إذا أردت أن تستنسخ تجربة (عنترة) وطريقته العبقرية في خوض غمار الحروب، فعليك أولاً أن تكون شجاعاً وذكياً مثله !
أما أن تأتي المعركة وأنت جبانٌ وأحمق تحاول استنساخ أو تطبيق تجربة (عنترة)، فأعلم أنك بذلك ستكون أول الساقطين في هذه المعركة !
على أية حال،
يحكى أن (عنترة بن شداد العبسي) سئل ذات يوم : أأنت أشجع العرب، فقال : لا .. !
قيل : وكيف إذن شاع ذلك في العرب ؟!
قال : كنت إذا دخلت معركة أقدم إذا رأيت الإقدام عزماً، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزماً، ولا أدخل موضعاً لا أرى لي منه مخرجاً، وكنت أعمد إلى الضعيف الجبان فأضربه الضربة التي ينخلع لها قلب الشجاع، فأثني عليه وأقتله حتى هابني الناس .
طبعاً السعوديون وحلفائهم ما قصروا !
أول ما فكروا بالعدوان على اليمن استحضروا أولاً هذه التجربة وهذه الفكرة وقرروا على الفور تطبيقها في اليمن تحت مسمى (عاصفة الحزم) !
ذلك أنهم اعتقدوا أنها الوسيلة البسيطة المثلى لفرض هيبتهم بين العرب والعجم !
أعلنوا الحرب وبدأوا العدوان ..
فما الذي حدث ؟
في الحقيقة لم يتركوا مكاناً في طول (اليمن) وعرضها ولا معلماً أو تجمعاً سكنياً مدنياً بما فيها طبعاً صالات الأفراح ومخيمات العزاء وكذلك الأسواق والمدارس والشوارع والطرقات وغيرها وعلى مدى أكثر من ست سنواتٍ حتى الآن إلا وقصفوه ودمروه لا لشيءٍ سوى بحثاً عن ذلك الضعيف الجبان الذي يخر لضربه قلب الشجاع، لعلهم يجدونه، لعلهم يغلبون !
لكنهم لم يجدوه في اليمن !
فهم في الحقيقة وإن امتلكوا كل عناصر القوة من عُدَّةٍ وعتاد إلا أنهم ومع ذلك لا يمتلكون في الوقت نفسه قلب وعقل وتدبير (عنترة) !
وما قيمة الخيلِ الكرام ولا القنا
إذا لم يكن فوق الكرام كرامُ
لذلك تجدهم لم يقْدِموا ولم يعزموا أو يحزموا أمرهم وأمر عاصفتهم حتى اللحظة كما كان يفعل (عنترة) ولن يفعلوا خاصةً وهم يقاتلون رجال الرجال من أحفاد (علي بن أبي طالب) و(عمرو بن معد كرب الزُّبيدي)، وبالتالي فلا غرو إن هم ظلوا يتراوحون في مكانهم عند نفس النقطة التي انطلقوا منها أو ربما دونها، وهكذا هم الجبناء دائماً !
يعني وباختصار شديد نحن أمام (أناسٍ) لم يكن بوسعهم على الإطلاق أن ينجحوا في قيادة وإدارة المعركة أو التخطيط لها على الإطلاق حتى ولو تقمصوا شخصية (عنترة) أو جاؤا (بعنترة) نفسه، لا لشيء طبعاً سوى أنهم من النوع الذي لا يحسن (الكَرَّ) وإنما هو فقط يحسن (الحلب والصَرَّ) .. أو هكذا قُدِّر لهم !
قلَّك عنترة .. قال .
#معركة_القواصم
* المصدر : رأي اليوم