عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
السعوديّة حين تتعلَّقُ بقشة البعير
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 3 سنوات و 7 أشهر و 25 يوماً
السبت 27 مارس - آذار 2021 07:07 م


كان إعلانُ السعوديّة للمبادرةِ من السذاجةِ كالقشة التي تريدُ بها أن تقصمَ ظهرَ البعير -وحين أقولُ ظهرَ البعير فأنا أعي تماماً المفردات التي هي الأقربُ إلى البيئة الصحراوية النجدية- هذه القشةُ لن تقصمَ ظهرَ البعير؛ لأَنَّها خارجَ منطق الحرب والأشياء كلها، فمن المعيبِ على أهل اليمن أن ينساقوا إلى سرابٍ بقيعةٍ يحسبونه هم ماءً ولا نراه في اليمن إلا سراباً، فنحن في اليمن حين قرّرنا خوضَ المعركة كنا نعلمُ ماذا نريد؟ وما هي النتائجُ التي نريدُ الوصولَ اليها؟، ولذلك لا نرى الرماد إلا رماداً ولن ننساق إليه، بل قادرون على إشعال جمر الغضا بعزةِ المؤمنين وثبات المجاهدين، لم نرق دماً على تراب أرضنا إلا طمعاً في العزة والحرية والكرامة والاستقلال وما سوى ذلك فليس من أهدافنا ولن يكون.

لو تعي السعوديّةُ وهي تعلنُ بيانَها أن مفرداتِ الواقع قد تغيَّرت لما أقدمت على ذلك الإعلان الهزيل، ولما أنفقت على شركات العلاقات العامة الدولية المبالغَ الكبيرة في الترويج له، حتى تعيدَ ترميمَ ما تصدَّع في بنيان التصورات الجمعية بصيغة أقل ما يمكنُ أن يقال عنها هو الغباء القاتل الذي يتجاوز حقائق الواقع ليعيش وهما غير مبرّر ولم يعد الواقع يقبله.

العالمُ أصبح على يقينٍ مطلقٍ أن الحربَ التي تدور رحاها في اليمن ليست بين يمنيين بل بين السعوديّة وأهل اليمن، وإن كانت جنّدت بعضَ أهل اليمن لخوض المعركة إلا أن ذلك لا ينفي حقائقَ الواقع ولا يلغي جوهرَ الحقيقة.

نحن في اليمن ندركُ إدراكاً كاملاً أن السعوديّة تشن عدواناً علينا بالنيابة عن أمريكا وعن ربيبة أمريكا إسرائيل وما يفصح عنه الواقع اليوم في الجزر اليمنية، وفي مضيق باب المندب، وفي الموانئ والمنافذ البحرية ليس بخافٍ على كُـلّ ذي لب سواء من أهل اليمن أَو من غيرهم، إذ لا مصلحةَ للسعوديّة في هذا العدوان ولا للإمارات أَو من لفَّ لفَّهم، كُـلُّ المصالح المرسلة والمصالح المحقّقة من نتائج العدوان هي لأمريكا في صراعِها مع الصين، وهي لإسرائيل في صراعها مع العرب، ولذلك كان التطبيعُ ثمرةً من ثمار حركة الاضطرابات في اليمن وفي المنطقة العربية على وجه العموم.

اليوم تعلنُ السعوديّة هزيمتَها الأخلاقية، وعدمَ قدرتها على قيادة العالم الإسلامي وهي تنساقُ كالبقرة الحلوب لتبلُغَ من العرب ومن المسلمين الغاياتِ التي تعذرت على اليهود وعلى أمريكا في الزمن القديم، ونحن نعلمُ كم أنفقت أمريكا حتى تصلَ لتلك الغايات، وها هي تصلُ اليومَ دون أن تنفقَ سنتاً واحداً، بل تتباهى بأنها استطاعت أن تجعلَ أعداءَها يقتلُ بعضُهم بعضاً ويديرون حربَها بالوكالة عنها.. أليس ذلك هو الغباء المطلق حين تصبح مطيةً يصل من خلالها عدوك إلى غاياته وتحسب حينها أنك تحسن صنعاً؟!.

لقد خُضنا معركتَنا المصيريةَ ونحن نعي أهدافَنا تماماً وهي لا تقلُّ عن الحرية والسيادة والاستقلال، ولذلك فالتضحيات لن تكونَ هباءً منثوراً، بل حرية واستقالٌ وسيادة على كامل الأراضي اليمنية، وعلى السعوديّة أن تعي حجمَ التحول في هذا المسار، فلم يعد الأمر قابلاً للنقاش، كما أن المقايضة بالمِلف الإنساني في مقابل الملف العسكري هو في حَــدِّ ذاته إعلانٌ بالهزيمة وإن جاءت مغلفةً تحت لافتات السلام، فالسلامُ قيمةٌ في ذاته، والانتصارُ لا يكونُ بالصغائر بل بالقدرات التي تفرضه ونحن أصبحنا نملِكُ تلك القدرات وقادرون على فرضِه بما يحقّقُ استقرارَنا وأمنَنا واستقلالَنا وسيادتَنا على كامل أراضينا.

 

 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد محمد السادة
السلام في اليمن بين تكتيك مبادرات دول العدوان واستراتيجية صنعاء للحل الشامل
محمد محمد السادة
زيد البعوه
عنفوان معركة الأعوام الستة
زيد البعوه
صلاح الدكّاك
مع السيد القائد في ستة أيام من أيام الله
صلاح الدكّاك
محمد صالح حاتم
الاستهدافُ الأمريكي الممنهج للقدرات اليمنية
محمد صالح حاتم
عبدالفتاح علي البنوس
يوم الصمود الوطني وعام النصر
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالملك سام
غريفيث الثالث عشر
عبدالملك سام
المزيد