سواءٌ أكانت هذه السفينةُ تُقِلُّ على ظهرها مستشفى ميدانياً أَو معداتٍ ومساعداتٍ طبيةً أَو عتاداً وأسلحةً أَو حتى (تبغ)..
ليس هذا هو المهم في الحقيقة!
المهم هو.. كيف تمكّن هؤلاءِ المقاتلون اليمنيون من اقتيادِ هذه السفينة الضخمة في ظل هذا الحصار المطبق عليهم من البر والبحر والجو، وفي ظل هذه العيون الشاخصة إليهم بأقمارٍ صناعيةٍ متطورةٍ من الفضاء الخارجي والمترقبة لكُلِّ سكْنةٍ وحركةٍ تدور في أرض اليمن؟!
كيف استطاع فريقٌ مؤلفٌ من خمسة إلى عشرةِ جنود أَو عدد قليل من المقاتلين اليمنيين إجبارَها على الجنوح بحمولتها اضطراراً، حَيثُ شاءوا لها أنفسهم أن يستقرَّ بها المطاف أخيراً؟!
هذا هو السؤال الحاضر الآن!
نحن هنا لا نتحدث طبعاً عن سفينةٍ شراعيةٍ أَو عن زورق أَو مركب صيدٍ تقليديٍ، ولكننا نتحدث عن سفينة نقلٍ ضخمةٍ وعملاقة!
كما أننا هنا لا نتحدث أَيْـضاً عن عمليةٍ سريعةٍ وخاطفة أَو عن هجومٍ مباغتٍ هيَّأت له الصدفة، ولكننا نتحدثُ عن عمليةٍ تحتاج لتنفيذها وإتمامها من الوقت والجهد أَيَّـاماً وأياماً من التخطيط والرصد والمتابعة والتنفيذ!
فأين كان هؤلاء المحتجون والمتباكون على (اختطافها) بحسبهم اليوم؟!
أين كانت قواتُهم وأساطيلُهم وبوارجُهم وغواصاتهم وسفنهم وزوارقهم الحربية تغص بالنوم حين اقتيدت هذه السفينة سَبيَّةً علناً وفي وضح النهار؟!
بصراحة، لا تستبعدوا أن يطلعَ علينا غداً أَو بعد غد مبرّرون وقائلون بأن قواتهم وجنودهم كانوا مشغولين مثلهم بالاحتفال بأعياد الميلاد!
ربما سيجدون في هذا عذراً أكثرَ واقعيةً وقبولاً من القول بأن هذه السفينة كانت تحملُ مساعدات ومعداتٍ طبية لبلدٍ وشعبٍ تعرض في الأصل وخلال سبعة أعوام لمختلف الأوبئة والجوائح كالكوليرا والملاريا وحمى الضنك وكورونا بدون أن يقدموا له حتى حبة اسبرين واحدة!
لا تستبعدوا ذلك، فمثل هؤلاء القوم -وكما تعوّدنا منهم دائماً- لا يعدمون الأعذار والمبرّرات!
قللك مساعدات طبية.. قال!