يستكثر الكثير من المأزومين في الداخل والخارج على أنصار النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه وآله من اليمنيين احتفالهم بالمولد النبوي الشريف واستقبالهم هذه المناسبة بكرنفالات وطقوس احتفالية مشبعة بالعبق الإيماني اليماني المحمدي، ويرون في ذلك جريمة ومعصية ومنكراً وبدعة، وهلم جرا من المفردات التي يطلقونها بكل برودة نكاية بأنصار الله وإرضاء لملوك وأمراء وحاخامات النفط والوهبنة والترفيه والتصهين والإجرام والتوحش والغدر والمكر والخيانة والتآمر..
لكن ارتباطنا الإيماني الوثيق بالرسول الأعظم وإيماننا العميق بأهمية وعظمة هذه المناسبة يحتم علينا الاحتفال بها بغض النظر عن تخرصاتهم وهرطقاتهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، هذه المناسبة التي يحتفل بها أبناء اليمن الميمون منذ عقود من الزمن من خلال المحاضرات والندوات والمجالس التي كانت تقام في المساجد والمجالس في المدن والقرى على مستوى الأحياء والحارات السكنية قبل أن تشهد هذه الاحتفالات زخما كرنفاليا منقطع النظير مع بزوغ نجم المسيرة القرآنية بقيادة الشهيد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي، حيث بدأت الاحتفالات الجماهيرية الواسعة في محافظة الصمود صعدة كمرحلة أولى قبل أن تمتد لتشمل غالبية المحافظات اليمنية التي تتوشح باللون الأخضر وتتزين بأبهى وأجمل الحلل فرحا وابتهاجا بمولد النور الذي يهل علينا بعد أيام حاملا نفحاته الإيمانية المحمدية التي تطمئن بها القلوب وترتاح وتسمو بها الأنفس..
احتفالات شعبية ورسمية يشارك فيها الذكور والإناث ، الكبار والصغار ، الكل على قلب رجل واحد تجمعهم محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يرسم المشاركون فيها لوحات محمدية في غاية الجمال والروعة ، احتفالا بمولد النور المبين والسراج المنير الذي جمع الله في وصفه بين نور القمر وسراج الشمس في أبلغ صور وصف الجمال الرباني الذي حباه به الله عز وجل ، وفي كل عام تتعاظم هذه الاحتفالات وتزداد زخما شعبيا ورسميا لتعكس للعالم أجمع ما الذي يمثله الرسول الأعظم لأبناء الشعب اليمني ، فهو الذي ما غاب ذكرهم له ، ولا خفت بريق احتفالهم بمولده الشريف ، ولا تراجع صدى صلواتهم عليه وآله ، حتى وهم للعام السابع على التوالي يكابدون ويلات ومعاناة العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي وتداعياتهما الكارثية في شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة..
بالمختصر المفيد: ربيع الأنوار المحمدية يمثل محطة تاريخية هامة في تاريخ الإسلام وحياة المسلمين ، ففي الثاني عشر منه ولد معلم البشرية الصادق الأمين ، ومخرجها من الظلمات إلى النور ، وهاديها إلى سواء السبيل ، والاحتفال بهذه المناسبة في اليمن دائما ما تكون له نكهته ومذاقه الخاص الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف أن يعتريه الخفوت أو التراجع ، لذا على أولئك المثبطين والمرجفين أن يعوا ويدركوا جيدا أن إحياء ذكرى المولد النبوي بالنسبة لنا كيمنيين ثقافة وفكراً وعقيدة وهوية وانتماء هو من القربات التي نتقرب بها إلى الله ورسوله لنحظى برضا الله ومحبة وشفاعة رسوله الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين..
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.