كم أنتم متفردون عمَّن سواكم من العرب والمسلمين!
متفردون وسباقون في كُـلّ شيء!
فكما كنتم أنتم أول من تكلم العربية وأنشأ السدود وبنى ناطحات السحاب وكنتم أول من جاء بالمصافحة وأول من كسا الكعبة المشرفة..
كنتم أنتم أَيْـضاً أول من أقبل عليهم رسول الله فاستقبلوه بحفاوةٍ وفرحةٍ في أول مراسيم استقبال رسمي وشعبيٍ أقامه العرب وبعد أن عزفت له الدفوف أول سلامٍ جمهوريٍ ونشيدٍ وطنيٍّ على مر التاريخ (طلع البدرُ علينا.. من ثَنِيَّات الوداع) ليتكفلوا بعد ذلك بإيوائه ونُصرته..
يومَها لم تستأذنوا يهودَ (يثرب) أَو تأخذوا برأيِ أحد منهم بالخروج، كما يفعلُ معظمُ عرب اليوم، ولكن خرجتم نكايةً بهم ورغم أنفهم، فأعزكم الله برسوله ودينه عليهم إلى الأبد!
كذلك.. كنتم أنتم أول من قدم عليه في السنة التاسعة للهجرة وأسلم طواعيةً ورغبةً من بين سائر الشعوب، فلم يذكر التاريخ أن شعباً بأكمله أسلم قبلكم، حتى قريش نفسها كقبيلة لم يكتمل إسلامها إلا بعد حينٍ!
وكنتم أنتم كذلك أول من حمل راية الإسلام وتكفل بنشره والبلوغ به إلى كُـلّ الأصقاع والأرجاء في أنحاء المعمورة.
وكما أنكم كنتم كذلك..
فأنتم اليوم وحدَكم مَن لا تزالون على العهد ثابتين ومحافظين ومتمسكين بحب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله..
أنتم وحدَكم من لا تزالون ترفعون راياته خفاقةً خضراءَ في زمنٍ لم يعد كُـلّ من حولكم من العرب يرفعون فيه سوى راياتٍ بيضاء أَو حمراء، فقد أصبحوا بعدك يا رسول الله ما بين منبطحٍ للأجنبي أَو غارقٍ في الملذات والشهوات!
تأمركوا وتصهينوا واحداً بعد آخر، فما دفعكم ذلك -أيها اليمنيون- إلا أن تخرجوا وتصرخوا في وجوههم: الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل!
خذلوا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وتخلوا عن مبادئه وقيمه فما زادكم ذلك -أيها اليمنيون- إلا إيماناً وثباتاً وانتصاراً وتعظيماً له وتمسكاً بدينه ومبادئه وقيمه!
فأي كيمياء عجيبةٍ وفريدةٍ هذه التي استطاعت المزج بين علاقتكم أيها اليمنيون برسول الله وعلاقته بكم لتستخلص منهما للدنيا بأسرها هذا الحب الراسخ المتين في نفوسكم لرسول الله وفي نفسه لكم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله؟!
وأية معادلةٍ إلهيةٍ هذه التي قضت بأن يذهب الناس بالشاة والبعير وتعودون أنتم -أيها اليمنيون- برسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، أن يذهبَ الناسُ بالنفط والغاز وعرضٍ من الدنيا قليل وتستحوذون أنتم وحدكم على نصيب الأسد من حب رسول الله؟!
فهنيئاً لكم -أيها اليمنيون- هذا الفضلَ العظيم.. وهذه النعمة الكبيرة المهداة.. فوالله إنه لو لم يكن من ثمار حبكم هذا لرسول الله وحبه لكم إلا أنكم ستكونون أول من يرد الحوض على رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله لكان ذلك كافياً لكم بأن تباهوا به الدنيا بأسرها!
فأية نعمةٍ من الله بعد هكذا نعمةٍ ترجون؟!