خلال الأسابيع الماضية شهدنا عروضاً عسكرية مهيبة للمتخرجين من مواقع التدريب والتأهيل العسكري، تلك العروض العسكرية المهيبة لجحافل جيشنا المجاهد تبعث برسائل سياسية وعسكرية إلى الصديق والعدو، وقبل ذلك إلى الشعب الذي يتكئ على الله وعلى هؤلاء المجاهدين الأبطال الميامين ورفاقهم في جبهات العزة والكرامة والشرف.
وللمشاهد تلك ما لها من الأهمية والدلالات والمعاني العظيمة، لكني أقصر الحديث هنا على ما يجب أن يقال في حق المجاهدين في هذا الجيش المجاهد المبارك الذي بات اليوم- بحمدالله- فخراً لكافة اليمنيين بما حققه أبطاله من انتصارات وإنجازات، بعون الله وتوفيقه.
من صفر الإمكانيات ألحقوا بأكبر التحالفات الحربية عالمياً هزائم لا تحصى ولا تعد، ، دحروا جيوشا مُجّيشة بمئات الآلاف من المرتزقة والعملاء والمأجورين من اليمنيين ومن جنسيات عالمية عديدة ، حرروا جزءاً كبيراً من أرضنا التي احتلها الغزاة والمرتزقة، وعلى موعد مع إكمال المعركة حتى تحرير كل شبر يمني محتل، دافعوا عن اليمن وشعبه العظيم في وجه أقبح عدوان تحالف فيه الشر مجتمعا دون استثناء على هذا الشعب العظيم والمبارك ، آمنوا بالله وبنصره وبحتمية الانتصار وأفشلوا أهداف التحالف العدواني في احتلال اليمن وإخضاعه والسطو على قراره السياسي وفرض الإرادة الأمريكية الغربية على مشيئة اليمنيين ، واليوم في طريقهم إلى إنجاز ما تبقى من تحرير الأرض وتوحيدها وفرض سيادة الدولة الوطنية على كل اليمن، بإذن الله.
خاضوا على مدى سبعة أعوام ونيف- من زمن الحرب العدوانية الإجرامية البشعة على اليمن- أشرف وأشرس وأعنف المعارك، فانتصروا على أكبر التحالفات العالمية بقيادة أمريكا والغرب، وأقواها سلاحا وتكنولوجيا وأحدثها فتك وقتلا وتدميرا ورصدا وقوة نارية، وعلى أكبر الجيوش والمرتزقة المأجورين والمستأجرين من جنسيات يمنية وأجنبية عديدة، فحاز هؤلاء الأبطال أوسمة الانتصارات العظيمة وحازوا شرف الدفاع عن اليمن، ونال كثيرٌ منهم شرف الشهادة، وأي فضل عظيم نالوه!
لقد كان جيشنا المجاهد وأبطالنا الكرماء منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن- الذي أتى على حين غفلة وفي نهاية ليل دامس والناس نيام فيه ، وإلى اليوم- عنوان عزة اليمنيين وكرامتهم وأملهم بعد الله ، لأنهم حطموا أوهام المعتدين في هذه الحرب الكبيرة التي خاضها أبطالنا بالتوكل على الله والثقة به ، وفرضوا معادلاتهم في تفاصيل وساحات المعارك والحرب، وجبهاتها اليوم تشهد بذلك من الحدود إلى مارب والبيضاء والساحل إلى الجوف إلى نصر من الله وغيرها ، إلى العمليات الصاروخية والجوية التي أقامت الأعداء وأقعدتهم وأشعلت النيران واللهب في بلادهم ومنشآتهم ومعسكراتهم ونفطهم ومصانعهم ، ولا ننسى ضربة بقيق وخريص وإعصار اليمن وكسر الحصار وضربات الردع الثمان وغيرها من العمليات البطولية التي كبدت الأعداء خسائر لا تنسى ، ولا ننسى نسف الأرتال والدبابات والمجنزرات في معارك الساحل والجوف ونهم وغيرها خير شاهد على أن هؤلاء المجاهدين هم فخر لكل اليمنيين وحماة لهم.
بالأمس واليوم وغداً، وفي كل ساعة ويوم وعام ، يُقدِّر أبناء شعبنا الأبي تضحيات هؤلاء الأبطال ، ويقدسون الدماء التي سالت والأرواح التي حلت في جنان الشهداء ، والجراحات التي أصابت تلك الأجساد الطاهرة والزاكية ، لأن هؤلاء هم صناع المجد وحماة البلاد والحرمات والأعراض والحقوق والسيادة والدولة والشعب والوطن والأرض ، وهؤلاء هم فخر نعتز به ونفاخر بما أنجزوه بعون الله.
إن كل فرد في جيشنا المجاهد يوازي جيوشا كاملة من المأجورين والعملاء والمعتدين ، إن هؤلاء المجاهدين هم صفوة الناس وقدوتهم في التضحية وفي الإحسان وفي العطاء وأي عطاء أعظم من عطاء الدم والروح والمهج التي قدمها هؤلاء وصنعوا بها المعجزات والبطولات وحرروا الأرض وحموا العرض وقدموا الغالي والنفيس وهم يدافعون عن شعبهم وسطروا بدمهم- على مدى سبعة أعوام ونيف- أروع صور البطولة والفداء ودافعوا عن شعبهم وبلادهم وعن كرامة اليمنيين جميعا.
إن هذا الجيش المجاهد الميمون المنتصر بإذن الله الذي حقق كل تلك الانتصارات بعون الله وتوفيقه في مواجهة الحرب التحالفية التي احتشدت فيها جيوش الأرض من المأجورين والمرتزقة والأعداء ، لهو جيش قادر على إكمال المعركة وتحقيق النصر الكامل بإذن الله ، وقادر- بعون الله- على تحرير الأرض من المحتلين وعصاباتهم ومرتزقتهم من الأمريكيين والسعوديين والإماراتيين وأدواتهم العميلة ، التي ما زالت تعيث فساداً وقتلاً وتدميراً ودماراً في سواحل يمننا، جنوبه وشرقه وجزره وبحاره.
ما يجب أن يقال في حق هؤلاء كثير وكبير لا تتسعه الصحف والمساحات كلها ، لكن نقول لهؤلاء ولكل فرد منهم في هذا الجيش المجاهد الذي هو الرهان بعد الله ، أنتم عنوان البطولة والتضحية والفداء، وأنتم مدرسة العطاء والإحسان والإيمان والتوكل والتحرك والمسؤولية والجهاد ، أنتم رمز العزة وجيش الإيثار الحماة لهذا الشعب والوطن ، وأنتم اليد الطولى للسيد القائد حفظه الله والأمل بعد الله لكل اليمنيين بأن ينعموا بحياة كريمة وآمنة ومطمئنة ومستقرة ، وأنتم النموذج الأرقى في الإحسان والعطاء والفداء والتضحية في سبيل الله ، ننحني إجلالاً واحتراما لجهادكم وتعبكم وصبركم ، وعلى الشهداء الأبرار وعلى أرواحهم الطاهرة سلام دائم لا ينتهي ولا ينقطع أبدا..والنصر معقود على نواصيكم بإذن الله.