|
ما هو هدف تحالف العدوان من تصعيده الأخير بتكثيف غاراته على صنعاء
بقلم/ عدنان باوزير
نشر منذ: سنتين و 10 أشهر و 23 يوماً الأربعاء 08 ديسمبر-كانون الأول 2021 07:04 م
أولاً: دعونا نتفق على أن تحليل أي تصعيد أو تصرف يصدر عن هذا العدوان الذي اتفق العالم على تسميته بـ (الحرب العبثية) هو في غاية الصعوبة ، لأن كل ما يصدر عن العبثي فهو أيضا عبثي ، ومن الصعوبة بمكان كما قلنا تحليل أو محاولة فهم التصرف العبثي لأنه ليس له غاية محددة ، ولكننا هنا سنحاول أن نتكهن قدر الإمكان .
لقد كان تحالف العدوان يقصف في بداية انطلاقته المشؤومة مواقع كان يقول إنها ضمن بنك أهدافه ، والآن وبعد سبع سنوات من القصف والتدمير عاد من حيث كثافة غاراته إلى مستوى يكاد يكون مقاربا لما كان عليه عند بدايته ، وتحديداً في عودته لاستهداف العاصمة صنعاء المكتظة بالسكان بشكل يومي بل وأكثر من مرة في اليوم ، والذي كان قد توقف عن استهدافها لخلوها من الأهداف العسكرية خلال الفترة الماضية ، فماذا يقصف الآن ولماذا ؟؟
وفي معزل عن تضليله الإعلامي عن طبيعة الأهداف المستهدفة واسطوانته المشروخة التي ملّ الناس من سماعها عن علاقة ما لإيران بهذه المواقع ، فكلنا يعرف حتى قوى العدوان نفسها أن المواقع المستهدفة بالقصف الآن هي أصلاً مواقع مقصوفة سلفاً ولمرات عديدة ، وأنه لا يوجد أي مبرر لإعادة قصفها –أقصد مبررا عسكريا- ولا يُرتجى منها تحقيق أي هدف . فلماذا يعيد قصفها إذن ؟؟ ، هو يفعل ذلك لأحد الأسباب التالية أو لأكثر من سبب منها أو ربما كلها مجتمعة :
الاحتمال الأول ربما أراد العدوان وكعادته ينطلق من حماقته المعهودة ليثبت فقط أنه ما زال موجودا وأنه ما يزال محافظاً على نفس زخمه و(عنفوانه) الأول وما يزال ممسكاً بزمام المبادر وقادراً على التسبب بالوجع ، للتغطية على النكسات والهزائم التي مُني بها هو وأدواته المحلية في أكثر من جبهة ، ويعيد الثقة لنفسه ورفع معنويات أدواته المحلية ، وهو أيضاً نوع من أنواع التنفيس عن الألم والإحباط الذي يعانيه لفشله وعدم تحقيقه لأي هدف من أهدافه المعلنة.
الاحتمال الثاني هو أنه يصعد كنوع من الانتقام المحض ولإيقاع أكبر قدر ممكن من الدمار والضرر خصوصاً وأن العدوان في نزعه الأخير.
الاحتمال الثالث أنه ربما اعتقد أنه باستهدافه لصنعاء حاضرة اليمن ومركز الأنصار السياسي والمعنوي سيزيد من ضغوطه عليهم ويفاقم معاناتهم في محاولة لإثارة السخط عليهم وإيهامهم ربما أن العدوان مستمر ولا كلل أو ملل أو تراجع حتى تحقيق أهدافه. وهو في هذه واهم كما كان واهما منذ أول يوم ، فمن لم تهزّه أو تثنيه غارات العدوان الأولى ولم تحدث في نفسه تلك الصدمة أي أثر فمن البديهي أن لا يُحدث تصعيده الأخير أي أثر خصوصاً وأن الجيش واللجان الشعبية قد أصبحوا في وضع أفضل منه في بدء العدوان على جميع الأصعدة كما أنهم قد أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من هزيمة تحالف العدوان وتحقيق النصر.
الاحتمال الرابع وهو عسكري لكنه مستبعد وليس له تأثير يُذكر ، وهو تشتيت قدرات الأنصار وإشغالهم عن جبهات القتال وتحديداً جبهة مارب.
الاحتمال الخامس أنه ربما أراد أن يسخّن القضية برمتها ، فمعروف أنه لو أرادت دولة ما أو طرف ما جذب الأنظار والاهتمام بمبادرة ما أو دعوة إلى مفاوضات أو مقترح حل يتوقع أو يلوح في الأفق من وسيط ما لطرحه للتداول ، أن يقوم أولاً بتسخين الوضع لجعل الأطراف المختلفة متهيئة وجاهزة للتعاطي معه. وأعتقد أن الوضع الداخلي وفي كل الجبهات وعلى كافة الأصعدة في درجة من السخونة إلى حد الغليان ولا تحتاج لتسخين جديد.
الاحتمال السادس أن تحالف العدوان ربما وكما أعلن قد حصل على معلومات استخبارية كما يدعي بوصفها أنها تعد اختراقا فأراد أن يعمل محاولة أخيرة ويجّرب حظه ويراقب نتيجة الاستهداف من رد فعل الأنصار على هذا التصعيد، هل أتت غاراته الأخيرة أكلها وعرقلت بالفعل أداء الأنصار وأوقف عمليات استهداف العمق السعودي بالمسيرات والصواريخ الباليستية كما توهم ، فيواصل غاراته ويكثفها أم أنها لم تحدث أي أثر ؟؟ فجاء رد الأنصار جلياً مجلجلا على تصعيده وتم استهداف أهداف عسكرية وحيوية سعودية في أقصى العمق السعودي في الرياض وجدة وجيزان وعسير ..الخ بـ 25 طائرة مسيّرة مختلفة الطرز بالإضافة إلى عدد مفتوح -لم يكشف ناطق الأنصار العسكري عن عددها- واتضح أنه (العدوان) لم يحقق من تصعيده الأخير على صنعاء شيئا يذكر سوى إثارة غضب الأنصار واستفزازهم فاستهدفوه بهذا الرقم القياسي من المسيّرات والصواريخ كما لم يفعلوا من قبل .
الاحتمال السابع والأخير أنه لا يوجد أي احتمال أو تفسير مقنع وأن الأمر برمته ليس سوى عبث في عبث وحلقة تصعيدية عبثية أخرى من مسلسل هذا العدوان العبثي الغبي وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ، على طريقة (إذا قدك رايح فكثّر بالفضائح) والعدوان كله من أوّله إلى آخره ليس سوى مسلسل مخز من الفضائح .. |
|
|