|
المراكز الصيفية.. قلعة التنوير ومقبرة التكفير
بقلم/ عدنان الجنيد
نشر منذ: سنتين و 5 أشهر و 7 أيام الأحد 19 يونيو-حزيران 2022 01:42 ص
لقد أُصيب العدوان، وأدواته ومرتزقته بالفزع الكبير، والهلع المرير، من ازدياد المراكز الصيفية، وكثرة توافد الطلاب إليها، في مدن وقرى المناطق الحرة، وحين أخافهم ذلك وأرعبهم ما هنالك، ذهبوا يبثون _عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر بقية الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة_ كل ما قدروا عليه من الإشاعات المغرضة والحكايات والقصص المكذوبة المحبوكة، ويزعمون بأن الحوثيين (حسب تسميتهم) يغسلون أدمغة الأطفال، ويفسدون دينهم بالطائفية، ويملأون قلوبهم بالحقد والبغض تجاه غيرهم في جميع الأحوال، ثم في النهاية يزجون بهم في الجبهات، حسب قولهم غير المنطقي.
ونقول لهم: نعم إنهم يغسلون أدمغة الأطفال، لكن من شيء آخر، من ثقافتكم التي لوثتم بها الكثير من عقول أبناء اليمن، ومسختم بها هويتهم اليمنية الإيمانية، المتمثلة بكذبكم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بمثل روايتكم (أن طاعة ولي الأمر واجبة حتى ولو كان الحاكم ظالماً فاسقاً ممارساً للعهر) .. وترويجكم أن عدو المسلمين هم الشيعة وليسوا اليهود، وأنّ اليهود هم إخواننا في الإنسانية _حسب زعمكم الجديد_ وأنهم أصحاب دين، وأنّ قبول الانبطاح والخنوع لهم والتطبيع معهم لابد منه، وأن فريضتي (الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ليستا من الضروريات في هذا العصر، بل هما للضرورة القصوى فقط …. إلخ.
ونحن نقول لكم: مهلاً يا دعاة الضلالة.
نعم أنصار الله يغسلون أبناءنا من هذه الأفكار المنحرفة والثقافات المغلوطة، التي تتصادم مع مضامين القرآن الكريم.. ويصححون دينهم؛ لأنكم جعلتم إسلامهم إسلاماً وهّابياً، وهو الذي تَبَنّى نشره أعداء الإسلام مع منافقيهم، بغرض تشويه الإسلام، وإظهاره أمام الشعوب الشرقية والغربية بأنه دين القتل الوحشي والإجرام البغيض، لا دين المحبة والسلام.
وهنا يأتي دور المراكز الصيفية، للتصدي لأفكاركم المنحرفة، التي تقف خلفها أهداف هدامة، ولذلك أزعجتكم هذه المراكز، وأحبطت أعمالكم، وتخطيط أسيادكم التي بنوها لعقود وعقود، وجئتم أنتم لتنفيذها مع أسيادكم الأمريكان واليهود.
إنّ المراكزَ الصيفيةَ تُظهرُ للطلاب حقيقة الإسلام المحمدي الأصيل، الذي لا يُكَفِّرُ المسلمين، ولا يستبيح دماءهم، ولا يذبح نساءهم وأطفالهم ورجالهم، ولا يفجر آثارهم ولا يسعى لمحو حضارتهم (كقباب الأولياء وأضرحتهم، والمساجد الأثرية، والقلاع التاريخية).
في المقابل، تبين المراكز الصيفية لهم أن عدوهم الحقيقي هم اليهود، كما أخبرنا الله تعالى بذلك في كتابه، ويتعلم الطلاب أن موالاة أولياء الله، ومعاداة أعداء الله، فرض من فرائض الإسلام، فلا يُقبل إيمان المرء إلا بها، ويبيّن لهم معلموهم أن جهاد أعداء الله لن يتوقف، طالما هناك أعداء ظالمون ومجرمون في هذا العالم، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة أساسية، لن يصلح أي بلد ويعمه الأمن والعدل إلا بها، يعلمونهم معنى العزة والكرامة والنخوة والشهامة، وأن المسلم المؤمن لا يقبل الضيم، ولا يرضى بالذل، وأن منهجه الأكبر تجسيده الإسلام المحمدي واقعاً، من خلال نصرة المظلومين، والوقوف والتصدي للظالمين ولأسيادهم من المستكبرين، ونشر الأمن وإقامة العدل..
يعلمونهم التمسك بكتاب الله تعالى، وعترة نبيه صلوات الله عليه وآله أجمعين، فهم الأمان من ضلال هذه الأمة.. وحديث الثقلين حديث متواتر، قد سارت به الركبان، واعترف الأئمة بصحته وتواتره في جميع البلدان، سابقاً وحاضراً..
يعلمونهم التمسك بسنة رسول الله، السنة الصحيحة، التي لا تتنافى مع أخلاق ومكانة رسول الله، ولا تتصادم مع كتاب الله، ويعلمونهم ويعززون فيهم الهوية الإيمانية، والاعتزاز بالهوية اليمنية ..
إن المراكز الصيفية تُحَصِّنُ الأطفال من الحروب الناعمة، التي يشنها الأعداء ليل نهار، عبر جميع والوسائل المتاحة؛ كي يفسدوا القلوب، ويعطلوا العقول، ويحرفوا الجيل عن إسلامه وقيمه ومبادئه وهويته..، وبالتالي سقوطه من مكانته العليا.
هذا، ولتعلم بأن هلع الأعداء وفزعهم وغيظهم من هذه المراكز الصيفية، لهو دليل دامغ على أثرها الكبير، ونجاحها الخطير، في تأهيل جيل مرتبط بالقرآن الكريم، الذي من خلاله فُضِحَتْ وانكشفت الثقافات المغلوطة، وظهرت الثقافات القرآنية الحقة؛ لأنها بكتاب الله منوطة.
وأما قولهم بأن الحوثيين (حسب تسميتهم) يدفعون بطلاب المراكز الصيفية إلى الجبهات، فهذا محض افتراء، وليس له أساس من الصحة، وغرضهم من كلامهم هذا هو تثبيط الآباء عن الدفع بأبنائهم إلى المراكز الصيفية …
المهم أنه ما دام الأعداء يغيظهم ذلك، نقول لجميع الآباء الذين دفعوا بأولادهم تجاه المراكز الصيفية، نقول لهم: إنكم تؤجرون في ذلك، فالله تعالى يقول: (وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ)..
فكل عمل تعملونه أيها الآباء وفيه إغاظة للأعداء، فإن الله يكتب لكم بذلك عملاً صالحاً.
(وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ). |
|
|