو أمريكية في بلادنا والمنطقة..

يضيف الوزير البريطاني بأن هذه الحرب لا طائل منها وأنها تكلف كلا الطرفين خسائر لا متناهية وتتسبب بأكبر كارثة إنسانية..

منطقٌ مجرمٌ فما دامت لندن تدرك فداحة هذه الحرب وكارثيتها فلم تعمل على إطالة أمدها أم أن “كل شيءٍ في بابه” كما يقول المثل اليمني البسيط فالشعور بالإنسانية والكارثية لما أصلونا اليه لا يعني بالنسبة لحساباتهم المصلحية ووفقاً لأخلاقياتهم إيقاف استثمار هذه الحروب لرفد اقتصادياتهم بما تحويه خزائن آل سعود وعيال زايد النفطية..

أمريكياً نقلت شبكة سي ان ان عن المتحدث باسم البنتاجون القول بأن واشنطن تأخذ مسؤولية الدفاع عن السعودية على محمل الجد وأن واشنطن لن تقدم تفاصيل عن المساعدة التي تقدمها للسعوديين..

نعرف تمام المعرفة لمَ لن يقدم الامريكان تفاصيل عن ما يقدموه من مساعدات للسعوديين لأنهم لو كشفوا عنها فسيظهر جلياً بأن الطائرات أمريكية والخبراء امريكيون والعسكريون الذين يديرون غرف عمليات العدوان أمريكيون والاقمار الصناعية والحرب اللوجستية والبوارج البحرية كلها أمريكية..

حينما نقول أن هذه الحرب أمريكية بريطانية فإن ذاك ليس تخرصاً وليس من أجل تدويل قضيتنا ولكنها الحقيقة التي لم تعد خافية على احد..

وفقاً لتغريدة اطلقها وزير الخارجية البريطاني فإنه اجتمع بنظراءه الأمريكي والفرنسي والألماني تأتي في سياق بحث مبادرات سلام بشأن اليمن..

أفضل مبادرة يحتاج اليها اليمن اليوم هي إيقاف هذه الحرب الكارثية الملعونة وشراكتكم في انهاءها لا يحتاج الى مبادرة سلامٍ بل يحتاج الى رفع ايديكم عن الشراكة في هذا العدوان وإيقاف دعمكم لاحفاد الشيطان..

أما أن يبحث وزير الخارجية البريطاني عن مبادرة سلامٍ اعرج في بلادنا ليدعمها فيما وزير الحرب البريطاني يتعهد بالاستمرار في تغطية الاحتياجات الجوية للسعوديين والبنتاجون يعتبر استمرار دعم السعوديين مسلَّمٌ لا رجوع عنه فتلك جريمةٌ وقحةٌ ولا إنسانية نحن في غنىً عنها..

الخلاصة بأن العدوان أمريكيٌ بريطاني لذا لن تنجح أي مبادرة لانهاءه ما لم تأتي من واشنطن ولندن..!

* نقلا عن : السياسية