المكان: ساحة جامع الشعب في العاصمة صنعاء
الزمان:الخميس٢٧ربيع الآخر ١٤٤٣هـ،٢/١٢/٢٠٢١م
لا مبالغة في القول إن زفاف “٧٢٠٠” عريس وعروس كان فجيعة كبرى أصابت قلب العدوان الأمريكي الصهيوني العالمي وأدواته في الإقليم والداخل في مقتل، وصاروخا نفسيا ومعنويا فاق في تدميره ونسفه لحساباتهم العدوانية الخبيثة ما يتباهون به من أسلحة قتل ودمار متطورة ضحيتها على الدوام هذه الإنسانية المنكوبة بشرهم وطغيانهم وعدوانهم وأطماعهم، الإنسانية المستضعفة المستهدفة في حضارتها ومدنيتها ونسائها وأطفالها وأسباب عيشها..
هذا ما مثّله العرس الجماعي المهيب الذي شهدته العاصمة صنعاء في ذلك الخميس الفرائحي الصمودي المشهود..
رسالة صمود وانتصار يمنية إلى العالم، بما فيه عصابة الشر والعدوان والإجرام الدولي، ورأسُها الشيطان الأمريكي البريطاني الصهيوني.. رسالة فيها من القوة ما يكفي لإحراق وسحق قلب العدوان غيظا وحسرة وخيبة، ويعمِّق هزيمته ويضاعف ركام فشله الذريع والمرير..
٧٢٠٠عريس وعروس في الزفة العُرسية اليمانية الأعظم والأضخم والأكبر على مستوى منطقتنا العربية الإسلامية (حسب وصف السيد القائد/عبد الملك الحوثي)، الزفة التي نثق في أن كونية وعالمية رسالتها البليغة قد أحدثت هزة بددت الكثير من غيم الطغيان والإجرام والعدوان الذي لبَّد فضاء الحياة العالمية بسُمِّيته الأمريكية الصهيونية التي تحكي بصمتُها السوداء دمويتها في اليمن- عبر الحصار والقصف المجنون المتواصل منذ ما يقارب سبع سنوات – الكثيرَ عن بشاعتها وإجراميتها المبثوثة البصمات على امتداد خارطة العالم.
هذا العالم الذي تتزاحم في فضائه أمواج الأنين والتوجع والنزيف جراء الإجرام الشيطاني الأمريكي المتفلت والجامح بتوابعه ومخالبه التي لطخت وجه الكرة الأرضية بالفتن والمؤامرات وأشكال العدوان العابرة للقارات.. هذا العالم تلقى الرسالة العُرسية المتميزة لليمنيين المتسامين على جراح العدوان والحصار بانبهار واستلهام لا شك فيهما..
رسالة العرس اليماني الكبير التي بُثت عبر الشاشات ونوافذ الاتصال الكوني المفتوح وذبذبات الضمير الإنساني التواق لكل هبة نسيم تبشِّر بقرب الخلاص من ليل الهيمنة والعنصرية والاستكبار المستشري بدمويته وحقده اللذين لا سقف لهما.. هذه الرسالة وصلت مكتوبة بمداد الصمود الذي لا شبيه له، ونسيغِ الروح الجهادية اليمنية التي صاغت معجزات صمودها وثباتها ونصرها بكيفية لا نظير لها، والمزيجِ المدهش من فوح البن والمدرجات الشامخة وحرارة “السلتة” الملوحة بهمة وشدة مراس شعب لا ينكسر أمام أعتى الأخطار والتحديات، وإيقاعِ الزامل والبرعة والأناشيد التي تناطح برجولتها وعمق محكياتها وإيحاءاتها الشماء أعنّةَ السحاب..
نعم وصلت رسالتنا المحمولة على أجنحة الفرح العرسي الفريد، وألقت من أعلى شرفات الكون مضمونَها الإنساني والإيماني والجهادي والحضاري.. هذا المضمون النوعي الذي قال الكثير عن أصالة وصدق الانتماء الإسلامي العروبي ليمن الإيمان والحكمة، ونقاءِ وحيوية ووعي النهوض الثوري اليمني القرآني المحمدي التحرري الذي أثلم سيف الطغيان العدواني الأمريكي الصهيوني، وأعيا ترسانات قتله وتدميره الأحدث، وهي تحاول طيلة هذه السنوات إجهاضه ووأده.. مضمونٌ رفَّت أجنحة عالميته القيمية والأخلاقية ببريق فرحة عشرات العرسان الأفارقة (٧٠عريسا) التي تمازجت مع الفرحة الكبرى لمضيفيهم اليمنيين قائلة للعالم إن إيثار أجدادهم الأنصار الذي أضاء جنبات “يثرب” وهي تفتح صدرها وأرضها للفجر الإسلامي المحمدي الوليد في باكورة مخاضه الإلهي الكوني الميمون.. هذا الإيثار لم يمت، وإن إرث الأجداد الإيماني والجهادي والقيمي ما يزال ينبض بعنفوان في سيرة أنصار اليوم الأحفاد وفي نهجهم ومبدأهم ومسلكهم.. مضمون يقول في خلاصته وعنوانه العريض إن هذا الشعب الذي وصفه القرآن الكريم بالقوة وشدة البأس، وخصه النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله بتاج الحكمة والإيمان هو آية ربانية مستمرة وخالدة الإشعاع في سفر هذا الوجود الإنساني، حضاريا وإيمانيا وجهاديا وقيميا وأخلاقيا، ومناصرٌ وحاضنٌ أبدي للحق والخير والمستضعفين، كما هو كاسر – في الوقت ذاته – وباتساع المدى عينه للطغيان والجور والعدوان مهما كانت قوته وعتوه وجبروته.