تابعتُ مقابلةَ الدكتور صالح شعبان (وزير المالية الأسبق) على قناةِ “اليمن اليوم” (النسخة الأصلية)، ولفت انتباهي حديثُه عن أهميّةِ البحث العلمي والابتكار ودعمِ الإبداعِ في الوصول إلى اقتصاد المعرفة، وقد أشَارَ إلى محور الإبداع والمعرفة والابتكار والبحث العلمي الذي تضمنته الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة 2020-2030.
ما أَوَدُّ الحديثَ عنه هو إشارةُ الدكتور شعبان إلى عواملِ الوصول إلى اقتصاد المعرفة، حَيثُ لفت إلى أن الرؤيةَ الوطنيةَ أفردت معظمَ بنودِها للحديث عن ذلك الاقتصاد الذي استطاعت من خلاله دولةٌ مثل الهند أن تحقّقَ مستوى دخل عالٍ، يصلُ بعضَ الأوقات من البرمجيات فقط إلى ما يساوي دخلَ أربع دول عربية مجتمعةً من النفط.
وفي هذا الجانب، كانت القيادةُ السياسيةُ في صنعاء قد أولت اهتماماً كَبيراً بجانبِ الإبداع والابتكار، إذ أقامت وزارةُ الصناعة والتجارة خلالَ الأعوام المنصرِمة مسابقةً كُبرى على مستوى الوطن للمخترعين والمهندسين الذين يعملون على نقلِ وتوطينِ التكنولوجيا، ثم أُصدِرَ قرارٌ جمهوريٌّ بإنشاء الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار كهيئةٍ رئاسيةٍ تضعُ في أولوياتها النهوضَ بمستوى البحث العلمي في اليمن وتحفيزَ الإبداع والابتكار، من خلال إيجاد منظومةٍ وطنية حاضنة للعلوم والتكنولوجيا؛ مِن أجلِ تحقيقِ التنمية المستدامة والوصول إلى اقتصاد المعرفة.
في الحوار تحدَّثَ شعبان عن نهضة الصين كقوةٍ عظمى في وجه أمريكا التي كانت إلى وقتٍ قريبٍ في موقع تصعُبُ فيه المقارنةُ بينهما، لكن الصين التي عملت بشكل منظم استطاعت اللِّحاقَ بأمريكا والتفوق عليها، وهنا أَوَدُّ الإشارة إلى النهضةِ الصينية في مجال التكنولوجيا وتوطينها واهتمامها بالابتكار وانعكاسِ ذلك على النهضة الاقتصادية بشكل عام.
فإذا ما أردنا الوصولَ إلى ما وصل إليه غيرنا فعلينا أن نسلُكَ الطريقَ التي سلكوها، كما أن علينا الاهتمامَ بكوادر اليمن وعقوله النيرة التي ستصنع الغد المشرق، وبلا شك علينا أن نوجدَ بيئةً وطنيةً شعبيّةً مشجِّعة ومحفِّزة للمبدعين والمبتكرين، من خلال نشر ثقافة العلوم والابتكار والإبداع في أوساط المجتمع.
وأخيرًا يمكننا القولُ إن المهمةَ تقعُ على عاتقِ كافةِ المنابر الإعلامية، سواءٌ أكانت وسائلَ تقليدية كالصحافة والإذاعة والتلفزيون، أَو حديثةً كالمواقع الإلكترونية أَو مدوَّنات الفيديو ومواقع التواصل، ومن يقوم على تلك المنابر من صحافيين وإعلاميين وفنيين.. عليهم نشرُ ثقافة الإبداع والابتكار؛ مِن أجلِ تحفيزِ الجيل الصاعد على الابتكار والمنافسة وتحدِّي المستحيل.