|
حِكمةٌ وسَخاء ودمَعةُ وفَاء ..
بقلم/ مطهر يحيى شرف الدين
نشر منذ: 3 سنوات و 6 أشهر و 6 أيام الجمعة 11 يونيو-حزيران 2021 07:44 م
سيّدان حَبيبان وفيَّان عظيمَان لهما في القلوب منزلةً هي أعظم منزلةً من كل ما هو أغلى وأسمى وأقرب إلينا..
كيف لا وهما سعادة المرء وحبل النجاة والطريق إلى التوفيق بحمل راية الحق وهما السبيل الوحيد في هذا الزمن إلى الصراط المستقيم، فمن لحق بهما واتبع طريقهما نجا ومن تخلّف عنهما غرق وهوى فكان من الخاسرين الضّالين .
سيَّدان قائدَان عالمَان من أعلام الهدى والتُّقى ومن أقطاب الخير يمثِّلان مِحوراً متحركاً مناهضاً لدول الاستكبار العالمي الظالم البغيض، وكأنهما طودانِ شامخان يصدّان عواصف الفتنة والفُرقة والخلاف.
سيِّدان مجَاهدان صابران اجتمعا على حبِّ الإنسان و الأرض والوطن بعد أن تعلّقا بالله ورسوله صلوات الله عليه وآله وتمسّكا بدين الله وكتابه ومنهجه واتّخذا أئمة أهل البيت عليهم السلام قدوةً في التعامل مع الآخر ونموذجاً في الثبات على المواقف والمبادئ الإيمانية التي لا تقبل مساومةً ولا مداهنة ولا تسويات على حساب الدين والعقيدة والعِرض .
سيِّدان مؤمِنان كَريمان فاضِلان نالا رضا وحبِّ الله ورسوله فأحبّهما الله ورسولُه وعشقا القيم الإيمانية والتصقا بالحق والصدق فكانا خير من تحدّث للأمة الإسلامية والعربية وخير من خبّر وأرشد ووجّه ونصح.
سيِّدان مجاهدانِ حكيمانِ ساخطان على من ضرب الله عليهم الذلّة والمسكنة وباءوا بغضبٍ من الله وقد امتثلا لله سبحانه في عدم اتخاذ الكافرين والمنافقين أولياء من دون الله وقد اظهرا العداوة لأعداء الله بل وتحركا في الميدان لمواجهة وقتال المعتدين المحتلين المستوطنين المدنِّسين للمقدسات الإسلامية حتى يأتي عبادُ الله أولي البأس الشديد ويتحقق وعدُ الآخرة لتسوءُ وجوهُ الذين كفروا وتنكسر شوكتهم ويزولُ كيانهم .
إنهما السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أمين هذه الأمة وسماحة السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله حفظهما الله وأحاطهما برعايته.
رجُلان صدقا ما عاهدا الله عليه اتّسما بالشموخ والرِفعة وعلوٍ النفس وسموٍ في الأخلاق والقيم.
وحملا قضايا الأُمة الكبرى قضية فلسطين ووحدة الأمة الإسلامية ومناهضة ومواجهة قوى الاستكبار العالمي الطامعة أعداء الإسلام من اليهود والنصارى..
وعمِلا على استنهاض الشعوب وإيقاظ الضمائر وبعث الهمم ، وأحيا الأمل والتفاؤل في أفئدة المستضعفين والمقهورين والمظلومين وأشعَلا شراراتِ الثورة والحرية والكرامة وحثّا المجتمعات العربية والإسلامية جماهير و جماعاتٍ وأفراد على تحمُّل المسؤوليات تجاه القضايا المصيرية المعاصرة فكان لهما الدور الرئيسي في إزهاق الباطل و عدم التخاذل واليأس والإحباط الذي خلقته الأنظمة والزعامات العميلة في شعوبها ومجتمعاتها .
سيّدان عابدانِ تحابّا في الله اجتمعا عليه ودّاً وأخوةً إيمانية صادقة كلٌ منهما يؤثر الآخر على نفسه في الوفاء والسخاء والعطاء والتضحية في سبيل نصرة دين الله ونصرة للمستضعفين فهما :
إمامانِ إن كان الإئمة أنجمٌ .. فهذانِ كانا فيهما الشمسُ والبدرا
ولذلك فإني أراهما أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين
وكأنهما المشار إليهما مع رسول الله في الآية الكريمة :
“مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ” وبالمناسبة فإنّ لبنانيين أشاروا إلى العلاقة الوثيقة والإخاء الإيماني الصادق بين السيد حسن نصر الله وأبناء اليمن في تغريدات على تويتر بقولهم إن السيد حسن نصر الله حين ذرفت عيناهُ بالدمع وفاءً وحباً لليمن أنهم لم يشاهدوه يبكي من قبل أمام الناس حتى حين استشهد ابنه هادي.
ولذلك فإن بكاءه وهو يتحدث عن اليمن تأثراً بما تعانيه فهذا يدل على مكانة اليمنيين عنده ومنزلتهم الكبيرة والمتميزة لديه
وفي مقابل ذلك فإننا لم نرَ السيّد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله يتحدث بعين الحكمة والسخاء والحمية والإيثار كما تحدث مؤخراً حين قال سنقتسم لقمة العيش مع الفلسطينيين ونؤثرهم على أنفسنا.
فما أنبل الكرم حين يأتي من شعبٍ فقيرٍ محاصر يصطلي بعدوانٍ جائر لسبع سنوات ، وما أفضع الجشع وأبشع العمالة والارتهان للأجنبي والخوف من فقدان المال حين يصدر من دولٍ ميسورة غنية إن وُهِبت ما على الأرض من ذهبٍ لطمِعت في كنوز السماء ولما تنازلت لسواها عن حبة خردل.
وما أسوأ الحال الذي وصلت إليه الأنظمة العربية التي تتعاطى عبر المسار التاريخي مع قضية فلسطين على أنها قضيه هامشية جانبية وعلى أنها مسؤولية فلسطينية ليس إلا.
يا كاسر الفرعونِ في قاع النّقب .. يا حُجّة الإسلام في كلِّ الحقبْ
وسكينةُ الإنسان والمَلَكِ الذي .. نجّى شعوب الأرضِ من شرِّ العرب
يا قائداً فُرجتْ بمقدمك الكُرب .. يا سورةً تتلى ويا سيفاً غَلب
يا حيدراً أرعبت سَلمان الذي .. قتل الطفولة واصطلاها باللّهب
يا صادقاً بالوعدِ والعهدِ الذي .. سيُحرِّر الأقصى وينهزمُ الذنَب |
|
|