كانت الأُمَّــة تعيش في جهل ٍ وضلال قبل ميلاد الرسول محمد صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْـهِ وَعَلَى آلِـهِ، بل كانت تنتظر من سينتشلها من الوضع الذي تعيشه ويغير حياتها، فكان ميلاد الرسول محمد في ١٢ ربيع الأول هي اللحظة التي طال انتظارها، ففرح بمولده كُـلّ الكائنات على وجه الكرة الأرضية.
ولذلك تعد مناسبة ميلاد الرسول محمد هي أعظم المناسبات الدينية التي من حقنا أن نحتفل ونبتهج بها، والتي لا تقتصر على حزب أَو مذهب أَو طائفة أَو جماعة، أَو دولة دون أُخرى، بل هي مناسبة يجتمع فيها المسلمون جميعاً ويفرحون بها، ويحتفلون في ذكراها كُـلّ عام.
أليس النصارى يحتفلون بذكرى ميلاد المسيح وينفقون مليارات الدولارات في أعياد الميلاد؟ أليست الدول تحتفل بأعياد ميلاد ملوكها وأمرائها ورؤسائها؟ ألا يحتفلُ الناسُ بأعياد ميلادهم وميلاد أبنائهم وأقاربهم كُـلّ عام؟ ألا نشاهد ونسمع الفنانين والممثلين والمشاهير يحتفلون بأعياد ميلادهم في أفخم الفنادق وينفقون ملايين الدولارات على هذه الحفلات؟
كل هؤلاء يعبرون عن فرحهم بأعياد ميلادهم، ونحن كمسلمون من حقنا أن نحتفل ونبتهج في ذكرى ميلاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل إن هذه المناسبة العظيمة يجب أن ترسخ وتغرس في عقول وذاكرة أجيالنا، حتى يبقى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام حاضراً معهم طوال حياتهم.
إن انزعَـاجَ أعدائنا من إحيَاء مناسبة ميلاد الرسول خير دليل على أهميتها ومكانتها وعظمتها في توثيق الروابط بديننا وتعاليمه، بل إن انزعَـاجهم يجعلنا نتمسك بإحياء هذه المناسبة أكثر والاستعداد لها مبكراً، والاحتفال بها بالشكل اللائق بعظمة المناسبة وعظمة صاحبها، وكذلك يدل على أن إحياءَنا لهذه المناسبة أننا نسير في الاتّجاه الصح، وما عداه هو الخطأ.
فمن يحب الرسول سيحتفل بعيد ميلاده، وكلٌّ حسب إمْكَانيته وبالطريقة التي يراها، سواء بتزيين الشوارع والمنازل وإضاءتها، أَو تقديم الحلوى والولائم والمساعدة للفقراء والمساكين، أَو كسوتهم، فإدخَال الفرحة إلى نفوسهم تعبيراً عن فرحتنا بهذه المناسبة العظيمة، أَو عبر المحاضرات والندوات والحفلات الإنشادية، وغيرها، فميلاد الرسول محمد ذكرى عظيمة، ولها مكانتها العظيمة في قلوب أبناء الشعب اليمني منذ القدم وما زالت وستظل.